وسط أجواء من البهجة والفرحة، احتفل مركز الطفل للحضارة والإبداع (متحف الطفل) التابع لجمعية مصر الجديدة أمس ب"يوم اليتيم" بمشاركة مئات الأطفال وعدد من جمعيات رعاية الأيتام في إطار مهرجان "يلا نفرح" الذي ينظمه المتحف للعام الثالث. بدأ الاحتفال بفقرة فنية للعرائس المتحركة أعقبها عرضا للأراجوز والذي لاقى ابتهاج وتفاعل من قبل الأطفال، كما شاركت عدد من الفرق الموسيقية منها فرقة "شوية فن" التي قدمت بعض من أغنياتها مثل احكي لي حدوتة وأنا إنسان. وقدمت فرقة الكورال الفني لأطفال جمعية مصر الجديدة عرضا غنائيا، إلى جانب فقرات أخرى لفرق الاستعراض التابعة للسفارة الهندية للرقص الهندي وعروض الساحر والباليه قدمها فريق باليه مركز الطفل للحضارة والإبداع وكذلك عرض الساحر والأغنيات الشعبية التي لاقت ترحاب من الأطفال. كما شاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة ووزارة الثقافة المصرية وفريق الهلال الأحمر المصري بفريق التدخل السريع أثناء الطوارئ لتقديم الإسعافات الطبية في حالة إصابة أحد الحضور ونفذ الأطفال عدد من الورش الفنية والأنشطة التفاعلية. وحضرت المنظمة الكشفية من أجل السلام بعدد من المواقع داخل المتحف وقدم كل موقع أنشطة وألعاب ومسابقات كشفية مختلفة، وتخلل الاحتفال بفقرات غنائية للفنانين مجد القاسم وإيمان البحر درويش وفرق الكورال وفقرات الفن الشعبي الاستعراضي. يوم للأطفال من جانبها قالت مديحة محمود إحدى المشرفات بإدارة الزاوية التعليمية إن مشاركة عدد من الأطفال الأيتام التابعين من مدارس منطقة الزاوية الحمراء في الاحتفاليات اليوم تعود عليهم بمردود إيجابي، مضيفة "اليوم انطلق الأطفال وفرحوا لكنهم في الأيام الأخرى لا يخرجون أو يروحوا عن أنفسهم ". وأضافت أن جميع المدارس تولي رعاية للأطفال الأيتام تتمثل في مبلغ شهري يتم صرفه لهم أو بعض الهدايا مثل الملابس، قائلة "نحن نرفع شعار لست وحدك فلا يقتصر الاهتمام على يوم واحد فقط فنحن نسعى على قدر استطاعنا لنكون مع الطفل ونعوضهم عمن فقدوه سواء الأم أو الأب فنعاملهم كأصحاب". وأكدت ضحى محمد مسئولة التنمية البشرية في مبادرة شباب في الخير أن يوم اليتيم ينبغي أن يكون يوم للأطفال بشكل عام لأن كلمة اليتيم تؤثر سلبا فيه وتعطيه شعور بالحزن، مضيفة أن سعي الناس لإدخال الفرحة لقلوب الأطفال أمر جيد لكن ينبغي ألا يقتصر الأمر على يوم واحد فيكون التواصل بشكل دائم. وأضافت هذا العام شارك نحو 1650 طفل من عدد من المحافظات المختلفة مثل المنيا والمنصورة وبعض دور الأيتام البعيدة عن الاهتمام، قائلة "نوفر لهم في هذا اليوم وجبات إفطار وغداء وفقرات ترفيهية مثل الرسم والتلوين والغناء ومهرجين من الشباب المتطوعين". وقالت إن الفريق تأسس منذ عام 2006 ونعمل بالمجهودات الذاتية وله العديد من الأنشطة لا تقتصر على يوم اليتيم فقط، مضيفة أن التواصل مع الجمعيات يكون طوال العام بتنظيم حفلات متعددة وفعاليات مثل إفطار رمضان توفير ملابس جديدة للأطفال وفي العيد وتنظم لهم رحلات لأماكن عديدة مثل مدينة كيدزنيا وكذلك متحف الطفل لكونه متحف تعليمي. وأوضحت أن أنشطة المبادرة لا تقتصر على الأطفال بل هي خيرية بشكل عام فتقدم شنط رمضان وكذلك دشنت حملات أخرى تسمى "أسقف" لعمل أسقف للبيوت وكذلك تركيب وصلات للمياه في الصعيد وتوزيع بطاطين في فصل الشتاء في الأحياء والقرى الفقيرة البعيدة نسبيا على الاهتمام. الاستمرارية في العطاء من جانبها أكدت سهام الجوهري عضو مجلس إدارة جمعية مصر الجديدة أن فعاليات اليوم كانت منظمة بشكل جيد والأجواء هادئة بمشاركة نحو 2000طفل و12 جمعية، مضيفة "سعادتنا من إسعاد الأطفال في هذا اليوم الذي نتمنى ألا يقتصر على يوم فقط وسعينا لتقديم كل الأنشطة والعروض مثل فرق الفنون الشعبية والأراجوز والساحر وفقرة المركز الثقافي لسفارة الهند وفريق الكورال وورش العمل الفنية في الرسم والكشافة والغناء والتلوين". وقالت الجوهري إن يجب أن يحدث اتصال بين جمعيات رعاية الأيتام لمعرفة ما ينقصهم وتوفيره سواء كان جانب مادي أو خدمي مثل الصحة والتعليم لأن الجمعيات لا تستطيع توفير كل احتياجاتهم، مضيفة أن الاحتفالات والألعاب تمر ويذهب مفعولها لكن يجب الاستمرارية في العطاء لكي يخرجوا أطفال أسوياء للمجتمع. وأوضحت أنهم يشكلون ورش عمل للأطفال يعملون بها أنشطة مختلفة ويتعلم بها الطفل كل شيء حتى خبز العيش والكيك، مضيفة "لدينا مكتبتين وهما المستقبل ومصر الجديدة تضم أيضا أنشطة مثل تعليم اللغات والكمبيوتر وحضانة ومكتبة خاصة بالصغار وأخرى للكبار وأنشطة فنية وتمثيل ومحاضرات وندوات للكتاب والمثقفين". وأكد الدكتور أسامة رضوان مدير مركز الطفل للحضارة والإبداع أن المركز يقدم خدماته طوال العام لأن هذه هي مسئوليته الاجتماعية كونه مؤسسة أهلية، مضيفا "اليوم شارك عدد من المتطوعين ساهموا في تقديم اليوم بشكل منظم فنشكرهم وهذا هو دورنا". وأوضح أن متحف الطفل يشرح إسهامات مصر في الحضارة الإنسانية وينفذ برامج ورحلات وأنشطة ويرعى الأطفال الموهوبين بعد عقد ورش عمل لهم لاكتشاف مواهبهم وهذا لا يقتصر على فترات الدراسة فقط بل في الإجازة الصيفية بعد التواصل مع المدارس والأسر مباشرة والمؤسسات الأهلية المختصة بالأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة والحضانات ومن خلالهم نعد برامجنا. وقالت فاطمة مصطفى نائب مدير المركز إن متحف الطفل يسعى للوصول للجمعيات البعيدة عن التركيز والاهتمام الإعلامي ولا تجد رعاة، مضيفة أن فعاليات اليوم لن تنتهي بنهاية الجمعة بل ستمتد طوال شهر إبريل بتوزيع تبرعات عدد من الشركات المتعهدة على الجمعيات ودور الأيتام في المناطق البعيد. وأشارت إلى أن المتحف يحدد نحو 15% من إجمالي إيرادات زواره للأيتام، موضحة أن الأيتام يحتاجون للاهتمام والخروج بعيدا عن أسوار دور الأيتام وأن يشعروا بقبول المجتمع لهم لأن الجانب المعنوي أهم من الماديات فشعورهم أنهم جزء من المجتمع ولهم دور فيه لأنهم إن شعروا بلفظ المجتمع المحيط لهم سنخلق مجرمين وليس مواطنين أسوياء.