طهران: اعتقلت قوات الأمن الإيرانية الاثنين عشرة على الأقل من زعماء المعارضة بعد مقتل ثمانية في المواجهات التي اندلعت بين قوى الأمن والمعارضة خلال احياء ذكرى عاشوراء الأحد . وقال موقع "نوروز" المعارض على الانترنت إن ثلاثة من مستشاري زعيم المعارضة مير حسين موسوي تم اعتقالهم ، وهم علي رضا بهشتي وقربان بهزانيان نجاد ومحمد باقريان، إضافة لسبعة سياسيين إصلاحيين. فيما نقلت قناة "الجزيرة" الاخبارية عن اسرة المحلل السياسي ماشاء الله شمس الواعظين أنه تم اعتقاله فجر اليوم وتعرض للضرب قبل نقله الى مكان مجهول ، ومن بين المعتقلين ايضا شقيقة شيرين عبادي الحاصلة على جائزة نوبل للسلام ، بسبب مشاركته في المظاهرات التي قام بها الإصلاحيين في ذكرى يوم عاشوراء. وفي شرق طهران، تعرض زعيم المعارضة مهدي كروبي - الذي حل رابعا في انتخابات الرئاسة الماضية - لهجوم عند خروجه من مسجد. ووجه موقع لحزبه على الانترنت أصابع الاتهام للحكومة التي قال إنها لطخت أيديها بدماء الشعب الإيراني، حسبما جاء في البيان. في سياق متصل، أعلن الحرس الثوري الإيراني وميليشا الباسيج الاثنين استعدادهما لمجابهة معارضي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لاستئصال ما وصفاه بالمؤامرة. ويعتبر الحرس الثوري طليعة القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية بينما تتكون قوات الباسيج من متطوعين أوفياء للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. هذا وتتوالى ردود الفعل الدولية على الصدامات التي جرت بين قوات الأمن والمعارضة اثناء احياء ذكرى عاشوراء ، ومن جانبه ندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأعمال العنف التي اندلعت في إيران، قائلا إن "الولاياتالمتحدة تنضم إلى المجتمع الدولي في توجيه إدانة قوية للقمع العنيف والظالم الذي مورس ضد المواطنين الإيرانيين والذي أدى إلى توتر وإصابات وربما وقوع قتلى". كما طالب أوباما، في كلمة ألقاها من هاواي، طهران بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في السجون الإيرانية. وقال "الولاياتالمتحدة تساند من يدافعون عن حقوقهم. ندعو الحكومة الإيرانية إلى أن تفي بالتزاماتها الدولية وأن تحترم حقوق مواطنيها. ندعو لإطلاق سراح جميع من تم اعتقالهم بصورة غير عادلة داخل إيران". هذا وقد كشف دنيس ماكدونوف أحد كبار مستشاري الرئيس باراك أوباما لشؤون الأمن القومي أن الولاياتالمتحدة تجري حاليا مشاورات مع حلفائها الدوليين لحشد الدعم من أجل فرض مجموعة جديدة من العقوبات على إيران. وأشار ماكدونوف في حديث إلى الصحافيين من هونولولو حيث يقضي الرئيس أوباما إجازة الأعياد إلى أن الإدارة الأمريكية ومع حلول العام الجديد ستعيد النظر في خياراتها المطروحة للتعامل مع إيران. ولفت ماكدونوف إلى أن من بين الخيارات المطروحة فرض عقوبات أحادية أو من خلال الأممالمتحدة. من ناحية أخرى، نددت كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا برد السلطات الإيرانية على المسيرات التي خرجت لإحياء ذكرى عاشوراء في شوارع طهران وعدد من المدن الإيرانية. وقال وزير خارجية البريطانية ديفيد ميليباند إن ما قامت به السلطات في إيران مثير للقلق، ودعاها في بيان أصدره إلى ضبط النفس واحترام حقوق مواطنيها. كذلك، جددت فرنسا انتقاداتها إلى إيران، وقالت وزارة الخارجية إن عمليات القمع التي تقوم بها السلطات بحق المعارضة لن تؤدي إلى أي نتيجة. وفي روسيا، أصدرت وزارة الخارجية بيانا، أعربت فيه عن قلقها إزاء ما جرى من أعمال عنف في طهران، ودعت إلى ممارسة ضبط النفس.