ضمن فعاليات جناح مؤسسة محمد بن راشد في إطار معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال 26 كان لقاء الناقد د. عبدالله إبراهيم الذي أعلن عن الشروع في طباعة موسوعته عن السرد العربي . ووفقا للدكتور عبدالله فإن موسوعة السرد العربي هي كتاب موسوعي ب 3600 صفحة يتألف من 9 مجلدات كبيرة بمعدل عام هو 400 صفحة للمجلد الواحد تزيد قليلا أو تنقص حسب التقسيم والمادة المدروسة. استغرق العمل على الموسوعة أكثر من عشرين عاما، بدأ التخطيط لها في شتاء عام 1987، ولكن بدأ العمل عليها كمشروع موسوعة متكاملة منذ عام 1994، واكتمل شكلها النهائي في عام 2015 برعاية مؤسسة محمد بن راشد. وكشف د. عبدالله عن أنه جرى كتابة تاريخ نشأة كل نوع من الأنواع السردية الكبرى في الآداب العربية، وأعقب ذلك تحليل شامل لأبنيته السردية والدلالية، ولهذا قامت الموسوعة على أكثر من ألف مصدر أساسي في الآداب العربية، الغالبية العظمى منها نصوص أدبية طويلة جرى تحليلها بتوسع (لإعطاء فكرة، على سبيل المثال، فسيرة الأميرة ذات الهمة ب 70 جزءا، وسيرة عنترة بن شداد ب 55 جزءا، وسيرة سيف بن ذي يزن ب 17 جزءا، والسيرة الهلالية التي تفككت إلى ثلاث سير بثلاثة مجلدات كبيرة، ناهيكم عن اكثر من 500 رواية صدرت منذ منتصف القرن التاسع عشر إلى الآن، وبعض الكتاب جرى تحليل معظم أعمالهم، مثل نجيب محفوظ، وأمين معلوف الذي يحضر هذه المناسبة لاختياره شخصية العام في جائزة الشيخ زايد للكتاب". وأكد أن "موسوعة السرد العربي" تمثل خلاصة عملي في مجال السرديات وخصصت لدراسة الظاهرة السردية باعتبارها ظاهرة ثقافية، وليس ظاهرة أدبية فقط. أعني بذلك أنها ظاهرة قامت بتمثيل للخيال العربي منذ العصر الجاهلي إلى نهاية القرن العشرين. أي أن الظاهرة كما يبدو لي، هي إحدى الظواهر المهمة التي شهدتها الثقافة العربية، وهي لا تقل على الإطلاق لا عن الظاهرة الشعرية، ولا عن الظاهرة الدينية. وقد قامت بتمثيل المخيال العربي في إنتاج صورة خاصة للذات وإنتاج صور الآخرين. وقد تتبعت هذه الظاهرة منذ العصر الجاهلي مروراً بالإسلام، ثم العصور الإسلامية الوسيطة كالعصر الأموي والعصر العباسي، وانتقلت إلى القرن التاسع عشر حيث اقترحت في الموسوعة تفسيرا ثالثا لنشأة الظاهرة السردية الحديثة، وبخاصة نشأة الرواية العربية في محاولة لإعادة النظر بالتفسير الشائع الذي يقول إن الظاهرة الروائية إما أنها استعيرت من الغرب، أو أنها طورت عن المرويات السردية العربية، ثم انتقلت بالموسوعة إلى القرن العشرين وحللت مئات الروايات". وأشار د. عبدالله إلى أن الهدف من كتابة موسوعة السرد العربي هو استنباط القواعد الكبرى للسرد العربي الحديث من خلال هذه المرويات والمدونات السردية. تتضمن هذه الموسوعة ما أعتقد أنه خلاصة جهد نقدي تحليلي يقوم على رؤية ثقافية للظاهرة السردية. وفيها أيضاً حاولت أن أبين كيف يتشكل النوع الأدبي ثم يستقيم ويهيمن ثم كيف يتحلل، ويتفكك، ويتلاشى، وينبثق نوع جديد في أعقاب النوع القديم.