دمشق: تنامت في الآونة الأخيرة حركة الانشقاقات في صفوف الجيش السوري وقوات الأمن، وهو ما رفع من وتيرة الاشتباكات المسلحة في عدد من المحافظات، لا سيما في منطقة إدلب القريبة من الحدود التركية. وتوقف المراقبون للأحداث في سوريا عند انشقاق عدد من عناصر المخابرات الجوية، وهو ما اعتبروه تحولا مفاجئا في تفكير بعض عناصر هذا الجهاز الأكثر ولاء لرأس النظام السوري.
وأعلن ضابط منشق عن الجيش السوري النظامي أن الانشقاق حصل بالفعل من قبل عدد من عناصر المخابرات الجوية فجر الأحد الماضي.
وأكد الضابط ، الذي رفض ذكر اسمه لصحيفة "الشرق الأوسط اللندنية، أن انشقاق هؤلاء العناصر هو عملية نوعية أعدت إعدادا متقنا مع الجيش السوري الحر، وأن قيادة الجيش الحر كانت على علم بموعد بهذا الانشقاق ونسقت مسبقا مع هؤلاء العناصر لتأمين المؤازرة اللوجيستية لهم.
وقال إنه خلافا لما يزعمه إعلام النظام السوري من أن الجيش الحر أو إرهابيين ينفذون هجمات على مراكز المخابرات، فإن أي عمل مسلح لم يأت من قبلنا، إنما كانت هناك اشتباكات بين المنشقين وزملائهم داخل المفرزة في المخابرات الجوية، ومزاعم النظام هي محاولة للتعمية على عمليات الانشقاق المتواصلة التي تفاجئه في كل يوم.
وكشف الضابط عن أنه في أسبوع واحد حصلت 3 عمليات انشقاق نوعية، الأولى يوم الأربعاء الماضي، بحيث انشق نحو مائة عنصر بينهم 3 ضباط برتب عالية من كتيبة حفظ النظام في إدلب، تبعها انشقاق عدد قليل من عناصر مفرزة للمخابرات الجوية في المنطقة نفسها وقد اكتشفنا أن هذه المفرزة كانت مكلفة بأعمال أمنية منها استهداف قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، والثالثة التي حصلت الأحد الماضي في مفرزة المخابرات الجوية في إدلب.
وأشار إلى أن العمليتين الأولى والثانية نجحتا من دون أي صدام أو إطلاق رصاصة واحدة، متعهدا بمفاجأة كبيرة سيكشف عنها في الأيام المقبلة على هذا الصعيد.
واعتبر الضابط المذكور أن أسباب هذه الانشقاقات تتلخص بثلاثة أمور وهي توافر قناعة لدى أكثرية الجنود الموجودين في المناطق الساخنة بأن المعلومات التي تصدر عن الرئيس السوري بشار الأسد هي "كاذبة"، ثم إن زج النظام السوري لأجهزة الأمن في دوامة المواجهة من الشعب السوري ومع المنشقين عن الجيش أدى إلى انخفاض الروح المعنوية بشكل هائل لدى كل الأجهزة الأمنية.
ولفت إلي السبب الثالث لهذه الانشقاقات وهو اعتقاد هؤلاء العناصر المنشقة أن الشعب السوري بالتعاون مع الجيش الحر الذي طور قدراته سيسقط هذا النظام لا محالة، حتى لو تخلى عنه العالم كله، إلا أن فاتورة الدماء ستكون أكبر والوقت أطول.
وأكد الضابط المنشق أن عمليات الجيش السوري الحر لم تستهدف أيا من جنود الجيش السوري لأن هؤلاء زملاؤهم، وهم يتعاطفون مع أهلهم وينسقون معهم بشكل دوري، إنما عملياتهم تستهدف حصريا جماعة بشار الأسد الذين يرتكبون المجازر بحق الأبرياء في سوريا، وهم من الشبيحة والأمن العسكري والجوي.