يسير الكاتب الصحفى والقاص شريف صالح ،على خطى نجيب محفوظ فى تدوين أحلامه ب "دفتر النائم " مجموعة قصصية تعتمد على تقنيات الحلم وحكايات الطفولة وتتردد في أصدائه ثيمات هزيمة الزمن وقهره للشخصيات والفقد، حيث تظهر القصص كصور مختلفة لشيء واحد، أو مرايا بأحجام مختلفة لمعنى يلح على نفس الكاتب. استضاف مركز دال للأبحاث والإنتاج الاعلامى الكاتب الصحفي والقاص شريف صالح في قراءة وتوقيع لمجموعته القصصية: "دفتر النائم " ،ناقش المجموعة الناقد والروائي سيد الوكيل، والناقد شوقي عبد الحميد يحيي، والناقد والروائي د. محمد سليم شوشة . تحدث سيد الوكيل أن علماء النفس عندما تعاملوا مع " أحلام النقاهة" لنجيب محفوظ ، تعاملوا معه كمدون للأحلام ، وهذا إغفال كبير للأدب ، ونصوص " دفتر النائم " لشريف صالح و " لمح البصر " لسيد الوكيل ، لا يمكن التعامل معها على أنها مجرد أحلام فقط ، فالهدف من كتابة الأحلام هو الوصول لرؤية أعمق للتجربة الإنسانية ، وسبر أغوار أعماق النفس من خلال الرموز التى تأتينا فى الأحلام . وأوضح أن المؤلف حرص على أن ينطلق من الواقع فى كل النصوص ، وعدم الاكتفاء بميكانيزم الحلم ، فهو يستخدم آليات الحلم دون بناءه ، ويقوم بتغريب الواقع لغير المألوف . وأشار لإحدى القصص عن مؤتمر الأدباء ، والذى استخدم فيها آلية الإسقاط فى الأحلام ، و يتناول بسخرية واقع الأدباء ، ويشير للواقع المأساوى لكتاب القصة المهملة بالمقارنة مع كتاب الرواية . كما تحدث عن قصة فانتازية يطارد فيها الكاتب جسده خلال الشوارع ، وفى نهاية القصة يرتفع الجسد لأعلى من خلال البالون ، ليكسر رؤية المثقف للجسد ، وأنه كالذات يسمو عاليا . وختم حديثه بأن القصة تحاول فض الاشتباك مع الرواية ، وتنفرد بخصائص خاصة بها ، معيبا على أساتذة الجامعات التفريق بين الرواية والقصة بالحجم فقط ، وأن القصة تدفع المبدعين للتجريب . من جانبه قال الناقد شوقى عبد الحميد أن شريف صالح وسيد الوكيل يمثلان الجيل الثالث للقصة القصيرة ، وهنأ صالح على توقيع أول عقد رواية له اليوم . وأشار أن عمل صالح الأول " مثلث العشق " و " دفتر النائم" حمل رؤية للكون ، ومراحل تطور الإنسان ، ومحاولة الإنسان للتمرد ، وأن شريف صالح اعتاد أن يبتر نهايات قصصه ، فيبحر بسلاسة بقراءه ثم يتركهم أمام المحيط ، كرمز للجبرية التى يعانيها الإنسان . ورصد مراحل تطور صالح من خلال قصصه ، من الكتابة الذاتية ، للنظر للخارج ، وحمل رؤية أوسع وأشمل للمجتمع . فيما تحدث الناقد د. محمد شوشة أنه بعد قراءة مجموعة " بيضة على الشاطئ " أن القصة ستعود لمكانتها مرة أخرى ، بعد استحواذ الرواية كغول على جميع الأجناس الأدبية . و قال عن خطاب شريف صالح القصصي ، أنه ليس لديه فاصل بين الاجناس الادبية ، فيمكن أن تستقبل أعماله كنصوص مكثفة شعرية ، وقد تستقبل أيضا على أنها رواية ، للترابط بين نصوص القصص وتوحد البطل فى جميع قصص " دفتر النائم " . و أشار أن من خلال منطلق الحلم ، يقوم الكاتب بلعبة لإعادة صياغة العالم ، بصناعة عالمه الخاص . وقال شريف صالح أنه يستمتع بلعبة الكتابة ، ووصف نفسه بأنه متقشف فى اللغة ، فيحاول السيطرة على اللغة لتوصل التجربة الإنسانية التى يريدها دون زيادة ، و أن روايته الجديدة عن الفيس بوك لذا اعتمد على مفرادات الفيس بوك مثل " لايك" و "شير" رافضا تعريبهم بألفاظ غريبة ، لأن اللغة بالنسبة له هو ما يعيش . الجدير بالذكر أن شريف صالح أصدر ست مجموعات قصصية، ونال جائزة دبي الثقافية عن مجموعته "بيضة على الشاطئ"، وجائزة ساويرس عن "مثلث العشق".. كما نال جائزة الشارقة للإصدار الأول عن مسرحيته "رقصة الديك". وأحدث مجموعاته "دفتر النائم" تتضمن 24 نصًا وصدرت عن قطاع الثقافة في مؤسسة الأخبار .