يحكي انه في 16 يناير 1979 غادر الشاه والملكة إيران نزولاً عند طلب رئيس الوزراء شاهبور- بختيار- كان لفترة طويلة زعيم المعارضة- بعد تصاعد المظاهرات والاعتصامات ضد حكم الشاه وأعلن بختيار حل البوليس السري وأفرج عن السجناء السياسيين. ووعد بانتخابات حرة. وأمر الجيش بالسماح للمظاهرات الشعبية. وبعد ذلك بعدة أيام سمح بعودة الخميني إلي إيران وطلب إليه تأسيس دولة مثل الفاتيكان في قم. ودعا المعارضة للمساعدة علي الحفاظ علي الدستور. وفي أول فبراير من نفس العام. عاد الخميني إلي طهران محاطاً بحماس وتحية عدة ملايين من الايرانيين. فهو قائد الثورة التي قادها من منفاه عبر شريط الكاسيت حيث كانت خطبه تنقل إلي الشعب الايراني وهو ما لم تتوقعه أجهزة المخابرات الأمريكية التي كانت تحمي نظام الشاه لأنها لم تدرس النفس البشرية. وثقافة وعادات وتقاليد المواطن الايراني. وكانت الولاياتالمتحدة في نوفمبر عام 1978 قد أبلغت الشاه بأنها "ستدعمه حتي النهاية" وفي الوقت نفسه. قرر بعض المسئولين رفيعي المستوي في وزارة الخارجية ان الشاه يجب ان يذهب بغض النظر عمن سيحل مكانه. وفي نفس الوقت فشل الرئيس كارتر في الالتزام بتلك الوعود ولم يحسم كيفية استعمال القوة بشكل مناسب. وعارض قيام الولاياتالمتحدة بانقلاب. وأمر حاملة الطائرات يو أس أس كونستوليشن بالتوجه إلي المحيط الهندي لكنه سرعان ما ألغي أمره. تم التخطيط لصفقة مع جنرلات ايران لتحويل الدعم لصالح حكومة معتدلة. لكن هذه الخطة انهارت مع اجتياح الخميني واتباعه البلاد. وتوليهم السلطة في 12 فبراير 1979 وذلك بالرغم من ان ايران احتلت موقعاً استراتيجياً في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط. فهي موالية لأمريكا وتتقاسم حدوداً طويلة مع عدوها في الحرب الباردة الاتحاد السوفيتي. وهي أكبر دولة نفطية قوية في الخليج العربي. التقي صدام حسين مع السفيرة الأمريكية إيريل جلاسبي وتحدث معها عن رغبته في ضم مناطق النفط المتنازع عليها مع الكويت ولم تعقب جلاسبي وفهم صدام الرسالة بشكل خاطئ علي أنها إشارة إلي موافقة أمريكية علي أن يقوم بغزو الكويت. وبعد ذلك قامت أمريكا بتجميع الحلفاء لتحرير الكويت في المعركة التي قادها الجنرال الشهير تشوازكوف ولم يستوعب صدام الدرس إلي أن قامت أمريكا بعد ذلك باحتلال العراق نفسه وتقسيمه. وقبلها قامت بفرض الحصار علي العراق. والذي تسبب بموت ملايين الأطفال العراقيين كما تحركت لبذر الفتنة بين دول الخليج لتحقيق مصالح بلادها وفي الثورة المصرية يناير 2011 ترددت أمريكا في الاعلان عن موقفها من الثورة كثيرا خاصة وانها لم تتوقع حجم الغضب الشعبي علي النظام السابق لان مخابراتها لم تدرس الشخصية المصرية وسماتها. وثقافتها. وتاريخها الذي نجح في استيعاب كل أنواع الاحتلال الذي غزا بلاده وعندما شعرت بان مصالحها مع الثورة أطلق أوباما تصريحه الشهير لمبارك "ارحل الآن".