أظهرت زيارة وزير دفاع النمسا هانز دوسكوتسيل، الأخيرة إلى جمهورية مقدونيا، ولقائه بنظيره المقدوني زوران يولفيسكس، في العاصمة سكوبيا، دعم النمسا ووقوفها بقوة خلف مقدونيا لمساعدتها على مواجهة الظروف الصعبة التي تتعرض بها بسبب أزمة اللاجئين، لاسيما بعد أن استجابت مقدونيا لمطالب حكومة النمسا وقامت بوقف حركة اللاجئين عبر طريق غرب البلقان، التي كانت تنطلق من حدودها مع اليونان في اتجاه دول وسط وشمال أوروبا وصولاً إلى النمسا في اتجاه ألمانيا. ويرى محللون ومراقبون في النمسا أن زيارة الوزير دوسكوتسيل إلى سكوبيا قبل يومين ، اكتسبت أهمية خاصة على خلفية رصد أجهزة الأمن المعنية في البلدين مؤخراً ، لمؤشرات قوية تؤكد تزايد وجود العناصر المتعاطفة مع تنظيم داعش الإرهابي وانتشار العناصر الإسلامية المتطرفة في مقدونيا، لاسيما بعد استهداف سفارة النمسا في العاصمة المقدونية سكوبيا. وفى هذا الصدد، أكد وزير دفاع النمسا اليوم ، اهتمام حكومة بلاده بمراقبة ومتابعة التطرف التي يحدث في مقدونيا ودول البلقان، لافتاً بشكل خاص إلى صعوبة الوضع في مقدونيا، بسبب تشابك الأصول العرقية للسكان، التي ترجع إلى ألبانيا وتركيا وصربيا والبوسنة والهرسك، وهو الأمر الذي يجعل من مقدونيا بمثابة بوتقة تستقطب المتطرفين من جميع دول غرب البلقان، بحسب رأي مراقبين. ويؤكد هؤلاء المراقبون معاناة مقدونيا من ظروف سياسية صعبة، تتمثل في حل البرلمان وانتظار إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في شهر يونيو المقبل، وظروف اقتصادية خانقة تظهر في ارتفاع نسبة البطالة إلى نحو 30%، وزيادتها إلى 40% بين فئة الشباب، في دولة صغيرة يبلغ تعداد سكانها نحو 2 مليون نسمة، تعد من أفقر الدول الأوروبية، حيث يتدنى متوسط رواتب المواطنين إلى نحو 340 يورو شهرياً، وهي الظروف التي تساعد على تفشي الإرهاب وتجعل من مقدونيا أرض خصبة لنمو التطرف. وفي ذات السياق، نقلت صحف نمساوية، اليوم الأحد، تحذيرا أطلقه دبلوماسي يعمل في سفارة النمسا بالعاصمة سكوبيا، لفت فيه إلى وجود شواهد كثيرة تشير إلى توسع التيار المتطرف في مقدونيا مؤخراً، ودلل التقرير على صحة هذه المعلومات بمشاهدة أعلام المتشددين والتنظيمات المتطرفة بشكل متزايد أثناء التحرك في مقدونيا، لاسيما في القرى الجبلية الواقعة على المناطق المرتفعة.