في سلسلة «روايات الهلال» الشهرية تصدر غدا (15 ديسمبر 2016) رواية جديدة عنوانها «كبرياء الموج» للكاتبة المصرية انتصار عبد المنعم، بعد عدة أعمال روائية وقصصية أثبتت جدارتها في المشهد الإبداعي المصري. تتضمن الرواية 14 فصلا أو مشهدا أشبه بحبات اللؤلؤ، تحمل عناوين «فريسكا»، و«محبة أم اشتهاء؟»، و«العمة بسيمة»، و«مدرسة الشعب الصباحية»، و«شجرة الزيتون»، و«الطير الجارح»، و«نعناع أخضر»، و«مذاق مختلف»، و«بائع الذرة المشوي»، و«فنجان قهوة» و«زينب آل زيتون وزينب الهلالية»، و«سيدي عبد الرازق»، و«بئر مسعود»، و«وقفة». وبحسب بيان، تتيح الرواية للقارئ ديمقراطية القراءة، له أن يحذف عناوين الفصول، فتأخذه الأحداث ويمضي مع بطلة الرواية التي لا تحمل اسما، ولكن ملامحها الإنسانية لن تفارق الذاكرة، حتى بعد انتهاء قراءة الرواية التي تكاد تخلو من حدث كبير، فلا عقدة تسعى الراوية لفك ألغازها، ولا سر تخفيه، وتضن به على القارئ ليستمر في متابعة القراءة، ولكنه سيظل مشدودا إلى البطلة التي تناجي نفسها، بصمت الأولياء، فيما يشبه الرثاء أو عزاء النفس: «روحي تائهة تجوب الكون ترتقي قباب الأولياء، تيمم شطر مقاماتهم قلبا تاق لانعتاقه قبل أن يكون الكون وقبل أن توجد الحدود. وأنا مثل عصفور خيروه بين الطيران في قلب الشمس أو الحياة بين مخالب أسد». ويقول سعد القرش رئيس تحرير «روايات الهلال» إن «كبرياء الموج» رواية تقرأ كما تقرأ القصيدة واللوحة التي لا نسأل لها عن اسم، وإنما نغمض العيون لنرى الأفق أكثر رحابة؛ إذ تسعى الكاتبة إلى رسم تفاصيل الذاكرة الهاربة، مغزولة بالشجن والحنين والكبرياء، في مونولوج ينساب من أعالي السرد مثل خرير الجداول ليستقر في القلب ويغنيه. ويأتي الفصل الأخير «وقفة» ختاما يشبه الاعتراف، حين يعثر أبناء الراوية على أوراقها، ويكتشفون جوانب من عذاباتها الصمتة، فلم تكن تريد أن يتقاسم معها أحد بعضا من هذا العناء: «لا أريد أن يفتش أحد في يومياتي، فلم أكتبها لتكون مشاعا، بل كتبتها لأعرف من أنا، أخلد بها أياما جميلة مرت بي، وأناسا لهم في قلبي منزلة، أما هؤلاء ممن يتلذذون بخدش أيدينا، لا يستحقون أن نُخلدهم بالكتابة عنهم، بل علينا أن نصنع لهم ضريحا من أوراق الخريف الجافة، نُسجيهم فيه، وإذا جاء الليلُ، أرسلنا عليهم النوارسَ تقطر عليهم زبد البحر، لعلهم حينئذ يتطهرون. وكما أكتب عما أذكر من ماض، أكتب عن أموري البسيطة التي بدأت تتسرب من ذاكرتي». ولانتصار عبد المنعم كتب للأطفال ومجموعات قصصية، وثلاث روايات هي: «لم تذكرهم نشرة الأخبار.. وقائع سنوات التيه» 2010، «جامعة المشير.. مائة عام من الفوضى» 2013، «المجبرون على الصمت» 2014. وكتاب في السيرة الذاتية «حكايتي مع الإخوان» 2011. ونالت جوائز أبرزها جائزة الدولة التشجيعية في مصر.