شارك مئات الآلاف من الإيرانيين، أمس، فى تشييع رجل الدين المعارض البارز حسين على منتظرى، حسب ما ذكرته مواقع إيرانية تنتمى للتيار الإصلاحى، حيث فرضت الحكومة حظرا على وسائل الإعلام الأجنبية من السفر إلى «قم» لتغطية الجنازة. وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الاتصالات بالإنترنت فى إيران تشهد تشويشا منذ أمس الأول، مما يجعل دخول مواقع المعارضة صعبا، وهو وضع يسبق كل حدث يمكن أن تتخلله تظاهرات ضد حكومة الرئيس محمود أحمدى نجاد. فيما أعلنت شبكة التليفزيون البريطانية «بى بى سى» أن محطتها التى تبث باللغة الفارسية تعرضت لتشويش، ولكنها تواصل بث برامجها الموجهة إلى إيران. وتحولت جنازة منتظرى إلى مظاهرة شهدت هتافات مناهضة للحكومة واشتباكات بين أنصار المعارضة الإيرانية وميليشيا الحكومة. وذكر موقع «كاليمى» الإصلاحى على «الإنترنت» أن الزعيم الإيرانى المعارض مير حسين موسوى شارك فى تشييع جنازة منتظرى الذى ندد بالانتخابات الرئاسية التى جرت فى يونيو ووصفها بأنها احتيال. وزار موسوى منزل منتظرى فى «قم» الواقعة على بعد نحو 125 كيلومترا جنوبطهران لتقديم التعازى إلى عائلته. ودعا موسوى والقيادى المعارض مهدى كروبى اللذان خسرا الانتخابات الرئاسية، فى بيان مشترك، إلى إعلان يوم الاثنين يوما للحداد الوطنى. وأوضح موقع «آينده» الإيرانى الإصلاحى على الإنترنت أنه بعد انتهاء المراسم الجنائزية، تجمعت حشود كبيرة فى الشوارع المحيطة بمنطقة المدافن فى «قم» ورددوا شعارات مناهضة للحكومة. وقال موقع «كلمة» الإصلاحى إن المشاركين فى الجنازة رددوا شعارات مؤيدة للزعيمين المعارضين موسوى وكروبى. وقال المتظاهرون إن «اليوم يوم حداد والأمة الإيرانية الخضراء هى صاحبة هذا الحداد»، فى إشارة إلى اللون الأخضر الذى تستخدمه الحركة الإصلاحية فى إيران. واندلعت صدامات خلال تشييع بين حشد يحضر المراسم وميليشيا موالية للحكومة، بحسب ما ذكره موقع المعارضة الإلكترونى «راهسبز». وقال الموقع إن مسلحين موالين للحكومة من أنصار حزب الله مزودين بمكبرات للصوت حاولوا الإخلال بالمسيرة عبر «تحوير هتافات» الحشد، مما تسبب فى صدامات عدة. فيما ذكر موقع «كلمة» أن قوات الأمن الإيرانية أوقفت حافلة تقل أنصارا للمعارضة كانوا فى طريقهم لحضور جنازة منتظرى واعتقلت بعضهم. وجاء فى موقع «نوروز» الإلكترونى أن قوات الأمن أوقفت حافلة تقل 42 نشطا كانوا متوجهين من مدينة تبريز الواقعة فى شمال غرب إيران إلى «قم» وطلبت منهم العودة. وقدم الزعيم الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى الذى خلف الخمينى بعد وفاته عام 1989 تعازيه فى وفاة منتظرى. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن خامنئى قوله إنه يطلب من الله أن يغفر لمنتظرى عن «الاختبار الصعب الحساس الذى واجهه فى أواخر حياة الخمينى»، وقال خامنئى إن منتظرى «رسب فى هذا الاختبار». وكان منتظرى مرشحا فى الثمانينيات لخلافة الزعيم الروحى آية الله الخمينى، ولكنه اختلف مع القيادة حين انتقد عمليات الإعدام الجماعية للسجناء ووضع رهن الإقامة الجبرية فى منزله فى «قم» منذ عام 1998 حتى عام 2003 وأصبح شخصية معارضة تحظى باحترام الإيرانيين.