زادت أعداد السياح الوافدين من السوق الصينى بنسبة تصل إلى 35% منذ مطلع العام الحالى مقارنة بالفترة المقابلة من 2015. وبالتوازى مع هذه الزيادة، تراجعت الأعداد الوافدة من السوق الهندى بنفس النسبة تقريبا، رغم قرب المسافة بين مصر والهند مقارنة بالمسافة بين مصر والصين. وزار الرئيس عبد الفتاح السيسى، الهند، الأسبوع الماضى، ثم زار الصين ضمن اجتماعات مجموعة العشرين الاقتصادية. وناقش مع الطرفين تنشيط حركة السياحة المتبادلة. قال سامى محمود، رئيس هيئة تنشيط السياحة، إن الحركة الوافدة من السوق الصينى، تشهد نموا ملحوظا وطلبا مقبولا منذ بداية العام الحالى، مضيفا في تصريحات صحفية، إن الزيادات المحققة من السوق الصينى تأتى نتيجة تخصيص طيران «شارتر» فى مدن صينية إلى الأقصر وأسوان. أما السوق الهندى فلم يستطع المقصد السياحى المصرى جذب شرائح كبيرة منه، لافتا إلى أنه لا يوجد طيران مباشر بين مصر والهند سوى رحلات شركة مصر للطيران، التى تسير رحلاتها الأسبوعية إلى مومباى. ورفضت «مصر للطيران»، تسيير رحلات إلى نيودلهى الهندية لعدم وجود جدواها الاقتصادية، مضيفا أن حركة الطيران المنخفضة مع الهند هى أهم معوقات زيادة التدفق السياحى. وسجلت السياحة الهندية الوافدة فى النصف الأول من 2016 نحو 39 ألف سائح، قضوا 178 ألف ليلة سياحية، مقابل 41 ألف سائح فى الفترة المقابلة من العام الماضى بتراجع 4%، وسجلت الأعداد الوافدة من الصين 85 ألف سائح، بارتفاع 32%، خلال النصف الأول من العام الحالى. وقال الدكتور ناصر عبد العال مستشار وزير السياحة للسوق الصينى السابق، إن السوق الصينى من الأسواق الواعدة بالنسبة لمصر، إذ إنه مؤهل للزيادة التى ظهرت بالفعل بنسبة تصل ل80% خلال 2015 مقارنة بعام 2014، وبزيادة تصل ل35% منذ بداية العام الحالى مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضى. وأوضح أن السبب فى الزيادة، هو زيادة أعداد رحلات مصر للطيران بواقع رحلة يوميا من القاهرة إلى جنوبالصين، بالإضافة ل3 رحلات أسبوعية إلى بكين، و4 رحلات شارتر من 4 مدن صينية مختلفة، إلى جانب الاحتفال بمرور 60 عاما على العلاقات المصرية الصينية، وزيارات الرئيس السنوية للصين منذ 2014. ولفت إلى أن الحكومة تتبع نظام الرحلات العائلية على السوق الصينى، وتمنح التأشيرات بسهولة لجميع المطارات المصرية، مما يزيد من الأعداد الوافدة. كما ترصد ميزانيات محددة لهذا السوق باعتباره سوقا واعدا. وعن السوق الهندى، أوضح عبدالعال أنه مؤهل للزيادة بشكل كبير، بسبب قربه من السوق المصري، إذ يستغرق زمن الرحلة ما يقرب من 6 ساعات فقط. ولفت إلى أن وزارة السياحة والهيئة تطلقان الحملات الترويجية بالسوق الهندى. ويجب على القطاع الخاص ممثلا فى الاتحاد العام للغرف السياحية البيع المباشر هناك، باعتبار أن ذلك هو الدور المنوط به، لأنه لا يمكن للوزارة والهيئة بمفردها الترويج والتسويق والبيع. أضاف عبدالعال أن انخفاض الأعداد الوافدة من الهند، يرجع إلى ارتباطها الكبير بالسوق الأوروبى، عكس الصين التى تعمل بشكل مستقل، وتعتبر نفسها بمثابة قارة مستقلة، ولذلك تأثرت الأعداد الوافدة من الهند مع تراجع الأعداد من السوق الأوروبى. وأوضح أن «مصر للطيران» تسير 4 رحلات أسبوعية فقط إلى الهند من الطائرات سعة 140 مقعدا.ويعد ذلك غير مشجع للسياحة. وتوقع زيادة الأعداد الوافدة من السوقين خلال الفترة المقبلة بعد مشاركة الرئيس السيسى فى قمة العشرين، إذ شملت المباحثات بينه وبين نظرائه من قادة الدول ملف السياحة، والتعرف على مطالب الأسواق الخارجية للعمل على تحقيقها. وقال محمد الحسانينى رئيس مجلس إدارة شركة جلاكسيا تورز للسياحة، إن الأعداد الوافدة من الصين شهدت زيادة خلال العام الحالى بنسبة تصل ل35% مقارنة بالعام الماضى. وأوضح أن هذه الزيادة غير مرضية فى الوقت الحالى، لأن مصر مؤهلة لزيادات أكبر من ذلك، إلى جانب عدم وجود مواقف سلبية عن المقصد السياحى المصرى فى السوق الصينى، عكس الأسواق الأخرى. ولفت إلى عدم وجود حملات ترويجية عن السوق المصرى فى الصين حاليا بالشكل المطلوب. كما لا يتم استغلال الزيارات الرئاسية للصين بشكل جيد مما يجعل عمل شركات السياحة فى التسويق أمرا شاقا. وشدد على أن خفض أسعار المقصد السياحى المصرى يؤدى لنتائج عكسية بالسوق الصيني، إذ يرى السياح أن خفض الأسعار يعنى سوء الخدمات ويثير الشكوك بداخلهم.