وصف حمدين صباحي، المرشح المحتمل في انتخابات رئاسة الجمهورية، المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية بأنها حدث تاريخي في مصر، مشيرا إلي أنها أول مرة منذ زمن ندخل انتخابات بدون أدنى أعمال عنف. وأضاف إن هذه الانتخابات بمثابة رد على الأقوال التافهة إن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية، داعيا لتذكر شهداء وجرحى الثورة "فهم أصحاب الفضل فيما نحن فيه". وعن سيطرة التيار الإسلامي على أكثرية مقاعد البرلمان في المرحلة الأولي من الانتخابات قال صباحي إن العبرة الآن ليست بمن حصد المقاعد الأكثر ، مشيرا إلى أن الشعب المصري لن يسمح للسلفيين أو الإخوان أو أي قوة سياسية أخرى الاستفراد بمصر فمستقبل مصر لن ترسمه قوة واحدة سياسية سواء كانت ليبرالية أو دينية.
وقال صباحي خلال حواره ببرنامج "الحقيقة" الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي علي قناة دريم أنه لا يوجد مبرر لكل هذا الذعر من نتائج الانتخابات، فالبرلمان القادم محكوم باستكمال مطالب الثورة ، مضيفا "أنا راض جدا عن الانتخابات الحالية .. لأنها انتخابات نزيهة وبدون عنف ولابد أن نحترم النتائج لأنها اختيار الشعب ".
وأشار صباحي إلى أن هذا البرلمان مطالب بان يمارس صلاحياته دون التفريط فيها و استكمال مطالب الثورة، مبديا توقعه بأن نتائج المراحل الثانية والثالثة من الانتخابات ستكون مماثلة لنتائج المرحلة الأولى.
وعن موقفه من المجلس العسكري ، قال صباحي "أنا لم أكن من دعاة الصدام المباشر مع المجلس العسكري ولكني أري انه ليس لديه الكفاءة لإدارة الفترة الانتقالية"، مؤكدا على أنه ضد حكومة الجنزوري مع احترامه الشخصي له التي يتم تشكيلها لأنها لا تمثل مطالب الثوار وإصرار المجلس العسكري على اختياره للجنزوري لتشكيل الحكومة يعتبر كسر لإرادة التحرير عمدا . معلقا على بقاء أسامة هيكل كوزير للإعلام قال : " إن هذا بمثابة تجاهل للتحرير و شهدائه لأنهم هتفوا ضده بشكل مباشر"، مؤكدا على أنه يرفض إعطاء الجيش المصري أي دور في الحياة السياسية وأن يقتصر دوره على حماية الأمن الوطني
ودعا صباحي لتشكيل حكومة إنقاذ وطني ، رافضا " وضع سقف على هتافات شباب التحرير بعد أن رأوا و شموا رائحة دماء أخواتهم الشهداء" ، وقال "إن من حق الشباب الذين واجهوا قنابل الغاز أن يرفعوا شعارات ذات سقف عال فميدان التحرير هو قيمة معنوية لمصر وفى كل الأحوال هو ميدان الثورة".
وأكد صباحي على أنه لابد من توافر شرطين لرئيس حكومة الإنقاذ الوطني وهما " عدم مشاركته في النظام السابق و أن يكون من مؤيدي الثورة"، مشيرا إلي أن مصر مليئة بالأسماء المحترمة. وتابع : "أعتقد أن حكومة الجنزوري التي سيشكلها لن تكون معبرة أو مرضية للناس و لن يكون لها الصلاحيات المطلوبة"
وردا على سؤال الابراشى عن طلبه دعم مرشد الاخوان فى حملته الرئاسية ، أجاب صباحى :لم يحدث أن طلبت الدعم من المرشد و لكني أسعى للحصول على دعم جميع المصريين بالتأكيد وقبل أن أذهب لرؤساء الأحزاب لدعمى أتمنى أن أستطيع المرور على كل بيت وكل حارة وكل شارع لأن من سيأتى بالرئيس القادم هو الجمهور العادى
وعن مظاهرات العباسية ، قال صباحى : لايليق بالمصريين أن يخرجوا فى مظاهرات لتأييد السلطة إلا إذا كانت مصر فى حالة حرب مع عدو خارجى .
وفي حديثه عن عبد الناصر قال إن هذا الزعيم في قلبه ووجدانه وأنه حلم يسعى لتحقيقه، موضحا أن خلافات عبد الناصر مع الإخوان ليست من أجل الصراع على السلطة وإنما هي خلافات سياسية .وأوضح أن ما يربط بين ثورتي يوليو و25 يناير هى الأهداف والشعارات المتمثلة في عيش .. حرية .. عدالة اِجتماعية .
وأشار إلي أنه حدث خلافات كثيرة حول تشكيل القوائم بين حزب الكرامة و التحالف الديمقراطي ولكن تأخر الوقت جعل الأول يقرر الاستمرار في التحالف، وأضاف صباحي أن التحالف بين الحرية والعدالة و حزب الكرامة أمر طبيعي، وخاصة أن حزب الكرامة كان يدافع من قبل الثورة عن الإخوان ضد اضطهادهم، وكان يراد تحالف كافة القوى السياسية بالحلف ولكن الأحزاب معظمها انسحب .
وقال صباحي أنه كان من الممكن أن يستطيع حزب الحرية والعدالة الحفاظ على التحالف الديمقراطي مع حلفائه لو تخلى عن تصدر معظم القوائم، مؤكدا علي أن حزب الكرامة لم يكن له مكان عادل في قوائم التحالف الديمقراطي