للمرة الثانية يرتكب المستوطنون اليهود جريمة بشعة بحق عائلة الدوابشة، إذ استيقظ اليوم إبراهيم الدوابشة الشاهد الوحيد على جريمة حرق منزل عائلة الدوابشة التي وقعت العام الماضي على حريق جديد لمنزله في قريته دوما جنوب نابلس بعد إلقاء مستوطنين صهاينة زجاجات حارقة عليه وسريعة الاشتعال، وكما حرقوا الرضيع قبل عدة أشهر ارتكبوا اليوم الجريمة نفسها بحق الشاهد أيضا ، على إثره نقلت عائلة إبراهيم الدوابشة إلى مستشفى رفيديا لتلقي العلاج جراء إصابتهم بالاختناق ، وهو ما يثير تساؤلات حول الدافع لهذا الحادث خاصة أن الدوابشة هو الشاهد الوحيد على جريمة حرق منزل عائلة الدوابشة العام الماضي، ومطلوب للشهادة أمام المحكمة الإسرائيلية. فيما نفى مراقبون أن يكون الهدف من جريمة الحرق الثانية كون الدوابشة هو الشاهد الوحيد على حرق عائلة الدوابشة يوليو الماضي فقط، وإنما بدافع القتل مجددا وإعدام العائلة واستخدام نفس سياسات المستوطنين اليهود في الانتقام من العائلة مثلما حدث من قبل مع سعد الدوابشة وزوجته وطفله الرضيع. ردود فعل وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية في تصريحات له إن كافة المؤشرات تشير إلى أن من قام بهذا العمل هم المستوطنون سواء من حيث طريقة تنفيذ الهجوم بالقنابل الحارقة ونوعية القنابل المستخدمة وتوقيتها. وفي تعليقه على الحادث قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود في تصريحاته لوكالة معا الفلسطينية إن استمرار التصعيد الاحتلالي ضد أبناء شعبنا والذي يتمثل بمواصلة جرائم الإعدام الميدانية اليومية ضد الأطفال والشبان ومصادرة الأراضي والممتلكات وفرض سياسة العقاب الجماعي وتدنيس المقدسات وإفلات قطعان المستوطنين ضد الأهالي الآمنين في بيوتهم، لن يثني شعبنا وقيادته عن مواصلة الكفاح. وأضاف الناطق باسم الحكومة أن الاحتلال ومن خلال تصعيده العدواني يعيد إنتاج كافة أساليبه وخياراته في الانتقام من شعبنا بهدف ترهيبه وتركيعه والضغط من أجل التأثير على مواقف القيادة، وهذه الأساليب قاومها شعبنا وأفشلها في الماضي ولن تجد لها أي جدوى لا في الحاضر ولا في المستقبل. فيما قال صائب عريقات أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير إن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزرائه يتحملون المسؤولية عن جريمة إحراق منزل الدوابشة، مضيفا "هذه جرائم حرب ضد مدنيين عزل، تتحمل حكومة الاحتلال مسؤوليتها مباشرة، لتقاعسها عن اعتقال المستوطنين الإرهابيين المستمرين في ارتكاب جرائمهم دون أي حسيب أو رادع". وأضاف "نأمل أن يعجل المجلس القضائي في محكمة الجنايات الدولية، البت في القضايا التي رفعت إليه في ديسمبر الماضي من قبل الرئيس عباس، والتي منها جريمة إحراق عائلة الدوابشة، مشيرا إلى أن الاحتلال بات من الواضح أنه ماض اكثر في ارتكاب الجرائم، وفي محاولة إظهار انه الضحية لا الجلاد". فيما قالت حركة حماس في بيان لها إن إحراق المنزل "لن يطمس حقيقة الجريمة ومعالمها، وما يتم ارتكابه من جرائم بحق الفلسطينيين"، مضيفة أن الحادثة ستظل "شاهدة على إجرام المستوطنين وتواطؤ قادة الاحتلال معهم وعدم محاكمتهم والتستر على إرهابهم ضد الفلسطينيين".