أقيمت مساء أمس الخميس بقاعة ضيف الشرف، ندوة لمناقشة الرواية المغربية "هوت ماروك "، بمشاركة صاحب العمل الكاتب والروائي المغربي: ياسين عدنان، والناقد شعبان يوسف. وافتتح شعبان حديثه: ياسين عدنان، أديب وإعلامى مغربى، بدأ شاعرًا، وربما قليلون هم من نجحوا من الشعراء في كتابة الرواية، وقدعرفته وإلتقيت به في عام 2001، وهو من مواليد مدينة آسفى، المغرب، عام 1970. يعيش منذ طفولته الأولى فى مراكش ويشتغل فى الصحافة الثقافية العربية منذ أزيد من عقدين، وأصدر من مراكش سنة 1991 مجلة "أصوات معاصرة"، ثم منشورات "الغارة الشعرية" التى اعتبرت تكتلاً للحساسية الشعرية الجديدة فى المغرب مع بداية التسعينيات. ويُعد ويُقدم ياسين عدنان البرنامج الثقافي التلفزيوني الأسبوعي "مشارف" ابتداء من 2006 حتى اليوم. له أربعة دواوين شعرية وثلاث مجموعات قصصية إضافة إلى كتاب عن مراكش، "مراكش: أسرار معلنة" بالاشتراك مع سعد سرحان 2008، و"شهرزاد المغربية: شهادات ودراسات حول فاطمة المرنيسى" 2016 ، وربما عرف المصريين ياسين مؤخرًا بعد سوء التفاهم الذي حدث بينه وبين الدكتور: يوسف زيدان، هذا الحدث الذي أحدث ضجة هائلة بين المثقفين والنخبة المصرية والمغربية، ووقفت أنا والدكتورة نجاة على في جانب ياسين. وفي تحليله للرواية، قال شعبان يوسف: إن رواية هوت ماروك رواية جديرة بالقراءة والمتابعة النقدية، وأعتقد أن البوكر هي من كسبت ياسين وليس العكس، ولقد تمكنت الرواية من اقتحام الواقع المغربي الراهن مشرحة أعطابه وعقده بشكل جريء و بأسلوب شيق وسلس، إذ عمد المؤلف إلى استثمار مهاراته في الكتابة التي مارسها منذ مدة شعرًا وقصة وكتابة المقال الصحافي، فجاءت روايته متمتعة بنضج على مستوى الاختيارات الجمالية. فهو قد عاد بالرواية إلى الحكاية ولا يعنيه التجريب، واعتمد تقنية السارد العليم الذي استطاع أن يوزع على شخوصه حصتهم من الكلام، فالرواية تحكي عن أسرة نزحت من البادية إلى حي عشوائي بضواحي المدينة، ثم سكنت بحي داخل سور المدينة هو الأخر مليء بالعشوائيات، لترمي الأقدار بالشخصية المحورية رحال لعوينة إلى الاستقرار هو وزوجته بحي المسيرة بضاحية مراكشالمدينة، حي ظهر في الثمانينيات وأصبحت له هوية خاصة. في هذا الحي تجري فصول الرواية. وأوضح: شعبان يوسف، أن الرواية نقلت لنا دون زيف أو مبالغة، واقع حال المجال الصحفي بالمغرب، و ما يعتريه من خلل في رسالته النبيلة و خضوع بعض ممتهنيه لأجندات توحي إليهم ما يعملون، من خلال شخصيتي "نعيم مرزوق" كاتب أعمدة الرأي بجريدة "المستقبل" و "أنور ميمي" رئيس تحرير الموقع الإخباري "هوت ماروك". بحيث أن السارد جعل حضورهما ضمن أحداث الرواية مقرونا بتنفيذ التعليمات و الأجندات، بعيدًا عن أي حس لأخلاقيات المهنة أو للضمير المهني. و بذلك يمنحنا الراوي صورة واقعية نسبيًا عن كيفية تحريك الرأي العام المغربي من خلال السلطة الرابعة. وتابع: شعبان يوسف لقد نجح الكاتب إلى حد كبير، في خلق شخصيات وجعل القارئ ينتبه إلى أن شخصيات الرواية ليسوا بالضرورة أبطالاً كما تعودنا على البطولة، ولكنهم شخوص قريبون منا نلقاهم باستمرار ونكاد نعرفهم.. توفقت الرواية في اختيار فضاء أحداثها، بحيث أفسح الروائي المجال للحفر في الأحياء الجديدة للمدينة، ما جعل نص روايته "هوت ماروك" نص سلسل وبسيط يجعلك تستمع وأنت تقرأه، كما أن كوميديا "هوت ماروك" لا مدينة فاضلة فيها و لا فردوس، فقط هناك الجحيم. وفي بداية كلمته، عبر الكاتب والروائي المغربى ياسين عدنان، عن سعادته البالغة لتواجده اليوم على أرض مصر ،ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب،، وأشار إلى سعادته البالغة لتواجده إلى جانب الناقد والكاتب: شعبان يوسف وعبر كذلك عن سعادته لوصول روايته "هوت ماروك" الصادرة عن دار العين للنشر، إلى القائمة الطويلة لجائزة "البوكر" للرواية العربية، فى دورتها العاشرة لعام 2017. وتابع: ياسين عدنان "إن المتابع للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"،في السنوات الأخيرة، سيلاحظ التقدم والتميز الهام الذي حققته الرواية المغربية،من حيث الوصول والتواجد فى القائمة الطويلة، ففى السنوات الماضية تتراوح الأعمال ما بين 2 أو ثلاث روايات، وهو ما يعنى أن الرواية المغربية صار لها حضور كبير فى المشهد العربى، وهو مكسب بالنسبة لى بالنسبة للرواية المغربية. وأوضح: ياسين ، في رده على سؤال الناقد: شعبان يوسف حول كيفية نجاحه في التحول من كتابة الشعر والقصة القصيرة إلى الرواية؟ إلا أن التحول من الشعر والقصة القصيرة، لم يكن بالأمر الهين، بل جاء بعد محطات استمرت لسنوات، وعندما بدأت هذه الرواية بدأها على شكل قصة اعتقدت أنها لاتتعدى العشر صفحات، ولكني أعترف بأنني روائيًا مغررًا به، والصدفة هي من حولتني من كتابة القصة لكتابة الرواية، وأعتقد أن كل الشعراء الذين تحولوا إلى كتابة الرواية لكل منهم قصة وراء هذا التحول. وأكد ياسين على أن الكتابة الروائية تختلف تمامًا عن الكتابة الشعرية، وكذلك فالكتابة الروائية لها ضوابط، يجب أن يأخذها الكاتب في الإعتبار. وأشار: ياسين إلى أنه قد يختصم الروائي مع العالم والناس في بعض الأحيان في الكتابة الروائية، ولكن هذا لا يهم فقد يتصالح معهم فيما بعد، وفي رده على سؤال أحد الحضور حول السودوية الموجودة في الرواية وخاصة فيما يتعلق بمدينة مراكش؟ قال: ياسين أنا أعترف أنني قد ظلمت مدينة مراكش في الرواية، تلك المدينة التي لا زال يوجد بها أقدم الحدائق في العالم العربي، ولكن هذا كان واقع ملموس فكل هذا الجمال قتلته المدنية، وكانت الفكرة هي كيفية الإحتاج على هذا التلوث الذي شوه شكل المدينة. وفي مداخلة الدكتورة نجاة علي، أكدت على موهبة الروائي المغربي، وتابعت: أنا لا أصدق أن ما يقوله ياسين بأنه جاء للرواية بمحض الصدفة، إنما أعتقد أن هذا التحول إنما جاء ليعبر عما بداخله، وكنت دائمًا أتسأل خلال قرأتي للرواية عن براعة ياسين في البعد عن الترهل في الكتابة، وفي نهاية مداخلتها قالت نجاة: أنا أرشح رواية ياسين للفوز بالجائزة، ولم لا، فهى من الأعمال المميزة والتي تستحق ذلك، وأشارت إلى أن ياسين ليس بغريب لا على أرض مصر ولا على مجال الرواية.