صدر عن دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة ( أطلس تاريخ القاهرة) لأحمد عادل كمال . نعم إنها القاهرة أقدم عواصم العالم في الوقت الحاضر ، أم المدائن التي تجمع بين العراقة، المجد التليد والحيوية الدافقة ، يشتهر أن عمرها ألف عام على أساس أن جوهر الصقلي أنشأها للمعز الدين الفاطمي (683ه - 969م) ، ولكن الواقع أن الألف عام هو عمر اسم القاهرة ولكن الموقع كان قائما فيما سيبرزه المؤلف ، حيث يصور هذا الأطلس تاريخ هذه المدينة العظيمة بالكلمة والخريطة واللوحة والصورة الفوتوغرافية، ليجد القارئ نفسه أمام بانوراما مدهشة تطوف به عبر التاريخ داخل تلك المدينة العريقة من العصر قبل الإسلام إلى مطلع القرن الحادي والعشرين . فيبرز أن القاهرة هي حاضرة العالم الإسلامي، وأنها تلك المدينة العريقة التي تضم بين جنباتها نحو نصف آثار العالم الإسلامي في جميع عصوره، إضافة إلى الآثار الفرعونية والرومانية والقبطية المسيحية ؛ فهي منف الفراعنة، وبابليون الرومان، وفسطاط عمرو بن العاص، وعسكر العباسيين، وقطائع ابن طولون، وقاهرة المعز، وقلعة صلاح الدين، وقاهرة محمد علي وإسماعيل، ويوضح أن القاهرة هي محور من محاور تاريخ العالم الإسلامي، وأنها قد شهدت الكثير من التغيير والاتساع، وشهدت على مر العصور أحداثًا أزالت أو طمست معالم كثيرة كانت موجودة ومشهورة، فيؤرخ هذا العمل لهذه المدينة، ويرسم للجميع كيف كانت، وما شكلها قبل الفتح الإسلامي، مرورًا بالفتح الإسلامي، فالعصر الأموي، فالعباسي، ثم الطولوني، والإخشيدي، والفاطمي، والأيوبي، فالمملوكي، ثم العثماني، ثم عصر محمد علي حتى عصرنا الحالي . ويعد هذا العمل ثمرة جهد أكثر من سبعة عشر عامًا ، بذل فيها الباحث التاريخي أحمد عادل كمال جهدا واضحا وغير مسبوق جمع خلالها المادة العلمية المتميزة عن القاهرة منذ ما قبل الفتح الإسلامي حتى نهاية سنة 1999م، والأطلس قائم على العديد من الصور التاريخية والميادينة فضلا عن الخرائط التوضيحية وقام على مراجعته العلمية والفنية ثلة من المتخصصين كالدكتور عبد الشافي محمد عبد اللطيف أستاذ التاريخ بالأزهر، دكتور أيمن فؤاد سيد أستاذ التاريخ الإسلامي وخبير المخطوطات ودكتور أحمد الخولي أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة.