قال مسؤول بارز في جماعة الإخوان المسلمين: إن الجماعة تجري اتصالات مع شخصيات سياسية ومسؤولين أميركيين لتوضيح نهجها السلمي، في مواجهة ما يثار إعلاميّا عن احتمال أن تصنف واشنطن الجماعة «تنظيماً إرهابياَ». بموازاة تلك الاتصالات، وتحسبا لعدم نجاحها، تتأهب جماعة الإخوان لمواجهة القرار الأميركي، في حال صدوره، بعدة مسارات، وفق مسؤول آخر في الجماعة. ورجح المسؤول بالجماعة احتمال تنصيف الإخوان بالفعل «جماعة إرهابية»، بينما قال باحث مصري: إن الإخوان لا يملكون تأثيراً داخل دوائر صنع القرار بواشنطن، مقارنة بجماعات ضغط صهيونية وضغوط مصرية وإماراتية، ومواقف مناهضة في الكونجرس، فضلاً عن امتلاك إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب قناعة مسبقة مناهضة للإسلاميين. وبوتيرة شبه يومية، تفيد تقارير إعلامية محلية وغربية بوجود نقاشات داخل إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، لإعلان الإخوان جماعة إرهابية، خاصة مع وجود مشروع قانون في الكونجرس الأميركي للغرض ذاته، وذلك في ظل تقارب واضح بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرافض للجماعة، ونظيره الأميركي. وجماعة الإخوان هي التنظيم الأبرز والأكبر في مصر، واعتبرها النظام المصري الحاكم «جماعة إرهابية»، في ديسمبر 2013، ثم تبعتها السعودية، في مارس 2014، والإمارات منتصف نوفمبر من العام نفسه. تلك التصنيفات تلت إطاحة الجيش المصري، حين كان السيسي وزيراً للدفاع، بمحمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيّا، والمنتمي للجماعة، في 3 يوليو 2013، في خطوة يعتبرها قطاع من المصريين «انقلاباً عسكريّا»، ويراها قطاع آخر «ثورة شعبية استجاب لها الجيش». اتصالات مع واشنطن إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان، صرح لوكالة الأناضول بأن «ما يثار عن تصنيف واشنطن الإخوان جماعة إرهابية لا يزال في طور التعليقات الإعلامية، وخارج أي إطار رسمي، ولا يمكن الرد قبل إعلانه رسميّا». مقابل تحفظ منير، قال محمد سودان، القيادي البارز بالجماعة، وهو مقيم في لندن: إن «هناك مساعي واتصالات جارية بين منتمين للجماعة وسياسيين ومسؤولين في الخارجية الأميركية ونواب وأكاديميين (لم يسمهم) لتوضيح التاريخ السلمي للجماعة ونبذها العنف منذ نشأتها في 1928». وبينما رفض الإفصاح، في تصريح عن مزيد من التفاصيل بشأن تلك الاتصالات، أضاف سودان، وهو أمين لجنة العلاقات بحزب الحرية والعدالة، الذارع السياسي للجماعة والمنحل عام 2014: «ندرس كافة الخيارات، وهناك مختصون يبحثون ما يجب فعله إذا أعلنت واشنطن الإخوان جماعة إرهابية». تحقيقات لندن وفي منتصف ديسمبر 2015 صدر تقرير حكومي بريطاني بشأن نشاط الإخوان، واتهمت فيه حكومة كاميرون جزءاً من الإخوان بأن «لهم علاقة غامضة للغاية مع التطرف العنيف»، غير أن لندن لم تصنف الإخوان «جماعة إرهابية». وحول موقف الإخوان في حال إقدام واشنطن على تلك الخطوة، أجاب همام علي، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان، بأن «الإخوان، وعبر أربع مسارات مستقبلية، سيرفضون هذه الخطوة بكل الوسائل السياسية والإعلامية والقانونية، فضلاً عن الاستمرار في الدعوة» وتحفظ «علي» عن ذكر مزيد من التفاصيل بشأن ما تعتزم الجماعة فعله على تلك المسارات الأربعة. تأييد الكونجرس لكن سياسة ترمب بشأن الإخوان لا تزال غامضة، بحسب قراءة عمار فايد، وهو باحث مصري في شؤون الحركات الإسلامية. وتابع فايد في حديث للأناضول، أن «قدرة ترمب على تحويل وعوده الانتخابية إلى سياسات لا تزال محل شك.. فهو على خلاف مع أجهزة أميركية رئيسية، منها المخابرات، فضلاً عن مسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية، وهناك أنباء تنفيها واشنطن عن استقالات لعدد كبير منهم».