اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن حزب الله اللبناني هو الفائز الوحيد من الصراع الدائر في سوريا منذ منتصف مارس 2011. وقالت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني اليوم الأثنين - إن حروبا قليلة في العالم هي التي شهدت تشابكا بين عدة مقاتلين كالحرب السورية، التي تناحرت فيها جميع الجهات بدءا من الجماعات المتمردة الغامضة والمتحولة حتى الروس والاتراك والأكراد والميليشيات العراقية، وفي خضم هذه الفوضى، يبرز نجم فائز واحد حتى الآن وهي جماعة حزب الله اللبنانية. وأضافت:إن حزب الله اللبناني، الذي تأسس في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي لمحاربة احتلال اسرائيل لجنوب لبنان، انضم الى معارك الحرب الأهلية الدائرة في الدولة المجاورة لحماية رعاته في دمشق وليكون خط امداد للأسلحة الإيرانية، وبعد سنوات من تزايد المشاركة، بما في ذلك تدريب الالاف من المقاتلين الشيعة والبدء في توفير الخدمات الاجتماعية،أضحى حزب الله اليوم اقوى وأكثر اعتمادا على النفس ومسئولا عن قيادة ميليشيا سورية جديدة حتى أن مسئوليه أعلنوا استعدادهم للمشاركة في صراعات اخرى في المنطقة. وتابعت الصحيفة:"أن حزب الله يحارب حاليا جنبا إلى جنب مع القوات الروسية، وهو التحالف الأول له مع قوى عالمية. وكان حزب الله هو من أعد خطة معركة استعادة حلب والتي استخدمتها القوات السورية والروسية في العام الماضي،وفقا لمسئولين عرب وأمريكيين مسئولين عن مراقبة انشطة الحزب". مشيرة إلى أنه بفضل المال والسلاح القادم من طهران،أصبح حزب الله يقف الآن تقريبا على قدم مساواه مع إيران كمدافع عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وكراع للقوات الشيعية التي تحارب داخل سوريا. من جانبه، يقول أندرو إكسوم، الذي عمل نائبا لمساعد وزير الدفاع الأمريكي لشئون الشرق الأوسط حتى شهر يناير الماضي، إنه من الصعب أن نرى أشخاصا يرتقون في صفوف المخابرات السورية أو الرتب العسكرية من دون مباركة حزب الله أو الإيرانيين. وأشارت الصحيفة إلى أنه نظرا لتزايد القدرة العسكرية لحزب الله، ورغم أنه معاد لإسرائيل وحظى بالقليل من الاعتراف الدولي علاوة على ادراجة لفترة طويلة ضمن قوائم الارهاب داخل الولاياتالمتحدة، فإن الحزب شارك في المفاوضات التي رعتها روسيا حول سوريا في اعقاب هزيمة المعارضة في حلب، وعندما زار المبعوث الصيني الخاص إلى سوريالبنان في شهر ديسمبر الماضي، فإنه خصص المزيد من الوقت لمقابلة رئيس العلاقات الخارجية لحزب الله. وأوضحت الصحيفة أن المسئولين الإسرائيليين والأمريكيين نظروا إلى تنامي قوة حزب الله بعين الريبة والقلق، متخوفين من إمكانية أن يستغل الحزب مجنديه السوريين للضغط على اسرائيل من جبهة حرب جديدة على طول مرتفعات هضبة الجولان، التي احتلتها إسرائيل قبل 50 عاما. ففي شهر مارس، أعلن حزب الله تشكيل "لواء تحرير الجولان" من داخل سوريا من أجل إعادة الهضبة إلى سوريا من جديد. ويقول مسئول كبير في تحالف حزب الله وسورياوإيران: "إن إسرائيل تدرك حاليا أن ما جرى في سوريا غير حزب الله، الذي تطور ليس فقط في صد إسرائيل، وإنما في مهاجمتها... كما طور الحزب الوسائل التقليدية وغير التقليدية للحروب، فأصبح لايحارب فقط كحروب جيش العصابات وأنما يحارب أيضا مثل الجيوش التقليدية". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن دبلوماسيين قولهم: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته إلى واشنطن في شهر فبراير الماضي بأن ترسانة الأسلحة التابعة لحزب الله تهدد أيضا السفن الأمريكية في المنطقة". وقال مسئول بوزارة الخارجية الأمريكية (حسبما نقلت "وول ستريت جورنال") إن واشنطن تدرك جيدا تنامي قدرات حزب الله وأنها ستعمل بشكل وثيق مع الشركاء في المنطقة لمعالجة التهديدات التي يشكلها الحزب... وأضاف:"أن التشويش على القدرات العسكرية لحزب الله كان من بين أولويات الولاياتالمتحدة".