تواصلت لليوم الثالث على التوالي باليمن ردود الأفعال المتباينة بين مؤيد ومعارض للتوقيع على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية لحل الأزمة السياسية اليمنية الراهنة ، والتي وقعت يوم الأربعاء الماضي بالعاصمة السعودية الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. فعلى صعيد تأييد التوقيع على المبادرة نظمت الجماهير اليمنية مسيرات سلمية في صنعاء وعدد من المدن اليمنية ومنها رداع بمحافظة البيضاء ، أكدت مباركتها للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، وعبر هؤلاء عن التقدير لدول مجلس التعاون الخليجي وجهودهم من أجل التوصل إلى توقيع المبادرة وآلياتها بالتعاون مع المجتمع الدولي ممثلا في الأممالمتحدة ومجلس الأمن.
ودعا المشاركون في هذه المسيرات المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب الشعب اليمني ومساعدته في سير تنفيذ ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة ، وأكدت مسيرة مدينة "رداع " في بيان لها تأييدها للكامل للمبادرة وآلياتها ، والتطلع إلى السير قدما في وضعها موضع التنفيذ.
وفي نفس السياق عبرت قيادات وقواعد وأعضاء المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم ) بمحافظة "ريمه" غرب العاصمة اليمنية عن تقديرها لجهود القيادة السياسية والحزب الحاكم التي كللت بتوقيع المبادرة ، وقالت في بيان لها اليوم إنه يجب على جميع القوى الالتزام بتنفيذ آليات المبادرة من أجل مصلحة البلاد.
كما دعا نائب وزير الشباب والرياضة معمر مطهر الإرياني كافة القوى السياسية إلى فتح صفحة جديدة عنوانها المحبة والتسامح والإخاء والسلام ومشاركة الجميع في الفعل الوطني التاريخي ، وقال في تصريح صحفي "إن هذا الاتفاق وهذه التسوية السياسية جسدت الحكمة اليمنية بكل تجلياتها وانتصرت لإرادة الشعب ومثلت اليوم طوق النجاة الوحيد لخروج اليمن من هذه الأزمة".
في المقابل وعلى صعيد ردود الأفعال الرافضة للتوقيع على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ، طالبت مسيرة رجالية ونسائية احتجاجية اليوم السبت بصنعاء، بتطهير البلاد ممن وصفتهم ب"بقايا نظام صالح الذي أجبر على وقع احتجاجات الثورة الشعبية على التنحي يوم الأربعاء بعد 33 عاما من الحكم" - حسب شعارات المسيرة.
ودعا المتظاهرون في المسيرة التي انطلقت من ساحة التغيير مركز الاحتجاج الدائم - أمام جامعة صنعاء وسط العاصمة - إلى محاسبة الرئيس صالح وأركان نظامه بتهمة قتل المتظاهرين والسكان المدنيين وتقديمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارهم "مجرمي حرب" - حسب اللافتات المرفوعة.
وطالب المتظاهرون بإلغاء بند الحصانة للرئيس صالح ومعاونيه من المبادرة الخليجية ، وأكدوا أن المبادرة لم تحقق لهم سوى إجبار الرئيس صالح على نقل صلاحياته الكاملة لنائبه ، كما أكدوا أن ثورتهم السلمية مستمرة حتى تتحقق جميع مطالبهم وأهداف الثورة كلها ، خاصة إسقاط النظام كله - في إشارة إلى أقارب الرئيس صالح في المناصب القيادية المدنية والعسكرية والأمنية -.
وقد رفع المشاركون في المسيرة الذين تقدر أعدادهم بالآلاف شعارات "تعهد بالوفاء لدماء الشهداء" ، وتؤكد على السير على نهجهم والقصاص من قاتليهم وتقديمهم للقضاء.
وقد شهدت عدة محافظات يمنية مظاهرات ومسيرات احتجاجية مماثلة ومنها محافظات تعز وإب وذمار ، وكان الشعار المشترك لهذه المسيرات الاحتجاجية هو المطالبة بمحاكمة الرئيس صالح ومعاونيه ورفض المبادرة الخليجية لمنحها حصانة قضائية لهم.