ذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية الصادرة اليوم السبت، أن الأممالمتحدة تواجه ضغوطا متصاعدة لبدء عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية حتى تصل إلى مئات الآلاف من المحاصرين في سوريا، بيد أن المسئولين في الهيئة الدولية يؤكدون أن هذا الأمر تحفه المخاطر، بجانب أنه مكلف وغير فعال. وأضافت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني - أن المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا حثوا في هذا الأسبوع الأممالمتحدة على بدء عمليات الإنزال الجوي للمواد الغذائية وغيرها من المساعدات الإنسانية للمحاصرين في سوريا، لاسيما بعد أن رفض الرئيس السوري بشار الأسد تلبية المطلب الدولي بمنح حق توصيل المساعدات للمناطق المحاصرة عبر الطرق البرية مع بداية الشهر الجاري، وقد تم تحديد المهلة النهائية لهذا الأمر خلال الشهر الماضي من جانب تحالف فرق دعم سوريا، وهو تحالف من 20 دولة ومنظمة من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وإيران. وتابعت الصحيفة " أنه على الرغم من أن الأممالمتحدة كانت واحدة من المنظمات الدولية التي دعمت تحديد الموعد النهائي لتسليم المساعدات في أول يونيو، إلا أن مسئوليها يحذرون من بدء عمليات الإنزال الجوي من دون الحصول على تصريح بذلك من قبل نظام الاسد".. مشيرة إلى وجود نحو 592 ألف سوري يعيشون في مناطق محاصرة وتخضع إما لسيطرة القوات الحكومية أو قوات المعارضة. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هناك مخاوف بشأن حقيقة أن تسير رحلات جوية غير مصرح بها داخل المجال الجوي السوري، فقد يتمخض عنها مواجهات مع الجيش السوري، حيث لا توجد أية ضمانات بأن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات لن يتم استهدافها من جانب النظام السوري، لاسيما مع عدم وجود أية إشارات بالموافقة من جانب دمشق. من جانبها، أعلنت الحكومة السورية أمس الأول الخميس أنها ستمنح حق الدخول للمساعدات لمزيد من المناطق المحاصرة، مع تزايد الدعوات بتنفيذ عمليات الإنزال الجوي. في السياق ذاته، حذر عدد من خبراء الإغاثة الدولية من أن هذه الإنزالات الجوية للمساعدات قد تقع في نهاية المطاف في أيدي الجماعات المسلحة بدلا من المدنيين. وذكرت (فاينانشيال تايمز) أن عمليات الإنزال الجوي للمساعدات في مناطق النزاع تعد أكثر تعقيدا من غيرها التي تحدث في المناطق المنكوبة بالكوارث الطبيعية، حيث يمكن للطائرات أن تحلق على ارتفاعات منخفضة وبالتنسيق مع الجهات والسلطات على الأرض بدون أي مخاوف من إمكانية تعرضها لهجمات، غير أن الوضع الراهن داخل سوريا يفيد بأن هناك دوما أكثر من جماعة مسلحة داخل المنطقة الواحدة، لذلك يجب أن تحلق الطائرات على ارتفاعات عالية، مما يجعل إنزالاتها أقل دقة، كما ربما تتعرض للانحراف بعيدا عن أهدافها بسبب الرياح أو غيرها من العوامل الأخرى.