قال المنتج السينمائي ممدوح الليثي ان السادات حين شاهد فيلم "ميرامار" لمحفوظ طلب منه البحث عن مؤلفه على أي مقهى بوسط البلد، وبالفعل ذهب الليثي وأخبر محفوظ، فرد عليه : "لا أريد الجلوس مع الحكام، لا تقول له أنك وجدتني" . وخلال المؤتمر الذي افتتحه وزير الثقافة المصري الدكتور شاكر عبدالحميد بمناسبة مئوية محفوظ، قال الليثي أنه تعرض لضغط شديد من الرقابة في كل أفلام نجيب محفوظ التي كتب حوارها، ومن هذه الأفلام: ثرثرة فوق النيل، الحب تحت المطر، السكرية، المذنبون، أميرة حبي أنا، الكرنك.
واعتبر الليثي محفوظ أجرأ كاتب سياسي في مصر، وأدبه في منتهى القسوة على المجتمع، وكل ما قيل عنه لا يستحق التعقيب عليه، يعني الهجوم من جانب التيار الديني وخاصة على روايته " أولاد حارتنا" . من جانبه قال وزير الثقافة المصري الدكتور شاكر عبد الحميد أن مؤتمر نجيب محفوظ أكبر رد على محاولات التقليل من قيمة المبدع العبقري نجيب محفوظ ، وهي محاولات خارجة عن الزمان والمكان ، بحسبه . وأشار الوزير في افتتاحية المؤتمر والتي انطلقت بعنوان "نجيب محفوظ في السينما والتليفزيون" إلى أن محفوظ كتب سيناريوهات كثيرة للسينما، وقدمت أعماله بالسينما المصرية و العربية و العالمية، لأنه قادر على التفكير البصري الخصب الذي يرصد التفاصيل، وعلى تقديم المعرفة التأملية المكتوبة بهدوء غير مندفع، بعكس يوسف إدريس الذي جعلته الصحافة يسارع لكتابة الفكرة مباشرة . واعتبر شاكر أن محفوظ هو مجدد الرواية والقصة القصيرة، وقد حكى محفوظ أنه كان يمتلك ببداية حياته 21 فكرة لروايات، ولا يستطيع البدء في واحدة إلا حينما ينتهي مما تسبقها. كما نفى الوزير أن يكون محفوظ مبهورا بثورة 1952 ، مشيرا إلى أنه كان يطمح بثورة شبيهة لما جرت في 1919. ومن جانبه قال المخرج سمير سيف أن محفوظ ليس فقط أديب أخذت أعماله لشاشات السينما، كما جرى مع توفيق الحكيم وإحسان عبدالقدوس وطه حسين، ولكنه شارك في السينما فعليا وكتب لها سيناريوهات وقصص، وعمل بوظائف متعلقة بالسينم مثل رئاسته لإحدى شركتي القطاع العام التي كانت تتولى الإنتاج السينمائي في الستينيات، وأيضا جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، وبالتالي فهو أحد صناع السينما . وتابع سيف أن محفوظ بدأ في الكتابة للسينما في وقت قريب من كتابته الأدبية، ولا شك أن أدبه تأثر بحرفية الكتابة السينمائية، ورأى سمير أن المقابل العالمي لمحفوظ هو جابريل جارسيا ماركيز الذي ابتدع الواقعة السحرية في الكتابة بتأثير السينما البصرية . مضيفا أن محفوظ كان متواضعا لدرجة كتابة سيناريوهات أدباء غيره ومنهم "الطريق المسدود" و"أنا حرة" لإحسان عبدالقدوس ، كما أن سيناريو فيلم "فتوات الحسينية" في الخمسينات كانت بداية اهتمامه بعالم الحرافيش. وروى المخرج هشام النحاس أن محفوظ حينما سألته صحفية عن حلمه للبلد، قال : "أحلم بمجتمع مصري تشيد فيه العدالة، ويسود به الحرية والعلم، والقيم الإنسانية التي جاءت بها كل الأديان السماوية"، ونوه النحاس أن محفوظ استطاع أن يضع ثقافتنا في مكانة لائقة عالميا. وقال أنه عندما باع ناشر نجيب محفوظ حقوق طباعة كتبه في الوطن العربي أدى لخسارة مليون دولار لمحفوظ ولكنه رفض مقاضاته رغم ذلك . من جهته قال الدكتور عبد المنعم تليمة مدير الجلسة الأولى أنه يقول لمحفوظ مقولة كانت تقال لغاندي وهي "يا حبيبنا عش ألف عام"، مشيرا إلى إبداعاته ستبقى تحيي ذكراه، وقد ترجمت إلى 23 لغة، كما ساهم محفوظ بصناعة النجوم، فسناء جميل لم تقبل عليها السينما إلا بعد فيلم "بداية ونهاية"، وسعاد حسني لم تصل إلى الذروة إلا في "الكرنك". من جانبه قال الناقد كمال رموزي أن السينما حينما تعرفت على روايات محفوظ اكتشفت أن أفضل أعمال الممثلين كانت بالأفلام المأخوذة من أعماله وساعد على ذلك وجود المخرجين البارعين .