دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الجمعة كلا من باكستانوالهند إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس واتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع المتأزم بين البلدين. وجاء في بيان مكتب الأمين العام " ندعو حكومة باكستانوالهند للرد على الأسئلة التي لم تحل بعد، بما في ذلك بالنسبة إلى كشمير، عبر الطرق الدبلوماسية والحوار، وهو على استعداد للعب دور الوسيط بين البلدين، في حال تم قبول ذلك من الطرفين". من جهتها طلبت باكستان الجمعة من الأمين العام للأمم المتحدة التدخل للحد من التوتر المتزايد مع الهند في شأن إقليم كشمير المتنازع عليه. وقالت السفيرة الباكستانية لدى الأممالمتحدة مليحة لودهي بعد لقائها بان كي مون "أبلغته أن الوقت حان ليتخذ تدابير جريئة من جانبه بهدف تجنب أزمة، نحن نعيش لحظة خطرة على المنطقة"، متهمة الهند ب"خلق ظروف تهدد السلام والأمن الإقليمي والدولي". وأشارت مليحة إلى أن بان كي مون "كرر عرضه للمساعي الحميدة" بين البلدين الجارين، واقترحت لودهي على الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم مواعيد زيارة يخطط للقيام بها إلى الهندوباكستان في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بهدف محاولة التهدئة. واعتبرت أن على المراقبين العسكريين الذين نشرتهم الأممالمتحدة على الحدود بين البلدين لمراقبة وقف إطلاق النار أن يكونوا أكثر فعالية. وكانت الأممالمتحدة دعت الخميس الهندوباكستان إلى ضبط النفس بعد الضربات الهندية في كشمير، المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين البلدين، عقب إقدام الهند على شن غارتين الخميس على طول الحدود مع باكستان في كشمير، أسفرتا عن مقتل جنديين باكستانيين على الأقل، وهو ما دانته إسلام آباد واعتبرته عدوانا. يشار إلى أن الهند أجلت أمس الجمعة أكثر من عشرة آلاف قروي يعيشون قرب الحدود مع باكستان في ظل مخاوف من تصعيد عسكري بعدما نفذت قواتها الخاصة عملية عبر الحدود ضد أشخاص يشتبه بأنهم متشددون. يذكر أن العلاقات الثنائية بين باكستانوالهند تدهورت مؤخرا عقب هجوم وقع في وقت سابق من شهر سبتمبر/أيلول بمعسكر للجيش الهندي في أوري بالشطر الهندي من إقليم كشمير، أسفر عن مقتل 17 جنديا هنديا وإصابة آخرين في أخطر هجوم مسلح من نوعه ضمن سلسلة هجمات مسلحة مماثلة. وتصاعد العنف في كشمير مع تزايد حدة التوتر الاجتماعي والمشاعر الانفصالية في الولاية ذات الأغلبية المسلمة التي ظلت على مدى عقود بؤرة للصراع الاستراتيجي بين الهندوباكستان. وخاضت الهندوباكستان، منذ استقلالهما عام 1947 حربين من ثلاثة حروب بينهما على كشمير التي تطالب كل منهما بها كاملة، لكنهما تتقاسمان السيطرة عليها حاليا.