بداية، نعلنها بوضوح شديد جدًّا للجميع، أن الفقير لله كاتب تلك السطور يزعم أننا فوق مستوى الشبهات، ومن لديه دليل ضدنا يقدمه للقضاء فورا، والبيِّنة على من ادعى، هذا هو ردنا على من لا يعرفون أقدار الناس. والفقير لله، لا يحبذ الشتائم؛ لأن البيئة التي نشأنا فيها علمتنا، أن نواجه الحجة بالحجة، ولا نشتم أحدا، كما يفعل من يتقاضون مقابلا ليشتمونا، ومعهم الصغار الذين لا يعرفون أقدار الناس، وتلك جملة اعتراضية لابد أن نقولها حتى تتوارى الثعابين في جحورها خجلاً، إن كانت تملك فضيلة الخجل.
وتلك الجملة لابد أن نتممها بالإشارة إلى جيش من المستخدَمين، تستأجرهم الأجهزة التي تدير مصر الآن، من أجل التعليق على مقالات الكتاب الشرفاء، والتطاول عليهم كذبا وزورا وبهتانا، بدون قراءة تلك المقالات.
ومن جهتنا في محيط، قررنا عدم حذف أي تعليق؛ لكي ينكشف هذا الجيش وتظهر بذاءاته، والتي لا تقل عن الأسلوب الذي تعاملت به عناصر أمنية، مع شريحة من أبناء وطننا أمام مجلس الوزراء خلال الأيام القليلة الماضية، وقررنا توضيح ذلك للرأي العام.
والمعروف للجميع ان شبكة الاعلام العربية -محيط- كانت اولي الشبكات التي تمت إقامتها على مستوى الشرق الأوسط، وومحيط الموقع الأول الذي ظهر في وطننا العظيم مصر، وتبوأ المكانة الأولى فيه، من حيث الحفاظ على القيم والتقاليد والدفاع عن الدولة المصرية ومقوماتها وحماية أمنها القومي كان موقع "محيط".
ومن يراجع كتاباتنا خلال الأشهر الماضية، يجدنا أكثر من دافع عن المؤسسة العسكرية، وعن الجيش وعن أمن مصر القومي، ولكن عندما نجد عناصر تنتمي للجيش تسحل بنات مصر عرايا في شوارع القاهرة، مع العلم أن هذا لم يحدث على الإطلاق في تاريخ مصر، وعندما نجد جنود مظلات ينهالون ضربا على شاب حتى يفارق الحياة مثل الصرصار، وتبث الفضائيات تلك الوقائع على الهواء مباشرة، وحين نجد هذا الضرب البشع يحدث بدون وازع من ضمير أو أخلاق أو دين أو رحمة أو حتى قانون، وعندما نفاجأ بجنود مظلات وشرطة عسكرية يحرقون الخيام، وتخرج علينا سيدة منقبة تحمل مصحفا حرقوه، فإن تلك الأفعال ربما لم نرَ الغزاة الصهاينة يفعلونها مع أهل فلسطين، أو مع أهلنا عندما احتلوا سيناء.
وهنا لابد أن ننتفض كصحفيين ملتزمين بقضايا وطننا ومحبين لجيشنا وأهلنا، علينا أن ننتفض دفاعا عن خير أجناد الأرض، ننتفض لنرد من يلوثون تاريخ جيشنا الأبيض الناصع إلى وعيهم، ونردهم عن مظالمهم وشرورهم.
نردهم إلى العدل، عندما نطالب بمحاكمة من فعلوها وأصدروا لقواتنا الأوامر لكي تقتل شيخاً جليلا ثائراً عاقلاً، وهي تعلم أنه مدير إدارة الفتوى بمكتب فضيلة المفتي، حيث قتلته بدم بارد أمام مجلس الوزراء، وهو يشارك الثوار اعتصامهم ومطالبهم، فهل هذا الشيخ أيضا ليس بثائر وهل هو بلطجي كما يزعمون، وهل يكون هذا هو جزاء الشيخ الذي ساهم مرارا في تقريب وجهات النظر بين السلطة والثوار، وليس كما يحاول بعضهم خلط الأوراق، وإلباس الحق بالباطل؛ دفاعا عن تلك الجرائم.
ثم هل طالبُ الطبِّ بجامعة عين شمس الذي قتلته الأجهزة الأمنية الخفية بالرصاص بلطجي، وهل العشرة ثوار الذين قُتلوا بلطجية؟ إننا نعلم أنهم جامعيون ومتعلمون ومثقفون، خرجوا من أجل الدفاع عن وطنهم. خرجوا ليحموا ثورتهم. خرجوا ليقولوها كلمة حق لسلطان جائر، بعد أن شاهدوا وعاشوا تباطؤ والتفاف من يديرون الأمور حول الثورة، وتعمدهم إضاعة الوقت، وترك مشاكل الناس بدون حل، وتجاهل حقوق شرفاء الوطن، والسماح لإعلام الفلول وإعلام المارينز يبث سمومه ضد الثورة وضد الثوار، وضد أمن مصر الوطني؛ بينما تتسابق عناصر من المجلس العسكري للظهور في هذا الإعلام.
ثم أين كان إخواننا في المجلس العسكري بينما البلطجية يحرقون المجمع العلمي، فحسب علمي كل ما فعلوه أنهم اكتفوا بتصويرهم يحرقون ويرقصون على أنقاض تراثنا العلمي، وخرجوا علينا بعدها بأشرطتهم المدبلجة مواصلين مخطط الثورة المضادة، ومخطط تضليل الشعب، وإيغار صدور الناس ضد الثوار عبر خلط الأوراق، وتصوير الثوار بالبلطجية، كما قال رئيس وزراء مبارك في الماضي والثورة في الحاضر الدكتور كمال الجنزوري.
كنت أتوقع ألا يكتفي رجال المظلات والشرطة العسكرية والأجهزة الأمنية بتصوير من أشعلوا النيران، ومن ثم تُعرض علينا بالفيديو.
كنت أتوقع أن يلقي رجال قواتنا المسلحة القبض على هؤلاء المخربين، وأن يثبتوا لنا بالدليل القاطع أنهم من الثوار، وليسوا بلطجية استأجرهم أبو العينين بتكليف من جمال مبارك وصحبه، أو دفع بهم جهاز أمن الدولة المنحل ليسلبوا وينهبوا ويحرقوا؛ لأن من دمروا وطنا وخانوه وسلبوا كرامة أهله لا يترددون في حرقه.
وهؤلاء البلطجية ربما دفعت بهم أجهزة أخرى أيضا كيدا للثورة والثوار لأهداف غير مرئية، لأنهم تُركوا يحرقون المجمع العلمي ووزارة النقل؛ وبدلا من الإمساك بهم عرضوا لنا صورهم بالفيديو، وانهالوا على الثوار ضربا بالرصاص والعصي المكهربة وبكل ما جاء في أيديهم من وسائل قاتلة، ولم يكتفوا بذلك، بل اعتقلوا العشرات منهم ولم يمسكوا بلطجيا واحدا، ولم يعتقلوا مجرما واحدا، ولم يثبتوا لنا من هو "اللهو الخفي" الذي قتل الثوار أمام ماسبيرو، وفي شارع محمد محمود، ثم في شارع مجلس الشعب.
نحن لا نريد مزايدات من صغار، وأنصاف مثقفين، وفلول نظام سابق، أو مرتبطين بدوائر خارجية، فبيننا وبينهم القانون، وبيننا وبينهم شرعية ثورتنا، وبيننا وبينهم من منحهم الشعب الشرعية،عبر انتخابات حرة،لا نريد مزايدات من كل هؤلاء، وندعو نواب الشعب الذين تم انتخابهم أن يتحركوا ويقوموا بواجبهم من أجل حماية الثورة، وكشف تلك المخططات، التي تحيكها "طيور الظلام" ضد بلادنا.
ثم يا إخواننا كما يقول المثل البلدي "اللي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالطوب"، فالتطبيع أسستموه أنتم في كامب ديفيد، والتبعية لواشنطن كنتم أنتم روادها، وموالاة الخارج ابتكرتموها أنتم، وأنتم من علمتم الآخرين سحر تلك السلوكيات غير الوطنية، وتحدثوننا الآن عن دور أمريكي أو صهيوني، طيب... اتركوا لكائنات مشهود لها بالنظافة قول ذلك.
وختاماً نؤكد بوضوح للجميع، أن قواتنا المسلحة وجيشنا في حدقات عيوننا، وما نفعله الآن هو دفاع عن تلك المؤسسة العسكرية المصرية العريقة، فنحن ندافع عن قواتنا المسلحة من سلوك عناصر ارتدت ملابسها، وتسيء إليها الآن أبلغ الإساءة، مع العلم أن خير أجناد الأرض لا يشترط أن يرتدوا تلك الملابس.
وأتمنى أن نكون مع كافة شرفاء الوطن خير الأجناد لمصر، وأن نحمي وطننا، ونحافظ على نظافة سجل جيشنا، نحميها ممن خططوا للوقيعة بينه وبين الشعب، وتلويثه بعار ما ارتكب من جرائم قتل دموية بدأت بماسبيرو وصولا لمجلس الوزراء ولم تنتهِ بعد، بينما قتل الصهاينة ستة من جنودنا، وانبطح الخانعون الذين استأسدوا على مدنيين عزل يعتصمون سلميا أمام مجلس الوزراء، انبطحوا أرضا في مواجهة البلطجة الإسرائيلية.
وعندما تحرك أولادنا وبناتنا لينتقموا من سفارتهم، ضربوهم بقسوة واعتقلوهم وأحالوهم لمحاكمات عسكرية.
يا سادة لقد سقط القناع عن فلول كامب ديفيد وبقايا نظامها، وجيشنا بريء مما يفعلونه بحق أهلنا. E-Mail: [email protected]