دشن معهد الشارقة للتراث مجلة "مراود" التي تعنى بالتراث الثقافي أمس السبت، في مؤتمر صحافي بمقر المعهد، ضمن فعاليات أيام الشارقة التراثية في نسختها الخامسة عشرة، حيث تأتي مجلة مراود التراثية، ضمن إصدارات المعهد وأجندته المتعلقة بالنشر والمعرفة، وتتزامن مع عام القراءة. تحتفي المجلة في عددها الأول ب "الشارقة القديمة"، ضمن ملف يستعرض تاريخها العريق وتراثها العميق، الذي كشفت عنه نتائج الآثار والتنقيب في مختلف مناطق الإمارة، كجبل الفاية، والبحيص، ومويلح، ومليحة، والقاسمية، والمتمثّل كذلك في الحصون والقلاع والبيوت والأسواق التي تعجّ جنباتها برائحة التراث الأصيل، ثم صورة الشارقة في كتابات المؤرخين والجغرافيين القدماء، التي أظهرت عراقة المكان وتواصله الحضاري والثقافي مع العديد من الحضارات التي سادت ثم بادت أو أفلت. ويختتم الملف بتتبّع ملامح صورة الشارقة في الذاكرة الأوروبية، من خلال الرحلات والكتابات التي جاب أصحابها المنطقة جيئةً وذهاباً، ودوّنوا عنها مشاهداتهم وانطباعاتهم التي احتفظت لنا بصورة الشارقة في القرون الخوالي، وكيف كانت ملامحها ومعالمها، ونحلة عيش أهلها ومختلف أحوالهم. وتستحضر المجلة عبر أبوابها الأخرى الشعر الشعبي والحرف اليدوية والعادات القولية والحكم والأمثال، كما تحتفي بتراث الشعوب من خلال نافذة خاصة تستعرض ما تزخر به ثقافات العالم من تنوّع وغنى. وفي العدد مواد عن المهرجانات التراثية في الإمارات، وأسابيع التراث الثقافي العالمي في الشارقة، وأيام الشارقة التراثية، وبرنامج الحرفي الصغير، وتغطية إعلامية للندوة الفكرية التي نظمها المعهد حول: "تجليات التراث الثقافي في كتابات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة"، بالإضافة إلى تحقيق صحافي حول واقع اللهجة الإماراتية في نطاق التغيّرات التي أحدثها تطوّر العصر، والتي أفضت إلى تسرّب بعض الألفاظ والمفردات الدخيلة على اللهجة المحلية، مما أدى في بعض الأحيان إلى تشويهها.