بروكسل: عاد الهدوء الحذر لقلب العاصمة البلجيكية بروكسل صباح اليوم الاربعاء بعد أن شن مسلح هوما بقنابل يدوية وأطلق النار على حشد من الناس أمس وسط ساحة "سانت لامبير" أكبر ساحات مدينة "لييج" جنوب شرق بلجيكا قبل أن يقتل نفسه. وقد جاءت هذه الاحداث امس تزامنا مع استعداد العاصمة بروكسل لتوديع عام واستقبال عام آخر وسط فرح وصخب المواطنين الذين كانوا يتوافدون إليها استعدادا لاحتفالات العام الجديد.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن عدد من شهود العيان المتواجدين فى المنطقة التى شهدت الانفجارات وقالت "ديبرو" وهى سيدة مالكة لأحد المحال التجارية فى ساحة "سانت لامبير" إنها سمعت أصوات انفجارات وطلقات أعيرة نارية ثم شاهدت المارة وهم يهرولون فى كل الاتجاهات ولكن سرعان ما فرضت السلطات حظر التجول الا لعربات الإسعاف التى هرعت إلى المكان بأعداد كبيره مؤكدة على أنها شاهدت خمس عربات فى أقل من عشر دقائق وهى تهرع إلى مكان الحادث لنقل المصابين إلى المستشفيات المجاورة.
وبسؤال أصحاب المتاجرالأخرى جاءت شهادتهم مطابقة للسيدة "ديبرو" وقال "شودوار" إنه فور سماعه للأطلقة النارية شهد أحد الشباب وهو يجرى نحوه هروبا من وابل النيران وباحثا عن مكان آمن داخل جدران متجره.
ومن جانبه قال نيكولا غيلين وهو صحفي وأحد شهود العيان "كنت خارجا من قصر العدل عندما رأيت رجلا يرفع ذراعه بقوة ويلقي شيئا على الموجودين ثم سمعت صوت انفجار".
وتابع قائلا: "إن الرجل عاد وتناول شيئا آخر وعندها بدأت في العدو. وكان يبدو مسيطرا على تصرفاته ويريد أن يصيب أكبر عدد من الناس سمعت دوي أربعة انفجارات وطلقات نارية لنحو عشر ثوان".
ووسط هذه الأجواء التى خيم عليها الذعر والهلع والارتباك توقفت حركة القطارات فى المدينة وبسؤال العاملين قالوا إنهم "لا يعرفون على وجه التحديد ماذا يجرى غير أنهم تلقوا تعليمات بإيقاف الرحلات بصورة مؤقتة".
وكان رجل في الثالثة والثلاثين من العمر قد أقدم أمس الثلاثاء على إطلاق النار وإلقاء قنابل يدوية وسط أكبر ساحات مدينة لييج جنوب شرق بلجيكا ما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 75 آخرين قبل أن يعثر على الجاني ميتا في ظروف لم تتضح بعد.
هذا وقد أكد المدعي العام البلجيكي دانيال ريندرز إن الجاني يدعى نور الدين عمراني من سكان لياج وقد سبق إدانته ووجهت إليه عقوبات مشددة بتهم حيازة أسلحة ومخدرات وجرائم أخلاقية أخرى ففى سبتمبر 2008 أصدرت المحكمة التأديبية لمدينة "لييج" حكما بالحبس ضد المتهم لمدة 58 شهرا بتهمة حيازة أسلحة وتهريب مخدرات وذلك فى أعقاب الكشف عن حيازتة لتسعة آلاف و900 قطعة سلاح من بينها بنادق الية و كواتم للصوت وعشرات الاسلحة الأخرى.
كما كشف تحقيق أكثر قدما يرجع تاريخه إلى نهاية 2007 عن وجود ما يزيد على ألفين و800 من مخدر الحشيش فى منزل نوراليدن كان قد اعترف فى ذلك الوقت بالواقعة كاشفا أن زراعة الحشيش فى منزله تتم لحساب شخص آخر.
ومن جانبها نفت الشرطة البلجيكية تكهنات بعض وسائل الإعلام بأن تكون إحدى المنظمات الإرهابية ضالعة فى هذا الحادث وأرجعته إلى أن الجانى قد يكون "اليأس القاتل" قد دفعه إلى الإقدام على هذا العمل.
وذكرت الشرطة أنه كان من المفترض أن يتوجه الجاني إلى الشرطة صباح يوم الحادث لاستجوابه حول تورطه فى ارتكاب أعمال منافية للأخلاق لكنه بدلا من أن يتوجه إلى مركز الشرطة ارتدى زيا عسكريا وتوجه حاملا بندقية آلية خفيفة ومسدسا وقنابل يدوية إلى ساحة سان لومبير المقابلة لقصر العدالة حيث تقام سوق للوازم عيد الميلاد تشهد إقبالا كبيرا.