أصدر الشاعر الكبير حبيب الصايغ، أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بيانًا باسم الاتحاد العام، ينعي فيه إلى للوسط الثقافي والأدبي العربي واحدًا من أنصع وجوهه، هو الشاعر العربي الكبير فاروق شوشة، أحد أهم شعراء الستينيات في مصر، هذا الجيل الذي ساهم في ترسيخ تطوير الشعر العربي، إلى جانب جيل الرواد، فقد شكلت مجموعاته الشعرية المتوالية إضافات إلى نهر الشعر الحديث، بما تميز به من اجتهاد في صنع تجربة لها ملامحها الخاصة. وذكر البيان أن الشاعر الكبير فاروق شوشة تميز عن أقرانه من الشعراء بأنه كان أحد الوجوه الإعلامية المهمة، فقد لعب دورًا كبيرًا في تعريف جمهور التليفزيون طوال عقود النصف الثاني من القرن العشرين بالشعراء والمثقفين والكتاب المصريين والعرب، من خلال برنامجه الأشهر "أمسية ثقافية" الذي كان يذاع على القناة الثانية أسبوعيًّا، من خلال حواراته العميقة الواعية، التي تعكس ثقافة موسوعية وإخلاصًا للثقافة العربية بتجلياتها المختلفة. وأكد حبيب الصايغ أن الشاعر الكبير الراحل كان أحد أهم حرَّاس اللغة العربية في الوطن العربي، سواء من خلال عضويته في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وبرنامجه الإذاعي الأشهر "لغتنا الجميلة"، أو من خلال حرصه على التكلم بلغة فصيحة صحيحة دون خطأ أو لحن، خاصة حين يقرأ قصائد الشعر العربي القديم والحديث. وركز بيان الاتحاد العام على أنه –يرحمه الله- لعب أدوارًا ثقافية متعددة، فقد كان رئيسًا للجنتي النصوص بالإذاعة والتليفزيون، وعضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس جمعية المؤلفين والملحنين، كما رأس مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر لعامين، من 1999 إلى 2001. كما نعي اتحاد كتاب مصر برئاسة الدكتور علاء عبد الهادي الشاعر الكبير فاروق شوشة الذي وافته المنية عن عمر يناهز 80 عامًا، وبرحيل هذا الشاعر الكبير فقدت الثقافة العربية واحدًا من الأصوات الستينية المهمة في الشعر العربي المعاصر. وقد أثرى الشاعر الكبير المكتبة العربية بإبداعاته الشعرية الكثيرة، وتعد وفاته خسارة كبرى لجمهور الأدب المحب لشعره ولقيم الالتزام والرقي في الثقافة العربية. وبموت فاروق شوشة فقد المشهد الشعري العربي صوتا رائقا ونقيًا من أصوات الشعر العربي المعاصر، كان رحمة الله عليه من المنشغلين بالشأن الثقافي والأدبي العام, التحق بالإذاعة عام 1958, وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها 1994، وكان رئيسا لاتحاد كتاب مصر، وعمل أستاذاً للأدب العربي بالجامعة الأميركية بالقاهرة .وأسهم ببرامجه في الإذاعة المسموعة، والشاشة المرئية في نشر قيم اللغة العربية, وفي المحافظة عليها، وكان حتى آخر أيامه عضو مجمع اللغة العربية في مصر. وهو صوت ثقافي قوي من الداعين إلى تجديد العقل وإصلاح المفاهيم وصنع منطلقات جديدة للتفكير. حصل فاروق شوشة على جائزة الدولة في الشعر 1986 ، وجائزة محمد حسن الفقي 1994 ، وعلى جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1997.حصل على جائزة كفافيس العالمية عام 1991، كما حاز جائزة النيل، أعلى جائزة أدبية في مصر، وذلك عام 2016.