نيويورك: أدانت الاممالمتحدة اقتحام حركة "طالبان" دارا للضيافة يستخدمها موظفو المنظمة الدولية في العاصمة الافغانية كابول فجر الاربعاء، ولكنها أكدت أنها ستظل "ملتزمة بمهامها" في البلاد. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصف الهجوم ب "الوحشي والوضيع"، لكنه أكد أن الأممالمتحدة ستظل ملتزمة بمهامها في افغانستان. وقال رئيس بعثة الاممالمتحدة في افغانستان كاي ايدي إن الاربعاء "يوم مظلم" إلا انه اكد ان المنظمة تحترم التزماتها تجاه افغانستان. ومن جانبه ندد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوج راسموسين بالهجوم الانتحاري الذي تعرض له موظفون من الاممالمتحدة وقال انه يثبت ان طالبان هم "اعداء الشعب الافغاني". واضاف ان "ضحايا هذه الهجمات الارهابية كانوا يكرسون انفسهم لمساعدة الشعب الافغاني على بناء حياة افضل. وان استهدافهم انما يدل مرة اخرى على ان طالبان همبحق اعداء الشعب الافغاني". ودانت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون "بقوة الهجوم الجبان"، مذكرة بدعم بلادها "الثابت" للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في افغانستان المتوقعة الاسبوع المقبل. وقالت كلينتون التي تقوم بزيارة الى باكستان المجاورة "ان الولاياتالمتحدة ستواصل تقديم الدعم الثابت للامم المتحدة ولعملها الحاسم لمساعدة الافغان على بناء مستقبل افضل" . واضافت: "ما زلنا ملتزمين بدعم افغانستان وشعبها وبالعمل الذي نقوم به معهم لإنجاز العملية الانتخابية" . وفي نفس السياق، دعا الحلف الاطلسي "الناتو" الاربعاء الافغان الى الاقبال على المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعدم الرضوخ لتهديدات حركة طالبان التي وصفها بانها "عدوة الشعب الافغاني". وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن في بيان "ان ضحايا هذا الاعتداء الارهابي كانوا يريدون مساعدة الشعب الافغاني على بناء حياة افضل. وحركة طالبان باستهدافهم انما كشفت مرة جديدة انها بالفعل عدوة الشعب الافغاني" . وقال متحدث باسم الحلف "ان التحدي بالنسبة الينا هو العمل على افشال خطط طالبان, ونحن ندعو الافغان الى استخدام حقهم الديموقراطي الذي قاتلوا من اجله وهو اختيار قادتهم بانفسهم وسنساعدهم على ممارسة حقهم بالتصويت". وتضم القوة الدولية التابعة للحلف الاطلسي في افغانستان نحو 71 الف جندي من 43 دولة في حين تقود الولاياتالمتحدة وحدها قوة من نحو ثلاثين الف رجل. ومن جانبه ، دان مجلس الامن بأشد العبارات الهجمات الارهابية في دار للضيافة في كابول . وقال رئيس مجلس الامن لونغ مينه في بيان صحافي ان المجلس "يدين بشدة" أولئك الذين قد يلجأون الى العنف لتعطيل العملية الانتخابية " في اشارة الى حركة طالبان التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات. واعرب المجلس في بيانه عن "قلقه الشديد" ازاء التهديدات التي تشكلها حركة طالبان وتنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الاخرى للسكان المحليين وقوات الامن الوطني والقوات العسكرية الدولية وجهود المساعدة الدولية في أفغانستان. وشدد على "الدعم الثابت" لدور الاممالمتحدة في أفغانستان وعلى الحاجة الى جلب مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة هذه الاعمال الارهابية الى العدالة داعيا جميع الدول على التعاون بنشاط مع السلطات الافغانية. واكد المجلس على ضرورة التصدي بكل الوسائل للتهديدات التي يتعرض لها السلام والامن الدوليين من جراء الاعمال الارهابية وان "اي عمل ارهابي لا يمكن ان يعكس مسار السلام والديمقراطية واعادة الاعمار في افغانستان لانه مدعوم من الشعب الافغاني والحكومة والمجتمع الدولي". واعرب المجلس عن تعازيه للسكرتير العام وعائلات الضحايا وزملائهم والى الشعب الافغاني والحكومة. وكان مسلحون قد اقتحموا دارا للضيافة في العاصمة الافغانية كابول وتبادلوا اطلاق النار مع القوات الافغانية في قتال عنيف راح ضحيته ستة من الموظفين الدوليين اضافة الى ثلاثة مهاجمين واثنين من قوات الامن. كما اصيب تسعة من موظفي المنظمة الدولية بجروح في الهجوم الذي بدأ في حوالي الساعة السادسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي.