كشف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير علاء يوسف، عن تفاصيل اللقاء الأول بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بالبيت الأبيض في واشنطن، والذي وصف ب"لقاء الانسجام" بين الزعيمين. وقال المتحدث باسم الرئاسة، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إنه عقدت قمة مصرية أمريكية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب، في البيت الأبيض، بالعاصمة الأمريكيةواشنطن. وأشار السفير علاء يوسف، إلى أن الرئيس الأمريكي، رحب في مستهل اللقاء بالرئيس السيسي، معرباً عن تقديره العميق له ولما حققه من إنجاز كبير في ظروف صعبة، مؤكداً التزامه وبلاده بدعم ومساندة مصر في مواجهة التحديات المختلفة. ولفت الرئيس ترامب، إلى تقديره وتقدير الولاياتالمتحدة لمصر وشعبها، منوهاً باعتزامه تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولاياتالمتحدة، ودفعها نحو آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة، وخاصة في المجال العسكري ومكافحة الإرهاب، وذلك في ضوء التحديات المشتركة التي تواجهها الدولتين. ومن جانبه، أعرب الرئيس عن تقديره للرئيس الأمريكي وجهوده في مكافحة الإرهاب، مؤكداً له وقوف مصر بجانب الولاياتالمتحدة، في القضاء على هذا الخطر الجسيم، الذي يتسبب في إراقة دماء الأبرياء وترويع الآمنين. كما أعرب الرئيس، عن تطلعه للعمل مع نظيره الأمريكي، من أجل التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. وعقب الجلسة الثنائية بين الرئيسين، انعقدت جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث أكد الرئيسان، اعتزازهما بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والقائمة على الاحترام المتبادل والتعاون المثمر في تحقيق المصالح المشتركة للشعبين المصري والأمريكي، وأعربا عن تطلعهما لأن تشهد هذه العلاقات انطلاقة جديدة خلال المرحلة المقبلة. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس أطلع نظيره الأمريكي على آخر التطورات السياسية والاقتصادية في مصر، حيث استعرض معه التقدم المحرز على صعيد تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي؛ والذي يهدف إلى معالجة التحديات الاقتصادية المزمنة في مصر بشكل جذري، فضلاً عن اتخاذ مزيد من الاصلاحات التشريعية والإدارية بهدف تحسين بيئة الأعمال وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، ولاسيما من الشركات الأمريكية التي لها بالفعل خبرة طويلة في السوق المصري. وتابع المتحدث الرسمي، أن مباحثات القمة بين السيسي والرئيس الأمريكي، شهدت بحث كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود الدولتين في مكافحة الإرهاب، الذي أصبح يمثل خطراً عالمياً وتهديداً جسيماً للسلم والأمن الدوليين، حيث استعرض الرئيس الجهود التي تبذلها مصر على كافة المستويات، العسكرية والأمنية والدينية والفكرية، للتصدي لهذا الخطر. وشدد السيسي، على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والقوى الدولية في مواجهة المنظمات الإرهابية، من خلال تطبيق استراتيجية شاملة تتضمن وقف إمداد الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح والمقاتلين، فضلاً عن الأبعاد المتعلقة بمحاربة الفكر المتطرف من ناحية، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من ناحية أخرى. ومن جانبه، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالشجاعة والتصميم اللذين أظهرهما الرئيس السيسي، سواء في التصدي للإرهاب ونشر القيم السمحة والمعتدلة للإسلام وترسيخ صورته الحقيقية التي تدعو إلى التعايش وقبول الآخر، أو في اتخاذ القرارات اللازمة للإصلاح الاقتصادي، مؤكداً التزام الولاياتالمتحدة الكامل تجاه أمن واستقرار ورخاء مصر، ومساندتها لجهودها في دفع مسيرة التنمية ومواصلة برنامج الإصلاح الاقتصادي. وذكر السفير علاء يوسف، أنه تم خلال اللقاء كذلك بحث الأزمات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط، وسبل تسويتها، حيث أكد الرئيس أن الوضع في المنطقة يتطلب إدراكاً عميقاً لحقيقة أن ضعف الدولة الوطنية لا يصب إلا في مصلحة انتشار الإرهاب وتمدد نفوذه، مؤكداً ضرورة بذل أقصى الجهد لإنهاء المعاناة الإنسانية لشعوب المنطقة التي تعاني من ويلات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة ومازالت تعاني منها. وعرض الرئيس في هذا الإطار، رؤية مصر لعناصر التسوية السياسية للأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، حيث أكد أن الحفاظ على وحدة التراب الوطني في كل دولة، ودعم مؤسساتها الوطنية، وإعلاء الحل السياسي القائم على القواسم المشتركة بين الأطياف المجتمعية المختلفة، هو السبيل الوحيد للحفاظ على السلامة الإقليمية لهذه الدول وصيانة مقدرات شعوبها. كما أكد الرئيس أهمية التوصل لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن تحقيق ذلك من شأنه توفير واقعاً جديداً في المنطقة، بما يساهم في استقرار الشرق الأوسط. وأكد الرئيس في هذا الإطار، أهمية الدور الأمريكي في إحياء عملية السلام، لافتاً إلى استعداد مصر للعمل مع الإدارة الأمريكية لبلورة أفكار إحياء عملية السلام والتواصل مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. واستطرد السفير علاء يوسف، أن الرئيسين اتفقا على تفعيل آلية الحوار الاستراتيجي بين البلدين؛ بهدف تعزيز التفاهم المشترك وتطوير التعاون في كافة المجالات، كما وجه الرئيس الدعوة للرئيس ترامب لزيارة مصر، الذي رحب بالدعوة ووعد بتلبيتها في وقت يتفق عليه الجانبان، عبر القنوات الدبلوماسية.