هاجمت وكالة أنباء الحرس الثوري «فارس نيوز» في تقرير لها الكتاب الصادر حديثا من «الشرق الأوسط» تحت عنوان «رجال القاعدة في إيران». وقالت الوكالة إن إصدار الكتاب يأتي في سياق مواقف الصحيفة بنشر تقارير هادفة «ضد» إيران معربة عن تخوفها من ترجمة إصدار النسخة الإنجليزية من الكتاب الذي يكشف تفاصيل العلاقات الوثيقة بين النظام الإيراني وتنظيم القاعدة. وبحسب جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية، فقد اتهمت وكالة أنباء الحرس الثوري الصحيفة ووسائل إعلام سعودية أخرى ب«التدخل العلني في الشؤون الداخلية الإيرانية» و«اتهام» طهران بدعم الإرهاب وخلق التوتر في منطقة الشرق الأوسط بعد الاعتداء على مقر البعثات الدبلوماسية السعودية. كما أعربت وكالة أنباء الحرس الثوري عن قلقها من اهتمام وسائل الإعلام السعودية بتغطية أخبار الأحواز وبلوشستان وكردستان، واعتبرتها جماعات انفصالية. كذلك أشارت إلى دعم جماعة المعارضة الإيرانية (مجاهدين خلق) وحضور الأمير تركي الفيصل في مؤتمر باريس. كما شارك بالهجوم على الصحيفة السعودية كل من صحيفة «جوان» الناطقة باسم الحرس الثوري الإيراني، وموقع «مشرق نيوز» المقرب من قائد فيلق «القدس» قاسم سليماني، ووكالة أنباء الحوزات العلمية «رسا نيوز». وبحسب الجريدة فإن وكالات أنباء غير حكومية في إيران كشفت عن وجود قادة من تنظيم القاعدة في مناطق غرب طهران تحت حماية مخابرات الحرس الثوري الإيراني. ولا تزال العلاقة بين إيران و«القاعدة» تتخذ أشكالا متباينة، ففي الوقت الذي تواصل فيه إيران ادعاءاتِها بعدم وجود أعضاء التنظيم على أراضيها، تُنشر تقارير جديدة تؤكد امتداد علاقة «القاعدة» بإيران وجعلها معبرا لكثير من أعضائه ومصادر تمويله، حتى بعد سقوط طالبان في أفغانستان، وهروب قادة «القاعدة» وعائلة بن لادن وأولاده إلى طهران، بموجب وثائق رسمية نشرتها من قبل «الشرق الأوسط»، حيث عاش في طهران تحت قبة الحرس الثوري الإيراني، عوائل بن لادن، وأبو الوليد المصري صهر سيف العدل المسؤول العسكري ل«القاعدة»، ومحمد الإسلامبولي شقيق قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات وصهر الظواهري، وسيف العدل.. بعضهم هرب وآخرون في الأسر. وقد أصدرت دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع بالعاصمة اللبنانية بيروت كتاب "رجال القاعدة في إيران-الملاذ الآمن والتحالف المشبوه" لمؤلفه الدكتور هاني نسيرة، والباحثين محمد الشافعي، وربعي المدهون. ويأتي الكتاب ضمن سلسلة كتاب الشرق الأوسط ويستند إلى مجموعة من التحقيقات التي نشرت في الزميلة "الشرق الأوسط". ويستعرض الكتاب علاقة تنظيم "القاعدة" بإيران، التي تبدو طارئة ووليدة ظروف معينة، بينما في الأصل كما يؤكد الكاتب قديمة وعميقة، حيث خضعت هذه العلاقة، شأن كل علاقة بين طرفين، لتحولات وتغييرات نظرًا لاختلاف طبيعة طرفيها. ولفت المؤلف خلال مقدمة الكتاب على ان علاقة طهران بتنظيم " القاعدة" وشبكتها استمرت إلى حد كبير، لكي تبقى كدولة وكنطاق جغرافي، استثناء من عمليات القاعدة ومن الإرهاب، من دون بقية العالم كما كانت استثناء في الحرب عليه، ولكنها كانت ولا تزال مصدر لإرهاق المنطقة والعالم، تصنع مختلف الفراغات عبر تدخلاتها وعبر الحروب التي تخوضها بالوكالة. وقد اعتمد مؤلف الكتاب على وثائق ابوت آباد التي وجدت بمقر أمير تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تلك الوثائق التي أفرجت عنها الولاياتالمتحدة وأكدت إنها حصلت عليها من منزل بن لادن في أبوت آباد ووجدت على شكل خطابات مكتوبة. واستعرض الكتاب وثائق القضاء الأمريكي الجديدة والتي استندت إليها محكمة أمريكية فيدرالية في نيويورك عند إصدارها في مارس الماضي قرارا بتغريم إيران 10.5 مليار دولار لعلاقاتها بهجمات 11 سبتمبر عن تورط ما حزب الله اللبناني في تقديم مساعدات وتوجيهات لعدد من منفذي الهجمات. والخلاصة أن الكتاب يؤكد أن الدولة الفارسية أحسنت استثمار علاقاتها بتنظيم القاعدة إلى حد بعيد حتى توقيع الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى ويستدل نجاحها في ذلك بصفتها الدولة الوحيدة التي بقيت بعيدة عن ضربات وهجمات القاعدة الإرهابية والتي لم يسلم منها إلا القليل من الدول.