دعت الصين اليوم الخميس جميع الأطراف المعنية بالقضية النووية الكورية إلى الهدوء وضبط النفس والتوقف عن القيام بأي أفعال أو تصريحات استفزازية بعد أن أطلقت كوريا الشمالية صاروخين باليستيين وأعلنت تصفية كل ما لكوريا الجنوبية من ممتلكات على أراضيها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "هونج لى"- فى تصريح صحفي اليوم - إن ما قامت به بيونج يانج هو رد فعل قوى على المناورات الضخمة والواسعة النطاق التى بدأت كوريا الجنوبية فى إجرائها مؤخرا بالاشتراك مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، بحسب وكالة "أ ش أ". وجدّد هونج إعرابه عن القلق الشديد من الأوضاع المعقدة والحرجة فى شبه الجزيرة الكورية، مطالبا الأطراف ذات الصلة بالسعي للتهدئة لتجنب المزيد من التصعيدات والتوترات، ومؤكدا أن الحفاظ على سلام واستقرار المنطقة يصب في مصلحة الجميع. كان وزير الخارجية الصينى "وانغ يى" حذّر أمس نظيره الأمريكي جون كيرى من الأجواء المشحونة فى شبه الجزيرة الكورية، مشددا على الحاجة إلى التهدئة وضبط النفس وتجنب الاستفزازات، حيث ناقشا عبر الهاتف أهمية الأخذ فى الاعتبار عند التعامل مع الأحوال فى شبه الجزيرة الكورية إلا يكون هناك أي ضرر للمصالح الأمنية والاستراتيجية للصين. كما علّق المتحدث باسم الخارجية أمس، على إعلان كوريا الجنوبية لقرار أحادي بفرض عقوبات على جارتها الشمالية بقوله إن الصين لا تؤمن بأن هذا القرار الفردى من جانب سول سيؤدى إلى حل المشكلة الخاصة ببيونج يانج، داعيا جميع الأطراف ذات الصلة بالقضية النووية الكورية إلى أن يتصرفوا بحكمة وهدوء أعصاب ويتجنبوا تصعيد التوترات. كما أكد المتحدث ثبات الصين على موقفها الواضح من نزع السلاح النووي فى المنطقة، وذلك فى رد فعل على إعلان زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون أن بلاده نجحت فى إنتاج رؤوس نووية مصغرة ممكن حملها على متن صواريخ باليستية. ودعا المتحدث إلى السعي لحل المشكلة الكورية النووية عن طريق الحوار في سبيل الحفاظ على استقرار وسلام المنطقة. وكانت الصين قد دعت يوم الجمعة الماضية إلى اتخاذ جانب الحذر والحيطة وضبط النفس بعد أن أصدر زعيم كوريا الشمالية أوامره لبلاده بالتأهب النووي وبأن تكون جاهزة لاستخدام ترسانتها النووية فى أي وقت، وكذا إعلانه تحويل وضعية جيش بلاده إلى ما يسمى بوضع "الهجوم الوقائى" بسبب التهديدات التي تواجهها وتهدد بقاءها. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية فى تعليق على التطورات بالمنطقة منذ إصدار مجلس الأمن الدولي لقراره الجديد بفرض حزمة عقوبات جديدة على بيونج يانج، أن الصين تأمل أن يظهر جميع الأطراف المعنية ضبط النفس وأن ينتبهوا الى ما يصدر عنهم من أقوال وأفعال لتفادى حدوث المزيد من التصعيدات. ووصف هونج الأوضاع الإقليمية الحالية بالشائكة والمعقدة، وكشف أن الصين كانت وما تزال على اتصال بكوريا الشمالية بشأن الوضع فى شبه الجزيرة الكورية، وذلك فى رد له على سؤال حول ما إن كانت الاتصالات بين الجانبين مازالت مستمرة حتى بعد أن تبنى مجلس الأمن الدولي أول أمس قرارا بفرض حزمة جديدة من العقوبات ضد بيونج يانج. وكانت الصين قد أعربت فى وقت سابق عن أملها في أن يتم تنفيذ القرار 2270 لمجلس الأمن الدولي بشأن كوريا الشمالية بكل حذافيره، كما أكد وزير الخارجية الصيني أول أمس أن بلاده تتحلى بالمسؤولية والقدرة اللازمة لتنفيذ هذا القرار الدولي. وأشار الوزير إلى أن القرار لا يشمل عقوبات جديدة فقط ولكنه يدعو كذلك إلى استئناف المحادثات السداسية ويطالب جميع الأطراف المعنية بالوضع فى شبه الجزيرة الكورية أن يتجنبوا القيام بأي فعل يؤدى إلى تأجيج التوترات. كما حذّر من أن ترك الأوضاع تتفاقم فى المنطقة قد يؤدى إلى نتائج كارثية للجميع، مؤكدا أن الصين لن تقف مكتوفة الأيدى فى وجه أي محاولة لزعزعة استقرار المنطقة وتهديد مصالحها الأمنية الوطنية. وجدّد الدعوة الى الالتزام بمسارين متوازيين فى نفس الوقت وذلك بالمضى فى جهود إزالة الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية وإيجاد آليه لتحويل الهدنة بين شطرى كوريا الى اتفاقية دائمة للسلام، مؤكدا إيمان الصين بأن هذين المسارين سيحققان الهدف فى إزالة المخاوف والهواجس التى تنتاب جميع الأطراف المعنية، وكذا فى جلب السلام والاستقرار لشبه الجزيرة الكورية. كما كرر تأكيداته بأن الاعتماد على العقوبات والوسائل العسكرية فقط لن يؤدى لأي حلول جوهرية ولكنه سيزيد من تعقيد الأوضاع، مشددا على مساندة الصين لأي تسوية سياسية تتوافق مع ميثاق الأممالمتحدة وتؤدى إلى حل الخلافات بشكل سلمى لأن فى هذا فائدة الجميع وصالح المجتمع الدولي بأسره.