أبوجا: أعلنت الشرطة النيجيرية اليوم الثلاثاء مقتل 326 شخصا في العنف الطائفي الذي اندلع بين المسلمين والمسيحيين في مدينة جوس ومحيطها في وسط نيجيريا الاسبوع الماضي. وتعد هذه أول حصيلة رسمية منذ المواجهات ، حيث أن تقديرات المصادر الطبية والدينية والعاملين في القطاع الانساني، تحدثت عن مقتل أكثر من 550 شخصا خلال أعمال العنف التي دارت على مدى أربعة أيام. وكانت الشرطة أعلنت اعتقال 330 شخصا على خلفية الاشتباكات الطائفية وسيتم التحقيق مع المعتقلين ومن يثبت تورطه سيتم إرساله إلى العاصمة أبوجا لمحاكمتهم. وشهدت مدينة جوس أمس الاثنين نزوحا جديدا للاهالي خوفا من تجدد الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين بعد صدور تحذيرات بهذا الشأن. وحمل علماء دين مسلمون ومسيحيون ساسة البلاد مسؤولية الاحداث الاخيرة ، وأكدوا أن الاستقرار الأمني لا يأتي الا عبر التفاهم السياسي. واصطفت طوابير السيارات والحافلات الطويلة وهي تحمل السكان الفارين من مدينتهم، بينما يقوم الجنود بتفتيش العربات التي كانت تحمل أمتعة السكان الراغبين في البقاء طويلا خارج جوس. وكان الجيش قد بدأ انتشاره في المدينة منذ الثلاثاء الماضي بعد يومين كاملين من اندلاع أعمال العنف في قرية كورا كراما، بينما أكمل انتشاره الخميس الماضي، بشكل لم يشمل كل أنحاء المدينة وضواحيها. وأثار ذلك انتقادات حقوقية وشعبية في نيجيريا، باعتبار أن تأخر انتشار قوات الجيش، وعدم شمولها لكل أنحاء جوس. وأفاد شهود عيان بأن العنف الذي اندلع الأحد الماضي بدأ بعد مشادة حول اعادة بناء منازل تم تدميرها في اشتباكات عام 2008 والتي كانت أسوأ قتال بين المسلمين والمسيحيين منذ سنوات في أكبر دول افريقيا سكانا. ومدينة جوس هي عاصمة ولاية بلاتوه التي يمثل كل من المسلمين والمسيحيين نصف السكان فيها. وكانت عدة أحداث دامية تكررت في هذه المدينة في السنوات الماضية بسبب التنافس على النفوذ السياسي والاقتصادي بين الفريقين. وأسفرت هذه الصراعات عن مقتل مئات من المواطنين هناك. وفي نيجيريا أكثر من 200 جماعة عرقية تعيش في سلام جنبا الى جنب رغم أن الحرب الاهلية خلفت مليون قتيل فيما بين 1967 و1970 ومنذ ذلك الحين شهدت البلاد نوبات من الاضطرابات الدينية. ولقي 40 شخصا على الاقل حتفهم في الشهر الماضي في اشتباكات بين قوات الامن النيجيرية وأفراد طائفة اسلامية في مدينة بوتشي بشمال البلاد.