تعد المزرعة المصرية المشتركة مع زنزبار دليلا واضحا على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين مصر وتنزانيا ونموذجا ناجحا على التعاون الثنائي في القارة السمراء، وقد أسهمت في نقل تكنولوجيا الزراعة المصرية إلى هناك والترويج للمنتجات الزراعية المصرية وتخريج دفعات من الكوادر الزراعية في بلاد تعتمد في الأساس على الزراعة كمصدر رئيسي في الدخل وتحقيق التنمية. ووقعت مصر وزنزبار (التابعة لتنزانيا) في العام 2003 اتفاقية لإنشاء هذه المزرعة المشتركة ضمن مشروع مصري طموح لإنشاء مزارع مشتركة مع الدول الأفريقية تحت مسمى (مشروع إنشاء مزارع مشتركة مع الدول الأفريقية)، والذي يهدف في الأساس لتعزيز العلاقات بين الجانبين وريادة مصر للقارة السمراء للمساهمة في التنمية المستدامة ببلدانها. وفي هذا الإطار، أفاد الخبيران المصريان الدكتور رضا عبدالله مدير المزرعة والدكتور يسري عبدالقوي نائب المدير بأن المزرعة الآن تخدم عددا كبيرا من المواطنين بمنتجاتها وبتدريبها للكوادر الزراعية كما أصبحت تتحمل تكاليفها بنفسها وتكاليف استصلاح مساحات أخرى لضمها إليها، مشيرين في الوقت ذاته إلى أنه يتم تدريب المدربين الزراعيين الزنزباريين في الوزارة بالقاهرة طبقا للخطة السنوية المعدة لذلك. وأشار الخبيران المصريان في تصريحات صحافية، نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن المزرعة تخرج نحو 400 كادر زراعي مؤهل لسوق العمل الزنزباري كل عامين عبر التعاون مع الجيش الزنزباري الذي يعد الشريك الرئيسي للمزرعة التي تدار بدعم كامل من الدكتور ماهر عبدالمنعم المغربي المدير التنفيذي لمشروع المزارع المصرية المشتركة مع إفريقيا وبتوجيهات مباشرة من أ.د عبدالمنعم البنا وزير الزراعة بضرورة العمل المشترك مع الأشقاء الأفارقة وتوفير الدعم اللازم لتنمية القارة الإفريقية. ومن جهته، قال الدكتور رضا عبدالله أن المزرعة تركز أساسا على زراعة عدد من المحاصيل الرئيسية تتمثل في الخضروات بأنواعها المختلفة والتي تزرع بتقاوي الهجن المصرية منها الطماطم والبطيخ والخيار والبامية وغيرها من الخضروات، مشيرا إلى أن الفواكه الاستوائية تقع أيضا في نطاق اهتمام المزرعة المصرية إذ يتم زراعة الباباظ والأناناس وفواكه عدة. وأفاد بأن خبراء الزراعة المصريين يسعون لإدخال أنواع من الفاكهة لتقييمها تحت ظروف الأراضي والجو في زنزبار وبأسلوب الزراعة المكثفة وذلك بنهاية الشهر الجاري مثل الرمان والجوافة والمانجو. ومن جانبه، ثمن القائد العام للقوات المسلحة الزنزبارية علي متمويني أحمد - في جلسة جمعته بموفد الوكالة والخبيرين المصريين - التعاون بين مصر وزنزبار مطالبا بزيادته كونه مفيدا للغاية لسكان يعتمدون في الأساس على الزراعة كمصدر دخل ، مؤكدا على أن القوات المسلحة في زنزبار تعمل مع الخبراء المصريين كفريق واحد وتذليل العقبات التي تواجه المزرعة المصرية. ودعا متمويني إلى توسيع التعاون مع مصر في المجالات الأخرى، معتبرا أن التعاون بين البلدين مثمر للغاية ويضيف الكثير إلى الاقتصاد في زنزبار. وبدوره .. قال الدكتور يسري عبدالقوي نائب مدير المزرعة لشؤون الهندسة الزراعية إنه يتم استخدام نظم الري الحديثة لمساحة 36 إيكر (تنقيط – رش) بينما باقي المساحة 189 إيكر تعتمد على الأمطار في الموسم المطري فقط والذي يبدأ في مارس من كل عام وحتى يوليو. وتم في العام الماضي زيادة مساحة المزرعة من 170 إيكر (الإيكر = 4000 متر مربع) إلى 225 إيكر فيما تحملت المزرعة تكاليف استصلاح وزراعة المساحة المضمومة حديثا من أرباح بيع منتجاتها للسوق المحلي الزنزباري. وتوجد في المزرعة محطة هندسة زراعية تشتمل على 3 جرارات زراعية قدرات مختلفة وبلانتر زراعة وآلات ملحقة وآلات الرش المختلفة بالإضافة إلى قسم خاص بمستلزمات الري من مواسير وخراطيم وخزانات المياه، ونظرا لعدم وجود ورش لصيانة الآلات الزراعية فقد تم استحداث ورشة صيانة تفي لإجراء عمليات الصيانة والإصلاح اللازمة للمعدات وهي الوحيدة في زنزبار. وفي العام الماضي .. دعمت وزارة الزراعة المصرية المزرعة بعدد من الآلات مثل آلة تفريط الذرة وآلة تقطيع المخلفات الجافة بالإضافة إلى آلات رش محمولة ظهريا و3 صوب زراعية وأنفاق زراعية تكفي لزراعة 1.5 إيكر. وعن شبكة الري للمزرعة، أوضح عبدالقوي أن شبكة ري المزرعة تشمل 20 إيكر بالتنقيط وهي ما دعمتها وزارة الزراعة المصرية مؤخرا بما يكفي لتجديد الشبكة كاملة. كما تحتوي المزرعة على 8 إيكر تروى بالرش وجاري تجديدها ..أما عن المساحة التي تروى بالمدفع فجاري تطويرها لتروى بالتنقيط لتناسب زراعة الفاكهة.