نشهد في عالمنا العربي مؤخراً وقوع خلافات متعددة بين الأزواج والمحبين بسبب الاختلافات السياسية قد تصل حد الانفصال. وحسب صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، كيف يمكنك تجنُّب مصير أي عائلة تعانى خلافات بسبب التوجُّهات سياسية المُتعارِضة وذلك من واقع بعض تجارب يروريها أصحابها: القاعدة الأولى: لا تنظر إلى شريكك على أنَّه وكيلٌ عن المُرشَّح السياسي تزوَّجت كيري ماجواير، وهي طبيبة أطفال ذات ميول يسارية، من زوجها توماس ستوسيل، وهو أستاذٌ للطب وأمراض الدم بكلية الطب بجامعة هارفارد له ميول يمينية، منذ أكثر من 20 عاماً، وخلال تلك الفترة حاولت ألا تخلط بين وجهات نظر القادة الجمهوريين ووجهات نظر زوجها. قالت كيري إنَّ توم لا يتشارك أي شيءٍ مع دونالد ترامب سوى انتماء كلٍ منهما للحزب الجمهوري، ومع ذلك، كثيراً ما صببتُ غضبي من ترامب على توم، وعلى نحوٍ غير مُستغرب، قد يُثير ذلك ردود فعلٍ دفاعية فيه، وهو ما أُفسِّره في بعض الأحيان على أنَّه اتِّفاقٌ لتوم مع ترامب. وبالتأكيد أثارت الأحداث ذات الشحن العاطفي الكبير، مثل مسيرة النساء في يناير بعض العواطف داخل الزوجين، وعندما تصبح بعض النقاشات حادةٌ للغاية وتكون كيري هي المسؤولة عن ذلك، تعترف بمسؤوليتها عن إثارة الأمور، وقالت: "كان رده على مسيرة النساء هو: "ألم يشارك أولئك الناس في التصويت؟"، شعرتُ بغضبٍ شديد وأردتُ البدء في الحديث حول الأكوان المتوازية (لتغيير موضوع الحديث). وبعد ذلك أدركتُ أنَّني كنتُ الشخص الذي دفع كلينا إلى التشاجر". القاعدة الثانية: الخلاف السياسي لا يجب أن يفسد الحب يعترف ستوسيل بأنَّ تصرُّفات الرئيس ترامب تُزعِج زوجته أكثر كثيراً مما تُزعجه هو، وكزوجٍ داعم لزوجته، يتقبَّل ستوسيل الأمر بهدوء، وقال إنَّ زوجته تشكو من ترامب بين الفينة والأخرى، "ولا مشكلة لدي في هذا، نحن متزوجان منذ 20 عاماً ومن المستحيل أن يؤثر أي خلافٍ سياسي على حبي لها". القاعدة الثالثة: لا تجعل الفوز في النقاش هدفاً ظهرت ميندي ستادتميلر، الكاتبة بمجلة New York Magazine، وزوجها المؤيد لترامب، بات ديكسون، في فيديو بعنوان "دونالد ترامب يُدمِّر زواجي"، لكنَّهما يظلّان مُتزوِّجين وعلاقتهما جيدة للغاية، ويرجع هذا إلى إدراك كل منهما بأنَّ الفوز في نقاشٍ حول ترامب لا يقارن باستقرار حياتهما سوياً، وقالت: "نقاشنا لن يحدد مستقبل أميركا لكنه قد يُحدِّد مستقبلنا نحن". القاعدة الرابعة: لا تأخذا السياسة معكما إلى السرير اجتازت أليسيا تشاندلر، وهي محاميةٌ ذات ميول يسارية تعيش في ولاية ميشيجان الأمريكية، أربع انتخاباتٍ رئاسية مع زوجها المُحافِظ الداعم لترامب وخلال تلك الفترة، تعلَّما أن يتجنَّبا وضع شارات الحملات الانتخابية في باحة منزلهما، وتقول "لسنا بحاجةٍ لأن نُعلِم الحي كله بخلافنا"، وتعلَّما كذلك تجنُّب الحديث عن السياسة أو عن أخبار العالم غير المُستقِر قبل الذهاب إلى النوم. ومن أجل الحفاظ على زواجها، تحاول أليسيا تجنُّب تصفُّح الشبكات الاجتماعية حينما يكونان في السرير، ويُعَد الحديث حول أخبار اليوم مع شريكك أمراً مهماً، لكنَّ أليسيا تؤكِّد على أهمية تحديد أوقاتٍ باليوم لا يجري الحديث خلالها حول السياسة. القاعدة الخامسة: تعرَّفا على التوجُّهات الأساسية التي تتشاركانها مايكا لييدورف هي موظَّفة سابقة في الكونجرس، وهي مُحافِظة سياسياً ومتزوِّجة من شخصٍ ليبرالي، وحينما تبدو الفجوة بينها وبين زوجها كبيرة، تُذكِّر نفسها بأنَّهما يتشاركان أموراً أخرى كثيرة، وتقول مايكا "قد لا نتفق على كثيرٍ من السياسات المهمة، لكنَّنا نتفق على أنَّ محبة الناس ومحبة بعضنا بعضاً تعد أمراً أكثر أهمية". القاعدة السادسة: قدِّرا تجربة الاستماع للطرف الآخر في هذه الفترة شديدة الاستقطاب التي يمر بها العالم، يميل الناس الى التوجه الى وسائل الإعلام التي تُدعِّم مُعتقداتنا وتحيُّزاتنا المُسبقة لكن جوليا أرنولد، وهي زوجة لشخص محافظ سياسياً تقول إنَّ كوْنك متزوجاً من شريكٍ ينتمي إلى التوجُّه السياسي المعارض لك يُرغِمك على التفكير في آراء الطرف الآخر والاستماع إلى كل وجهات نظره، واضافت: "من المفيد، وليس الضار، متابعة وقراءة مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام، أنا محظوظة لأن علاقتنا جعلتني أكثر انفتاحاً وأقل إصداراً للأحكام".