عقد رئيس الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، فرانسيس ريتشياردوني، أمس لقاء مع عدد من الإعلاميين والصحفيين المصريين، ناقش فيه عددا من القضايا والرؤى المستقبلية للجامعة، وعبر خلال المائدة المستديرة التي حملت عنوان، "الرئيس الثاني عشر للجامعة الأمريكيةبالقاهرة فرانسيس ريتشياردوني عن خططه المستقبلية للجامعة مع قرب الاحتفال بمئوية الجامعة. وصرح ريتشياردوني أنه يأتي على رأس أولوياته - في أول عام دراسي له بالجامعة - مقابلة أفراد مجتمع الجامعة من طلاب، وهيئة تدريس، وعاملين، وآباء والتعرف عليهم. قائلاً "لا يمكن أن يتواجد مجتمع الجامعة دون مشاركة وترابط هذه الدوائر الأربع هنا على أرض الواقع، بالإضافة أيضا إلى مجموعتين بالغتي الأهمية وهما الخريجين ومجلس الأوصياء بمختلف دول العالم،" مضيفا أنه يشرفه أن يكون الرئيس الثاني عشر لهذا الصرح التعليمي العريق. ونبه ريتشياردوني إلى أن الجامعة الأمريكيةبالقاهرة مكان فريد يستحق الدعم والجهد لما له من أثر إيجابي على هذه المنطقة من العالم والتي وصفها ب" الثرية والمحورية والديناميكية والمليئة بالاضطرابات أيضاً" . وقال "تفتخر الجامعة بتميزها في التقريب بين أفضل ما في الشرق والغرب. إن موقع الجامعة في القاهرة، أم الدنيا، والتعليم المبني على النهج الليبرالي المعتمد على التفكير النقدي والتحليلي، هما ما يعطيان الجامعة هويتها المتميزة." يضيف ريتشياردوني إن الجامعة الأمريكيةبالقاهرة جامعة عالمية على أرض مصر حيث تمثل بوابة للمصريين من مختلف الاتجاهات، ليس فقط لتعلم اللغة الإنجليزية، وإنما أيضاً لتعلم ماذا يحدث في العالم الخارجي من علوم، وآداب، وموسيقى، وفن، وأديان مقارنة، واقتصاد، وأعمال، وأفكار، وابتكارات. وأكد ريتشياردوني في لقائه مع الصحفيين المصريين أن تعزيز الشعور بوحدة وتماسك مجتمع الجامعة من أهم الأولويات بالنسبة له. "يأتي مجتمع الجامعة، والحفاظ على حيويته وقوته وتأثيره في العالم، في مقدمة أولوياتي، وهذا ما أتى بي إلى هنا. يجب أن يشعر كل شخص بالجامعة أنه جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الكبير سواءً كان في مصر أو في أي جزء آخر من العالم." وأضاف "استندت الجامعة على مدار القرن الماضي على ثلاث ركائز هامة يجب أن نستمر في الاعتماد عليها ونحن على مشارف دخول القرن الثاني للجامعة، وتلك الركائز هي: الهوية، والاستمرارية، والتميز." بالنسبة للتميز، يشير ريتشياردوني أنه أفضل ما يعبر عن الجامعة وهو ما تأمل الجامعة أن تستمر دائما في تحقيقه. "يتطلب التميز التزاماً وبذل جهداً مضنياً من قبل الأفراد والمجتمع ككل، بالإضافة إلى موارد مالية ضخمة للغاية. فالتميز نادر وباهظ الثمن، وهذا هو ما نقدمه هنا بالجامعة. كما أن التميز يعني التركيز على الشخص بشكل متكامل، وذلك من خلال تدريب الطلاب ليصبحوا مؤهلين عالمياً وقادرين على المنافسة والابتكار والعطاء وعلى التركيز على محاسبة وتطوير أنفسهم أكثر من التركيز على الآخرين." وتابع : إن التحديات التي يراها في المستقبل القريب تتمثل في الحفاظ على التوجه العالمي للجامعة وذلك عن طريق جذب الطلاب الأجانب للعودة لمصر، إذ أنها الأكثر أماناً بين دول ومجتمعات أخرى تتمزق وتنهار في المنطقة العربية، والسعي لتجديد وتنمية موارد الجامعة لضمان استدامتها. "فعند عقد مقارنة بين الجامعة الأمريكيةبالقاهرة وبين الجامعات الخاصة الأخرى بالولاياتالمتحدةالأمريكية، نجد أن الجامعة تعد قوية ولكنها ليست ثرية. وعلى رأس التحديات يأتي الصراع لتحقيق التميز وذلك في مواجهة الضغوط العالمية لتقبل ما هو عادي ومتوسط. وذلك يعني، على سبيل المثال، تعيين أفضل كوادر التدريس والذين يلتزمون بتطبيق أفضل المعايير العالمية في العمل وذلك في كافة المجالات، من العلوم إلى الفنون، ويعني أيضاً مواصلة جمع الأموال بهدف توفير المنح الدراسية." يوضح ريتشياردوني أنه حالياً، يتمتع جميع الطلاب الملتحقين بالجامعة بالحصول على نوع ما من الدعم، إذ لا يدفع أي طالب أكثر من 60 بالمئة من تكاليف تعليمه، كما يحصل 60 بالمئة من الطلاب على منح دراسية كاملة أو جزئية للدراسة بالجامعة. نحن نحتاج لزيادة عدد المنح الدراسية المتاحة، وفي الوقت نفسه، العمل على عدم زيادة المصروفات الدراسية قدر الإمكان." وسلط "دوني" الضوء على الفرص التي يراها بالجامعة، "تتمتع الجامعة بميزات قوية تنعكس في أعضاء مجتمعها، من هيئة تدريس من الخبراء، وموظفين مجتهدين ومتفانين في عملهم، وطلاب طموحين وذوي عقول لامعة، وآباء محبين ومتطلعين للمستقبل وعلى أهبة الاستعداد للتضحية من أجل أبنائهم، وخريجين يحدثون فرقاً في جميع أنحاء العالم وهم على يقين بأن الجامعة قد ساهمت في إطلاق مستقبلهم وإثراء حياتهم. لدينا حرم جديد رائع، ونتمتع بسمعة قوية ومتميزة للغاية في مصر والخارج، وهذه السمعة هي الشيء الأهم بالنسبة للجامعة. فبدونها، لا يمكننا بناء وتقوية هويتنا، ولا يمكننا الحفاظ على استمراريتنا. ولكن، لا يمكننا الاستهانة بهذه السمعة الطيبة في ظل المنافسة العالمية. لذا، يجب علينا المحافظة على سمعتنا بتحقيق التميز، وسنتمكن من القيام بذلك فقط إذا حافظنا على تماسكنا كمجتمع واحد مترابط. يجب أن نتذكر الأربع سمات الأساسية التي تميز الجامعة وهي كما يلي: العطاء، والنزاهة، والقوة، والتميز. وتلك السمات هي ما تمثله الجامعة الأمريكيةبالقاهرة. وفي رده على تساؤل لشبكة الإعلام العربية محيط حول ملاحظات رئيس الجامعة الأمريكية على المستوى الطلاب الجدد، خصوصاً في ظل تعدد الأنظمة التعليمية في مصر أكد ريتشياردوني أن الجامعة حريصة على تدريبهم لتحقيق التميز الدراسي، خصوصاً فيما يتعلق باللغة الإنجليزية حيث يتم اختبارهم فيها وتحسين مستواهم اللغوي لأجل الدراسة. جدير بالذكر أن ريتشياردوني ، قبل توليه منصب رئيس الجامعة الأمريكية في مارس 2016، شغل منصب سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في القاهرة من 2005 إلى 2008؛ وعمل قبل ذلك رئيساً لوحدة المراقبة المدنية ضمن القوات متعددة الجنسيات في سيناء، وله خبرات دبلوماسية في تركيا والعراق والأردن ودول آسيوية أخرى.