اهتمت الصحف الغربية الصادرة اليوم الخميس باخبار جولة الإعادة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في مصر ، كما تناولت الشأن العراقي والسوري . فمن جانبها ، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن المقابلة التي اجراها المتحدث باسم حزب "النور" السفي يسري حماد لإذاعة الجيش الإسرائيلي والتي تعهد فيها بالمحافظة على اتفاقية "كامب ديفيد" للسلام، ما هي الا محاولة من الحزب للتهدئه من قلق الإسرائيليين والغرب وذلك بعد حصوله على المركز الثاني في عدد الأصوات بالانتخابات البرلمانية .
واكدت الصحيفة أن موافقة حزب النور على الحديث مع الإذاعة الإسرائيلية كانت مفاجئة للجميع حتى الإذاعة الإسرائيلية نفسها، حيث تعتبر التصريحات التي قالها المتحدث باسم الحزب يسري حماد بأن حزبه لا يعارض معاهدة السلام مع إسرائيل، تاريخية.
وأوضحت الصحيفة أن الساسة الإسرائيليين ينتابهم قلق عميق من قيام الأحزاب الإسلامية بإلغاء معاهدة السلام ، حيث تعتبر هذة المعاهدة طريق امان للبلدين،حيث سمح لإسرائيل بتحويل الموارد العسكرية إلى اماكن أخرى، اما مصر فقد اكتسبت مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية.
اليقظة العربية
وتخصِّص صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية الصادرة اليوم الخميس افتتاحيتها للحديث عن آخر تطورات الربيع العربي وانعكاساته على مستقبل المنطقة، وذلك تحت عنوان: "الإسلاموية واليقظة العربية".
تعيدنا الافتتاحية بداية إلى مطلع العام الجاري الذي بدأ برجاء مثير وبطموح وثَّاب في العالم العربي، إذ أطاحت سلسلة من الانتفاضات بطغاة لطالما حكموا لفترات طويلة من الزمن: سقط أربعة منهم حتى الآن في تونس ومصر وليبيا واليمن، وآخر ملطَّخ بالدماء في دمشق بالتأكيد لن يطول به الزمن.
وتضيف الصحيفة قائلة أن هنالك الكثير من التبرُّم والقلق والإحساس بالكرب بشأن الكيفية التي بدأت تؤول إليها الأمور سلسلة من الانتصارات التي حققها الإسلاميون في الانتخابات، لاسيَّما مصر، وتزاحم على السلطة، مقرون بنعرات طائفية لا سيَّما في مصر وسورية
بعدها تعود بنا الصحيفة فجأة لتعقد مقارنة سريعة بين الأمس واليوم، فتمر بنا على اليقظة العربية الأولى التي شهدها العالم العربي في القرن الماضي، إذ اصطدمت محاولات بناء الدولة العربية الحديثة بمصالح الغرب وإسرائيل لاحقا مع أحلام وطموحات النخب الثورية ودعاة الإصلاح الذي لم يأتِ.
وتمضي الافتتاحية إلى القول بأن على أولئك الذين تعتريهم المخاوف الآن بشأن الوجهة التي سيأخذها الربيع العربي أن يسألوا أنفسهم إلى أين يتجه العديد الآن من تلك البلدان على أية حال، أي في ظل النظم الاستبدادية التي أنجبت الصحوة الإسلامية، بكفاءة الحاضنات.
ومن النظرة السوداوية التي ترسمها لكل من ليبيا، التي تراها صومالا أخرى، وسوريا، التي لا تراها عراقا جديدا آخر، تنقلنا الافتتاحية إلى تصوير المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة العربية، وتتسم بالفوضى.
وتخلص بنا الافتتاحية إلى نتيجة مفادها أن الإسلاميين سيكونون في مركز الجاذبية السياسية العربية، أو قريبين منه.
وتعتقد الصحيفة أن نشطاء الربيع العربي يرقبون الآن تجارب إسلامية ثلاث ماثلة أمامهم: إيران الشيعية والسعودية وتركيا السنيتين.
وفي حين تستخلص الافتتاحية أن أيَّا من التجربتين السعودية والإيرانية لن تغري الطامحين إلى مستقبل أفضل بتقليدهما، فإنهم قد يرون في التجربة التركية احتمالا قد يحلو لهم اقتباسه، وذلك لا لأنه صورة للديمقراطية المنشودة، بل قصة نجاح واضحة للعيان.
وتحت عنوان "النشطاء المصريون يحوِّلون الإعلام إلى ساحة حرب"، نطالع في الفايننشال تايمز تقريرا لمراسلة الصحيفة في القاهرة، هبة صالح، تسلِّط فيه الضوء على المواجهات الدائرة بين النشطاء في مصر وبين المجلس الأعلى للقوات المسلَّحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الإطاحة برئيسها السابق في الحادي عشر من شهر فبراير/شباط الماضي إثر انتفاضة شعبية عارمة.
وإن كان التقرير يصوَّر بعض ملامح الاشتباكات والمواجهات الميدانية التي تدور بين الجيش والناشطين، إلاَّ أنه يبرز جانبا آخر، وربَّما كان الأهم، من تلك المواجهات بين الطرفين: ميدان الحرب الإعلامية.
تبدأ المراسلة تقريرها بوصف تلك الصورة التي ظهر عليها الشاب المصري ابراهيم عبُّودي ، والذي بات يُطلق عليه لقب "مفجِّر أحداث مجلس الوزراء الدامية".
تقول الصحيفة إن منظر وجه عبُّودي المغطَّى بالدماء، جرَّاء الضرب المبرح الذي تعرَّض له على أيدي العسكر في وقت سابق من الشهر الجاري، هو الذي أثار آلاف النشطاء ودفع المتظاهرين ليشتبكوا مع عناصر الجيش لخمسة أيام بعد تلك الحادثة التي سقط فيها 13 شخصا على الأقل.
وتضيف الصحيفة أن وجه عبُّودي الدامي، وإن كان في الواقع يمثل الشرارة التي أشعلت المواجهات، فهو أيضا يشكِّل رمزا "للحرب الإعلامية التي باتت تحدِّد معالم الحراك السياسي وطابع الاضطرابات التي تشهدها مصر ما بعد الثورة
ويدلِّل التقرير على ذلك بالطريقة وبالسرعة التي انتشرت وفقهما لقطة الفيديو التي تظهر إصابة عبُّودي، وبدور تلك الصورة بإثارة غضب الآلاف من الناشطين والناشطات المصريين، رغم أن تلك اللقطة جرى تصويرها من قبل أحد الناشطين أنفسهم من حركة أطلقت على نفسها اسم "مصرُّون"، وأفرادها أمثلة حيَّة على ما باتوا يُعرفون ب"الصحافيين المواطنين".
أمَّا المثل الثاني الذي تدلِّل المراسلة من خلاله على قوَّة وفعالية وسائل الإعلام، لا سيَّما صحافة المواطن" منها، في إثارة الرأي العام وتشكيله فهو شريط الفيديو القصير الذي يظهر فيه عدد من الجنود المصريين وقد راحوا يجرُّون إحدى الناشطات على الأرض قبل أن يعرُّوها من ملابسها ويقوم أحدهم بركلها بحذائه العسكري على صدرها.
يقول التحقيق إن مظاهرة نسائية حاشدة خرجت مساء الثلاثاء للاحتجاج على جرِّ وتعرية الناشطة الشابة من قبل العسكر هي التي أرغمت المجلس الأعلى للقوات المسلَّحة على سحب الجيش من الشوارع، وذلك بعد تقديمه الاعتذار أيضا عن تلك الحادثة.
استمرار العنف
وفي صحيفة "الجارديان" نطالع تحقيقا لمراسلي الصحيفة في بيروت والقدس يتحدث عن مقتل 150 من الجنود المنشقين عن الجيش السوري.
ويقول التحقيق إن الجيش السوري يواصل "اصطياد المنشقين" بالقرب من مدينة إدلب الواقعة شمال غرب البلاد، وذلك بعد أن قتلت القوات الحكومية الثلاثاء ما يقارب من 150 عسكريا أثناء محاولتهم الهروب من قاعدتهم العسكرية.
ويضيف التحقيق: "كان ذلك اليوم هو الأكثر دموية منذ بدء الانتفاضة قبل أكثر من تسعة أشهر، وقد أشعل نار المخاوف من اندلاع حرب أهلية وشيكة".
ويشير التقرير إلى تزامن ارتفاع حدة التوتر وارتفاع عدد القتلى في المواجهات التي تدور شمال غرب سورية مع وصول طليعة بعثة المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية، والمناطة بهم مهمة مراقبة تطبيق المبادرة العربية التي تدعو إلى سحب المظاهرات المسلحة من المدن والبلدات والشوارع وإلى إجراء حوار وطني شامل بين الحكومة وأطياف المعارضة المختلفة.
ويربط التحقيق أيضا بين وصول طليعة المراقبين العرب إلى دمشق الخميس وبين زيادة نبرة وسقف تصريحات المسؤولين الغربيين تجاه النظام السوري.
يقول التقرير: "مع وصول المراقبين، صعَّد المسؤولون الغربيون من لهجتهم ضد الرئيس السوري بشار الأسد، طالبين تنحِّيه عن منصبه فورا، وموجِّهين له إنذارا بأن المزيد من الإجراءات سوف يلي مالم يُنفِّذ المبادرة العربية".
ويعرِّج التحقيق أيضا على أهمية محافظة إدلب الاستراتيجية كونها متاخمة للحدود الجنوبية لتركيا التي أضحت بمثابة خط الإمداد الرئيسي للمسلحين الذين بدأ ينضم إليهم عدد صغير من الأجانب.
وبالانتقال الى الشأن العراقي ، لقى لإنذار الذي وجَّهه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لقادة كردستان العراق بضرورة تسليم نائب الرئيس طارق الهاشمي، الذي كان قد فرَّ إلى الإقليم على خلفية اتهام حكومة بغداد له ب "دعم الإرهاب" صدى واسع في الصحف الغربية.
فتحت عنوان رئيس الوزراء العراقي يصعِّد الأزمة بتوجيهه إنذارا إلى الأكراد، نطالع في صحيفة" الإندبندنت" تحقيقا يسلِّط الضوء على الشرخ الطائفي الذي تسبب بها المالكي "الشيعي" والمخاوف التي أثارها بسبب مطالبته وإصراره على ملاحقة نائب رئيس الدولة "السني" قضائيا بتهم الضلوع بأعمال إرهابية.