القاهرة: قام جنود من الشرطة العسكرية يحملون هراوات بدخول ميدان التحرير اليوم السبت بعد اشتباكات عنيفة وقعت عند مبنى مجلس الوزراء ، الامر الذي دفع الكثير من المتظاهرين المعتصمين هناك منذ الشهر الماضي إلى الفرار الى شوارع جانبية، وقد طاردهم الجنور في الشوارع المحيطة بالميدان. وذكر شهود عيان أنه سمع دوي أعيرة نارية أيضا في الهواء في الوقت الذي تقدمت فيه قوات مكافحة الشغب صوب الميدان في أعقاب اندلاع حريق في المنطقة المحيطة بمبنى مجلس الشورى المصري.
وشوهد جنود أيضا يمسكون ببعض الافراد ويضربونهم. يأتي ذلك فيما قامت القوات المسلحة بإلقاء القبض على عدد من المعتصمين بعد مطاردتهم ، حيث أكدت مصادر من الجيش ان المعتصمين حاولوا اشعال النيران في غرفة الدفاع المدني وتم القاء القبض عليهم علي حد قول هذه المصادر .
وفى السياق ذاته شهدت شوارع وسط القاهرة اضطرابات مرورية بسبب غلق الميدان أمام حركة مرور السيارات مما اضطر قائدى السيارات إلى السير عكس الاتجاه فى الشوارع المحيطة بالميدان، وذلك قبل أن يقوم رجال القوات المسلحة بإعادة فتح الميدان بشكل جزئي أمام حركة السيارات مرة أخرى .
وتأتي هذه التطورات بعد مؤتمر صحفي عقده رئيس الوزراء المصري كمال الجنزوري، قال فيه "إن ما يحدث الآن في الشارع ليس ثورة بل انقضاض على الثورة،" في إشارة إلى اشتباك مع قوات الأمن أمام مقر مجلس الوزراء وعند مدخل ميدان التحرير وسط القاهرة. وأكد الجنزوري أن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح أكثر من 300 آخرين بينهم 18 أصيبوا بالرصاص، لكنه شدد على أن قوات الجيش والشرطة لم تستخدم أي طلقات نارية في الاشتباكات مع المعتصمين. وأوضح أن الشرطة العسكرية لم تخرج من مبني المجلس للتعامل مع المحتجين، بل وضعت حواجز لتمنعهم من الدخول إليه، لأن مسؤوليتهم حماية مقر الحكومة ومجلس الشعب. وقال الجنزوري الذي شكل حكومة يطلق عليها حكومة الإنقاذ الوطني، :"إن المنخرطين في الاشتباكات لا ينتمون للثوار"، مضيفا أن الطلقات النارية جاءت من "مجموعات لا تريد الخير لمصر" اندست بين المتظاهرين، مدللا على ذلك بأن "أحد المصابين شعر بالضرب من الخلف".