طهران: أفادت مصادر إخبارية اليوم الاثنين باندلاع مواجهات بين قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني وأنصار رجل الدين الإيراني المعارض البارز آية الله العظمى حسين علي منتظري الذي تشيع جنازته في مدينة قم. وأمر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي بعدم التعرض للمشيعين من قبل قوات الأمن ، الا ان مواقع اصلاحية أكدت أن قوات الأمن الإيرانية اوقفت حافلة تقل انصارًا للمعارضة كانوا في طريقهم لحضور جنازة منتظري واعتقلت بعضهم. ويتدفق أنصار منتظري الذي توفى عن عمر يناهز 87 عامًا أثناء نومه جراء اصابته بأزمة قلبية منذ أمس الأحد على مدينة قم لحضور جنازته ، حيث سيدفن في ضريح السيدة "المعصومة". وحسبما ذكرت جريدة "الشرق الأوسط" أظهرت لقطات الفيديو التي نشرت على الإنترنت مئات الناس يتجمعون لوداع منتظري عند الجامعات في طهران وتصويرا لتجمع كبير قال الملصق إنه تجمع في نجف آباد حيث ولد منتظري. وهتفت الحشود في نجف آباد قائلة "منتظري هنيئا لك الحرية" و"سنسير على نهجك يا منتظري المظلوم". وقال موقع "تغيير" الإصلاحي على شبكة الانترنت ان شرطة مكافحة الشغب الايرانية شوهدت في مناطق متفرقة من مدينة قم المقدسة لدى الشيعة. ويعد منتظري مهندس الثورة الإسلامية عام 1979 ، كما أنه من أشد منتقدي القيادة المحافظة في إيران وندد بانتخابات الرئاسة التي جرت في يونيو/حزيران بوصفها مزيفة. وسجن منتظري في عهد الشاه عدة مرات ، وكان يتردد في الثمانينات أنه سيخلف زعيم الثورة الراحل آية الله روح الله الخميني كزعيم أعلى لإيران. والا انه اختلف مع الخميني في فتوى هدر دم الكاتب البريطاني الهندي الاصل سلمان رشدي عن روايته "آيات شيطانية"، كما انتقد بحدة موجة اعدام السجناء السياسيين التي نفذت بحق معارضين سياسيين في الثمانينيات. وخلال تلك الفترة بدأت السلطة الحاكمة في ايران بسحب صلاحيات منتظري تدريجيا، كما انه كان عرضة لحملة منظمة تنظيما عاليا استهدفت التأثير على مصداقيته واهمية مرجعيته الدينية. وفي عام 1997 وضع منتظري تحت الاقامة الجبرية في منزله بقم، بعد أن صرح قائلا ان خامنئي غير مؤهل لقيادة ايران ، الا ان العقوبة رفعت عنه في عام 2003. وظل منتظري صوتا معارضا بارزا حتى وفاته رغم أنه نادرا ما غادر منزله في مدينة قم ، ففي أغسطس/آب قال على موقعه على الإنترنت إن تعامل السلطات مع الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات "يمكن أن يؤدي إلى سقوط النظام" وندد بالقيادة الدينية بوصفها دكتاتورية. وكان منتظري، أعرب صراحة عن دعمه للمعارضة الإيرانية التي تضم العديد من الطلاب، في رفضها لإعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيسا للبلاد مرة ثانية في يونيو الماضي. وعارض منتظري تركيز السلطة في أيدي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية ودعا إلى تغيير الدستور الذي ساعد في وضعه عقب الثورة الإسلامية، للحد من سلطة المرشد الأعلى. وانتقد منتظري في العديد من المناسبات الرئيس الإيراني المتشدد بسبب سياسته الداخلية والخارجية بما في ذلك موقفه من الأزمة بين إيران والغرب بسبب البرنامج النووي. وفي سياق ردود الفعل على وفاة منتظري ، وصف المرشح السابق للرئاسة الايرانية، حسين موسوي رحيل منتظري بأنه "خسارة كبيرة"، لكنه قال ايضا انه متفائل من ان رجال دين آخرين سيملأون الفراغ الذي تركه منتظري.