تسعى المغرب لجذب المزيد من السياح من روسيا، والصين، وغرب أفريقيا، مستغلة حالة عدم الاستقرار فى الدول المجاورة التى تردع السياح عن الأسواق الأوروبية التقليدية. وقال وزير السياحة حسن حداد، فى مقابلة مع وكالة «بلومبرج» عقب زيارة قام بها الملك محمد السادس، إلى روسيا، إن الرباط تخطط لفتح خطوط جوية جديدة مع موسكو. وأوضح حداد أن روسيا تقدم للمغرب فرصة كبيرة فى قطاع السياحة، مؤكدا سعى بلاده لزيادة عدد الوافدين من روسيا بنسبة 400%، من حوالى 40 ألف سنويا إلى 200 ألف سنويا على مدى الثلاث سنوات المقبلة. ونقلت «بلومبرج» أن المغرب كانت بمنأى نسبيا عن الانتفاضات التى اجتاحت المنطقة فى 2011 وكانت السلطات تأمل فى زيادة الوافدين لضمان النمو المستقبلى للصناعة التى تصفها بأنها رئيسية. ولكن عدم الاستقرار فى تونس، ومصر، وليبيا، منذ أحداث الربيع العربى تسبب فى ابتعاد الزوار القادمين من أوروبا. ويمّثل قطاع السياحة نحو 10% من الاقتصاد المغربى ويأتى فى المرتبة الثانية بعد القطاع الزراعى، ويوظّف حوالى 400 ألف شخص. وسجّل قطاع السياحة أكبر انخفاض من السوق الفرنسى وهو الأكبر بالنسبة للمغرب حيث تراجع الزوار القادمون من باريس بنسبة 7% العام الماضى. وأشار حداد إلى أن القادمين من بلجيكا، وإيطاليا، وإسبانيا، تجنبوا المغرب، ولكن ارتفعت أعداد السياح القادمين من الولاياتالمتحدة، وبريطانيا. وبشكل عام، انخفض عدد المسافرين بنسبة 1% العام الماضي مقارنة بعام 2014، مع تراجع عائدات السياحة بنسبة 1.3% لتبلغ قيمة 59.3 مليار درهم وهو ما يعادل 6.1 مليار دولار أمريكى. وأكدّ حداد أن السياح لا يفرقون بين المغرب، ومصر، وتونس، ونعلم أن المغرب ستظل بلدا آمنا للغاية، ولكننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لإيصال هذه الرسالة للجميع. وأضاف الوزير أن المحادثات جارية مع بعض شركات الطيران، مثل «الخطوط الملكية المغربية» وشركة «ايروفلوت» لفتح خطوط جديدة بين موسكو، وسان بطرسبرج، ومراكش، وأغادير. وأشار إلى وجود خطط معلنة منذ عام 2014 لبدء رحلات جوية مباشرة من الصين، إلى المغرب، ولكن لم يجر إنجازها حتى الآن. وفى ضوء تصاعد عدم الاستقرار فى المنطقة، أعلنت المغرب فى فبراير، مراجعة رؤيتها لاستراتيجية السياحة فى 2020. وأطلقت الرباط خطتها فى عام 2010، وتهدف إلى خلق 200 ألف سرير إضافى و470 ألف وظيفة جديدة. وتكافح الدولة من أجل جلب المزيد من ركاب الترانزيت وتهدف إلى جذب 160 ألف زائر من غرب أفريقيا سنويا. وفتحت المغرب محادثات مع شركات طيران منخفضة التكاليف لجذب المزيد من السياح من أوروبا. وأكدّ الوزير أن دولته تسعى أيضا نحو خلق المزيد من الرحلات الجوية المباشرة بين الوجهات الأوروبية والمراكز السياحية فى بعض المناطق مثل ورزازات، والراشيدية.