كشفت وكالة المخابرات الأمريكية ال(CIA)، عن "وثائق سرية" تشير إلى وجود محادثات سرية جرت بين مؤسس الجمهورية الإيرانية روح الله الخميني والإدارة الأمريكية، قبيل تسلمه إدارة البلاد في عام 1979، فيما تشير تلك الوثائق إلى تعهد الخميني ب"المحافظة على مصالح واشنطن واستقرار المنطقة مقابل فسح الطريق له لتولي مسئولية البلاد". وكشفت وكالة المخابرات الأمريكية، عن "وثائق سرية" تشير إلى محادثات جرت بين مؤسس الجمهورية الإيرانية روح الله الخميني والإدارة الأمريكية أثناء تواجده في منفاه في فرنسا في عهد الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، يطمئنهم فيها ب"المحافظة على مصالحهم في إيران وحقوق الشعب الإيراني واستقرار المنطقة في حال وصوله للسلطة"، بحسب تقرير نشره موقع ال( BBC) البريطاني وتابعته (المدى برس). وتشير الوثائق إلى أن الخميني أرسل من منفاه في باريس بتاريخ 27 يناير عام 1979، رسالة إلى الرئيس الأمريكي في حينها جيمي كارتر يتعهد من خلالها بتهدئة الوضع في البلاد وحماية المواطنين، وإعادة الاستقرار إليها والحفاظ على المصالح الأمريكية فيها، مقابل فسح المجال له لتولي إدارة الأمور فيها، وعدم دفع قادة الجيش الإيراني لمواجهة حركته، حيث يقول في جزء منها أن "قادة الجيش الإيراني يستمعون إليكم، ولكن الشعب الإيراني يتبع أوامري". وتبين الوثائق بحسب ال( BBC)، أن مخاطبات الخميني المباشرة مع الجانب الأمريكي استمرت لأسبوعين من خلال ممثله الشخصي وممثل عن الحكومة الأمريكية في العاصمة الفرنسية باريس، لافتة إلى أن المشهد الإيراني في ذلك الوقت كانت تسوده "الفوضى"، حيث المتظاهرون في اشتباكات مع القوات المسلحة والخدمات العامة معطلة، وسط تخوف الغرب من تعرض صادرات النفط الإيرانية للخطر بسبب إضرابات العمال. كان الرئيس كارتر قد أقنع الحاكم الإيراني الشاه محمد رضا بهلوي بمغادرة البلاد تاركا وراءه رئيس وزراء غير ذي شعبية وهو "شاهبور بختيار" وجيش "مشوش" يضم أكثر من 400 ألف مقاتل باعتماد كلي على التسليح والإرشاد الأمريكي. وتكشف وثائق ال (CIA)، أن الخميني وبعد العودة إلى إيران بعد قضاء 15 عاما في المنفى في باريس، بعث برسالة شخصية أولى إلى البيت الأبيض يؤكد فيها رغبته بإقامة علاقة صداقة مع الولاياتالمتحدة، ويدعو الإدارة الأمريكية إلى عدم الشعور بخسارتها حليف استراتيجي، ويقول فيها "سترون بأنه ليس لدينا أي حقد معين تجاه الأمريكان، وأن الجمهورية الإسلامية ستكون جمهورية إنسانية، وسنعمل على تحقيق مبدأ السلام والهدوء لكل البشر". وتشير الوثائق، إلى أن الولاياتالمتحدة بلغت مبعوث الخميني، بعد يومين من مغادرة الشاه، بأنها مع تغيير الدستور في إيران، وكشفت له عن معلومة رئيسية مهمة تفيد بأن القادة العسكريين الإيرانيين مرنين تجاه مستقبلهم السياسي. وأكدت ال( BBC) أن تلك الاتصالات ليست الأولى من نوعها بين مؤسس الجمهورية الإيرانية روح الله الخميني والإدارة الأميركية، حيث تبين أن الخميني كان قد تبادل "رسائل سرية" مع الرئيس الأمريكي الأسبق جون كندي أثناء وجوده تحت الإقامة الجبرية في طهران في العام 1963، يدعو فيها الإدارة الأمريكية إلى عدم تفسير هجومه على سياسة الشاه، بأنه يعادي واشنطن، مؤكدا أنه ليس ضد المصالح الأمريكية في إيران، ويعتبر الوجود الأمريكي ضروري لمعادلة التوازن للنفوذ السوفيتي وربما البريطاني، ويؤمن بضرورة التعاون المقرب بين الإسلام وبقية الأديان في العالم وخاصة المسيحية.