أعلنت جماعة الإخوان "جبهة محمد كمال" إجراء مراجعات فكرية، عقب دراسة وضع الجماعة والمواقف التي مرت بها منذ اندلاع ثورة 25 يناير حتى الآن. وتحت عنوان "تقييمات ما قبل الرؤية.. إطلالة على الماضي"، أعلن المكتب العام للإخوان المسلمين (مكتب الإرشاد المؤقت)، المعبّر عما يعرف ب"تيار التغيير" أو "القيادة الشبابية" داخل جماعة الإخوان المسلمين، عن نتائج مراجعاته وتقييماته لأداء الجماعة خلال السنوات الست الماضية (من يناير 2011 إلى يناير 2017). وقال المكتب إن هذه الخطوة تأتي كتوطئة لإعلان رؤيته، وفي إطار جهود التقييم والمراجعة التي يقوم بها. وأشار المكتب في بيان له الأحد، إلى أنه وضع في هذه التقييمات التي قال إنها بمثابة "منتج أولي"، خلاصات لدراسات وأبحاث وورش عمل قام بها عدد من المتخصصين في علوم الاجتماع والسياسة والقانون والشريعة، كما شارك فيها بعض قيادات وكوادر الإخوان بالداخل والخارج، وفق البيان. وأوضح "تيار التغيير" في الإخوان، أن اللجنة المشرفة على التقييمات بالجماعة اعتمدت منهجية "علمية" سارت عليها، من خلال الانطلاق من السياق "المبدئي الموضوعي" وليس "الموقفي الشخصي". وقال إن "التقييم يدور عن مواقف التفاعل الإخواني مع القضايا المختلفة، ولن نحكم من قريب أو بعيد عن أمور تخرج عن هذه الدائرة، ولا سيما المؤسسات الخارجة عن هذا الإطار، كقرارات الرئاسة والوزارة والبرلمان وما شابه". وأضاف: "المنتج سيكون علميا متقيدا بقيود الصنعة في التقييم؛ حتى يسهل التناول ونستفيد من الحالة النقدية التي ستتبع ذلك الطرح، وبطبيعة الحال لا يجب أن يُنظر إلى هذا الجهد بكونه تصفية حسابات ولا نقدا شخصيا لأحد، أي من كان، فمن اجتهد في السابق فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر، بلا إفراط في نسف كافة المواقف ولا تفريط في جانب الاعتبار والنظر والتقييم"، بحسب تعبير البيان. وبحسب البيان، فقد تم "التواصل مع ما يزيد على ال100 من المفكرين والسياسيين وأصحاب الرأي والشخصيات العامة والعلماء والمهتمين بالشأن الإخواني خاصة، والإسلامي عامة، والقضية الوطنية المصرية، وتسليمهم نسخ من هذه التقييمات للمشاركة الفعالة بالرأي والمشورة والنقد البناء". واستطرد قائلًا: "بالتوازي مع ذلك يتم عرض تلك التقييمات لعموم الصف الإخواني للإسهام فيها بالرأي والمشورة، وفقا للتجربة التي خاضها أبناء حركتنا المباركة". وقال إن النتائج ستُعرض للرأي العام "في المسارات الإعلامية المختلفة يوم الثلاثاء المقبل، بعد الانتهاء من تسليم النسخ لأعضاء الجماعة وللنخب والمفكرين، ومن ثم ستُجمع كل الآراء لتنقيح هذا المنتج وإفراغه في وثيقة علمية متكاملة"، وفق البيان. وقال القائمون على التقييم إنه ستتم الاستفادة "من كل جهد في النقد والتصويب، وهو ما ننتظره من جميع المخلصين على أرضية النصح الأمين والنقد البناء واستصحاب المصالح".