يواصل جيش نظام الرئيس السوري بشار الأسد قمعه العنيف للمحتجين المطالبين برحيل النظام ، في الوقت الذي تعتزم فيه الدول العربية قطع العلاقات التجارية مع الحكومة السورية وتجميد أصولها . وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن قوات الجيش شنت اليوم الأحد حملة مداهمات في حي الخالدية بمدينة حمص الواقعة وسط البلاد، مما تسبب في مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفل.
ويأتي في الوقت الذي من المقرر فيه أن يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا في جامعة الدول العربية بالقاهرة لمناقشة وإقرار توصيات وزراء المالية العرب بفرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا من بينها منع سفر كبار الشخصيات والمسئولين السوريين إلى الدول العربية وتجميد الأرصدة المالية للحكومة السورية.
وأعدت مسودة العقوبات التي ستؤدي إلى تفاقم حجم الأزمة الاقتصادية السورية وعزلة دمشق الإقليمية خلال اجتماع للجنة اقتصادية في القاهرة يوم السبت. وسترفع هذه التوصيات إلى وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون الأحد في العاصمة المصرية لمناقشتها وإقرارها. وطبقا للمسودة فإن العقوبات ستتضمن حظرا على سفر كبار المسؤولين السوريين ووقف رحلات الطيران إلى سوريا. كما جاء في المسودة أن الدول العربية ستجمد تمويل مشروعات في الأراضي السورية وان البنوك المركزية العربية ستراقب التحويلات المصرفية وخطابات الاعتماد للتأكد من الالتزام بالعقوبات. ولن يتم عرقلة التحويلات التي يرسلها السوريون العاملون في الخارج. وأشارت المسودة إلى أن العقوبات يجب ألا تؤثر على الحياة اليومية للشعب السوري أو تهدد احتياجاتهم الأساسية مثل الحصول على المياه. ولم يتضح على الفور كيف سينفذ عمليا أي حظر عربي على سوريا يذكر أن الاقتصاد السوري يترنح بالفعل بعد أشهر من الاضطرابات ومما ساعد على تفاقم الأمر عقوبات أميركية وأوروبية على صادرات النفط والعديد من المشروعات الحكومية واتخذ الإجراء بعد امتناع دمشق عن السماح باستقبال مراقبين في إطار مبادرة موسعة للجامعة العربية تهدف لإنهاء الحملة الدموية التي يقودها الأسد لإنهاء ثمانية أشهر من احتجاجات قالت الأممالمتحدة إن نحو 3500 شخص قتلوا خلالها. ورغم تعهد سوريا في وقت سابق الشهر الحالي بسحب الجيش من المناطق المدنية والسماح لدخول مراقبين فقد تواصل العنف مما دفع الجامعة العربية لاتخاذ خطوات انتقامية وأثار انتقادات من جانب تركيا واقتراحات من جانب فرنسا لتدخل إنساني. الأمن السوري ميدانيا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 27 مدنيا قتلوا في سوريا يوم السبت اغلبهم برصاص قوات الأمن في مدن حمص والقصير. وأضاف أن منشقين عن الجيش قتلوا 22 جنديا في خلال مهاجمتهم قافلة كانت متوجهة لبلدة معرة النعمان موضحة أن جثامين ثلاثة جنود اثنان منهم من المنشقين قد أعيدت لذويهم وقال المرصد في بيان سابق له السبت " إن 16 شهيدا سقطوا في مدينة حمص السبت بينهم 14 بإطلاق رصاص من بينهم ثلاثة أطفال في الثانية والتاسعة والعاشرة من عمرهم، إضافة إلى شهيدين تحت التعذيب". وأضاف "في مدينة القصير سقط ثمانية شهداء خلال مداهمات وإطلاق رصاص في قرية البويضة الشرقية بينهم رجل وثلاثة من أبنائه". وتحدث المرصد أيضا عن "استشهاد طفلة في العاشرة من عمرها في مدينة تلكلخ متأثرة بجروح أصيبت بها خلال إطلاق رصاص مساء الجمعة". ولفت المصدر نفسه إلى "شهيد من قرية الرامي في محافظة ادلب قضى تحت التعذيب". وفي مدينة ديرالزور، قال المرصد إن "مواطنا استشهد في حي المطار القديم اثر مداهمات بعد منتصف ليل الجمعة السبت". وكان المرصد قد أشار صباح السبت في بيان إلى "قيام قوات أمنية وعسكرية بحملة مداهمات واعتقالات في قرية البويضة الشرقية التابعة لمدينة القصير ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح واعتقال نحو 16 مواطنا". وفي ريف ادلب شمال غرب، قال المرصد إن السلطات السورية سلمت "جثمان مجند في الجيش إلى ذويه في قرية كنصفرة بعد أربعة أيام من اعتقاله بعد انشقاقه كما سلمت السبت جثمان شاب من قرية الرامي إلى ذويه قضى بعد تعرضه لتعذيب وحشي". وفي مدينة حمص، ذكر المرصد أن السلطات سلمت "جثمان عسكري منشق إلى ذويه في قرية ديربعلبة". وفي ريف دمشق، تم تسليم جثمان عسكري مجند إلى ذويه في بلدة كناكر، وفق المصدر نفسه. وأضاف المرصد "اقتحمت قوات امنية وعسكرية صباح السبت بلدة قلعة المضيق في سهل الغاب ريف حماة وقامت بحملة مداهمات في البلدة". من جهة ثانية، ذكر المرصد في بيان له أن "مجموعة منشقة هاجمت السبت قافلة عسكرية متجهة من قرية الغدقة إلى معرة النعمان بريف ادلب مما أدى إلى مقتل 22 جنديا وجرح أكثر من أربعين عنصرا جروح الكثير منهم خطرة". وأشار المرصد إلى أن معظم عربات القافلة المؤلفة من سبع عربات بينها ثلاث سيارات رباعية الدفع قد دمرت. كما أكد المرصد أن المجموعات المنشقة المهاجمة انسحبت من المنطقة دون أن تتكبد خسائر في صفوفها. وكان المرصد قد أفاد في بيان سابق صباح السبت أن اشتباكات دارت مساء الجمعة في دير الزور بين القوات الأمنية والعسكرية ومنشقين عنها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرة من عناصر الجيش والأمن وجرح العشرات وإصابة ثلاثة منشقين بجروح احدهم بحالة حرجة.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار الماضى احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، أسفرت حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن، حيث تلقى السلطات السورية باللائمة في هذا الأمر على ما تصفها ب"جماعات مسلحة" مدعومة من الخارج، فيما يتهم المعارضون السلطات السورية بارتكاب أعمال عنف ضد المتظاهرين.