صدر حديثًا عن دار الآداب للنشر الترجمة العربية لرواية "صديقتي المذهلة" للأديبة الإيطالية إيلينا فيرّانتي ، ترجمة معاوية عبد المجيد . ومن أجواء الرواية نقرأ:- "أصرّت ليلا، لا أعلم من أين كانت تستمد تلك الشجاعة: أنتم، أنتم من أخذهما. لقد رأيناكم هبط الصمت على تلك اللحظة.هل تقصدينني أنا؟" سأل الدون آخيل، أجل. وقد وضعتموهما في حقيبتكم السوداء". قطّب الرجل حاجبيه مستاء حين سمع تلك الكلمات الأخيرة. لم أكن أصدق أننا كنا هناك، قبالة الدون آخيل، وليلا تتحدث اليه بتلك النبرة وهو يرمقها بنظرة مرتبكة، وخلفه كان ألفونسو وستيفانو وبينوتشا، والسيدة ماريا تحضّر مائدة العشاء. لم أكن أصدق أنه كان شخصا عاديا، ربما أصلع وقصير القامة وأطرافه غير متناسقة، لكنه عادي. ولهذا، كنت أنتظر أن يتحول الى كينونة أخرى بعد لحظات. كرّر الدون آخيل، كأنه يحاول أن يفهم جيدا معنى تلك الكلمات: أنا؟ أنا أخذت دميتيكما ووضعتهما في الحقيبة السوداء؟، شعرتُ أنه لم يكن غاضبا، ولكنه مضطرب، كما لو كان يبحث عن تأكيد لأمر يعرفه مسبقا. تفوّه بشيء ما بالعامّيّة لم أفهمه. صرخت زوجته: العشاء جاهز يا آخيل، سآتي حالا، مدّ الدون آخيل يده الغليظة إلى جيوب سرواله الخلفية، فأحكمنا الشدّ على يدينا، إذ توقّعنا أنه سيستلّ سكينا. لكنه أخرج محفظته، فتحها، ونظر الى داخلها، وأعطى ليلا بعض النقود.. لا أذكر كم بالضبط. اذهبا لشراء دميتين، قال أخذت ليلا النقود، وسحبتني الى السلالم. فغمغم وهو يطلّ برأسه من السياج: وتذكرا أنني أهديتكما دميتين، فقلت بالإيطالية، وأنا أخذر من الوقوع على السلالم:مساءً سعيدا وشهيّة طيّبة!".