على أنغام الموسيقى الفيتنامية ، و اللوحات التى تبرز جمال هذا البلد ، حدثنا السفير الصينى "دؤ هوانغ لونغ" ، عن الشعب الفيتنامى الذى عرف بصموده و عزيمته ، بعد الانتصار على الاحتلال الأمريكى ، استطاعت البلد أن تنفض عنها غبار الحرب ، و تنهض من جديد بقوة شعبها ، فقد أدركت فيتنام أن قوتها الحقيقية تكمن فى العنصر البشرى ، و استطاعت من خلاله أن تتحول لبلد مزدهر ، و قوة اقتصادية معترف بها عالميا . جاء ذلك خلال ندوة "تجربة فيتنام البازغة وآفاق العلاقات المصرية الفيتنامية" التى ألقاها السفير الصينى دؤ هوانغ لونغ ، بمكتبة مصر العامة ، وصاحب الندوة معرض للصور الفوتوغرافية عن فيتنام للدكتور يوسف مظهر، وكيل أول وزارة الصناعة سابقا وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية ، و حضر اللقاء العديد من الدبلوماسيين .
واحتفى السفير عبد الرءوف الريدي بالقصة البطولية لمقاومة الشعب الفيتنامى فى الحرب الأمريكية ، و أشار أن فى الوقت الحالى صنعت فيتنام معجزة جديدة على الصعيد الاقتصادى و بناء الدولة من جديد بعد ما أصابها فى الحرب . من جهته عبر السفير الفيتنامى دؤ هوانغ لونغ عن تأثره بهذه الحفاوة بالشعب الفيتنامى و ما لاقاه من ترحيب . و بدأ محاضرته بالحديث عن الموقع الجغرافى لفيتنام ، و برغم المسافات بين مصر و فيتنام ، لم تمنع تلك المسافات أواصر العلاقة المصرية الفيتنامية التى تمتد لخمسين عاما . الحرب والصمود تحدث السفير أن فيتنام مرت بحربين و استطاعت الانتصار فيهم ، بالانتصار على الفرنسيين فى معركة دين بين فو عام 1945 ، و معاناتهم من تبعات الحرب العالمية الثانية ، و بعد أن ظنوا ان المتاعب قد انتهت ، جاءت الحرب الأمريكية ، و التى أتت على الأخضر و اليابس ، و تركت فيتنام بعد تدمير بنيتها التحتية ، و بالعزيمة استطاع الشعب و القيادات توحيد الوطن من جديد فى عام 1975 . و تابع السفير حديثه عن تداعيات الحرب ، و الفترة العصيبة التى امتدت من عام 1975 إلى عام 1986 ، و الحصار التى ضربته عليهم الولاياتالمتحدة ، و ركود الاقتصاد ، وعدم وجود طعام كافى ، و أشار السفير أنه كان طالب فى ذلك الوقت و تم غلق الجامعات لعدم مقدرتهم على إطعام الطلاب ، و لكنهم استطاعوا تجاوز ذلك ، برغم ضعف البنية التحتية ، و انخفاض القوة العاملة ، و معاناتهم من آثار الحرب من جوع و فقر . تجربة النهضة الفيتنامية و مع بداية عام 1986 بدأت فترة الإصلاح و القيام بالدولة ، و تم إطلاق العنان للقوة العاملة ، لتبنى آلية اقتصادية جديدة ، بناءا على السوق الموجه الاشتراكى . أما فى الناحية الاجتماعية قال السفير أن الحزب الشيوعى استهدف إتباع سياسة تخفيف وطأة الفقر على الشعب ، و انصب اهتمامهم على التعليم و بناء قانون يحكم المجتمع من قبل الشعب و من أجل الشعب ،واستطاعوا تطوير المجتمع مع الحفاظ على الهوية الثقافية ، و امتدت علاقاتهم الخارجية و علاقة الصداقة مع جميع الدول ، فى السعى من أجل السلام و التنمية و احترام الاستقلال و حق الشعوب فى تقرير مصيرها . و لفت السفير أن العام الماضى احتفلت فيتنام بمرور ثلاثين عام على تلك السياسات الإصلاحية التى أنتجت مجتمع مزدهر و متحضر ، و إطلاقها لخطة إصلاح جديدة للثلاثون عام القادمة . و عن الاقتصاد الفيتنامى و ما شهده من نمو سريع فقد وصل حجمه ل 204 مليارات دولار أمريكى ، و قد حصلت على اعتراف 59 دولة باقتصاد فيتنام بأنه اقتاد السوق ، و استطاعت فيتنام أن تتجاوز حجم تجارتها 350 بليون دولار أمريكى فى 2015 ، و الاستثمار الأجنبى المباشر وصل إلى 250 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2015 . و قال دؤ هوانغ أن أكبر مكسب لفيتنام هو تنمية الشعب و القوة العاملة التى استطاعت أن تدعم الاقتصاد و تطوره . و عن العلاقات الثنائية مع مصر ، قال السفير أنه شغف بمصر منذ طفولته من خلال الصور و الحكايات و الأفلام ، و لقد ساندت الدولتان بعضهما لوقت كبير ، ووقفت مصر مع فيتنام خلال الحرب ، و جمعتهم علاقات دولية و سياسية جيدة ، وزار الرئيس الفيتنامى مصر 3 مرات . و تابع أن كلا البلدين يعدا من الأسواق الكبيرة ، و هما بواية السوق الإقليمية لجنوب شرق آسيا ، و شمال أفريقيا " الشرق الأوسط " ، و كلاهما يعدا من الاقتصاديات المتكاملة . و تمنى السفير أن يكون هذا الحدث سبيلا لتدعيم العلاقات بين البلدين و تعميقها . حياة فيتنامية فى مصر تحدثت طالبة فيتنامية عن تجربتها لتعلم اللغة العربية فى مصر و ما واجهته من صعوبة مع العادات الجديدة ، و الاختلاف الزمنى بين البلدين ، و لم تكن تستطيع الأكل فى البداية لغرابة الأكل المصرى عليها ، و كانت حزينة و تريد العودة ، و لكنها حاليا تحب الأكل المصرى جدا و خاصة الكشرة و الجلاش و الملوخية ، و كونت صداقات، وشغفت بالحضارة القديمة لمصر ، و كذلك مصر الحديثة ، و عندما زارت مكتبة الإسكندرية شعرت أنها فى جنة لا تريد أن تغادرها ، و انبهرت بمعابد الأقصر و أسوان و جمال نهر النيل ، قائلة أصبحت أشعر أن مصر بلدى الثانى ، و فيتنام بلدها الأول تتمنى للجميع زيارتها ، قائلة : هى دولة جميلة و الناس هناك نشيطة . جولة فى فيتنام من جانبه أخذنا د. يوسف مظهر فى جولة فى فيتنام و ثقافتها و عاداتها ، و شاركنا رحلته لفيتنام و عاصمتها هانوى ، وهو صاحب معرض الصور التى تظهر لنا جمال البلد ، و عناصر ثقافتها ، و شعبها الكادح . و تحدث مظهر عن الشعب الفيتنامى ، من قبائله التى تعبر عن جذور فيتنام ، و كل قبيلة لها عاداتها و ثقافتها الخاصة ، و العمال هناك يرتدون ملابس زاهية و أعمالهم اليدوية متقنة ، و عمال النظافة فى الحدائق يبدون مهندمين و عملهم منظم ، كما شارك فى حفل لخريجى الجامعات ، و عبر عن سعادته لمشاركتهم هذه اللحظة الخاصة ،و عن الأعراس فى فيتنام ، قال أنها راقية و هادئة بعيدا عن الصخب ، و يذهب العروسان لالتقاط الصور بجوار أحد التماثيل الكبرى فى المدينة . وقال مظهر أن الشعب هناك لطيف و محبب ، و لم يعترضوا على أخذ صورهم ، كما يمكن ان يحدث فى دول أخرى . و انتقد مظهر العادة السيئة لحرق الأرز و ما تخلفه من سحب سوداء ، و هذا لا يحدث فى فيتنام و الارز وجبة هامة هناك ، و يستخدمونه فى صنع الورق بديلا عن حرقه ، كما تحدث عن الأضواء الملونة المبهجة ، و حرفية العمل اليدوى ،و الألوان التى تظل زاهية على الأوعية الفيتنامية ، و الأطباق و المزهريات المصنوعة من السيراميك المعروفة عندنا بالصينى ، هى فى الحقيقى مشهورة عن آسيا كلها ، كما تعرف فيتنام بالمحار . و عرض بشكل سريع الأماكن التراثية فى فيتنام و جمالها الطبيعى ، قائلا هناك 4 أماكن مسجلة كتراث طبيعى على قائمة التراث العالمى اليونسكو حيث تتميز فيتنام بجزرها و رحلاتها النهرية ، و الشلالات منتشرة هناك ، و المنازل التقليدية ، و الجبال التى يعرض فيها القبائل حرفهم اليدوية ، و المعابد و صنعتها المعمارية الجميلة للديانة . أما عن الموسيقى التقليدية الفيتنامية الرائعة فتندمج مع عرض دمى مائى ، و خاصة دمية التنين و هو رمز هام للدولة . تراث فيتنام وفى السطور التالية نعرض لكم 4 مواقع تراثية فيتنامية ضمتها قائمة التراث العالمى اليونسكو ، مثل "خليج هالونغ" يمتد ساحل الخليج بطول 120 كيلومتر وتبلغ مساحة الخليج نحو 1553 كيلومتر مربع وبه أكثر من 2000 جزيرة صغيرة ، أكثرها يتكون من جبال الحجارة الكلسية. يقع خليج ها لونج شرقا من عاصمة فيتنام " هانوى " ، وقد أضافته اليونسكو إلى قائمة التراث الإنسانى . و " قلعة سلالة هو" المعروفة بأنها الموقع التراثى الأغرب ،و التى بنيت عام 1395م، لحماية داي نام من الهجوم الصيني ،تختلف قلعة سلالة هو الفيتنامية عن غيرها من مواقع اليونيسكو للتراث العالمي ، فهو عبارة عن أربعة جدران فقط تحيط بأرض زراعية. ورغم بساطة الموقع، إلا أن منظمة اليونيسكو أدرجته في العام 2011 ضمن قائمتها للتراث العالمي. وأشارت المنظمة إلى أن الموقع يقدم "مثالاً رائعاً لتصميم جديد لمدينة ملكية في جنوب شرق آسيا." وتتكون الجدران من حجارة ضخمة، يعود عمرها إلى 600 عام. وفي كل جدار، يوجد مداخل بحالة ممتازة. وتُوجد داخل القلعة حقول رائعة من الذرة والأرز، بالإضافة إلى برك من الماء وطرق زراعية. "منتزه فونك نها - كه بانغ القومي" ، هي حديقة وطنية وموقع من التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو في شمال وسط فيتنام تبعد حوالي 500 كم جنوب العاصمة هانوي ، تشتهر منطقة نها فونك- كه بانغ بالكهوف حيث تضم حوالي 300 من الكهوف والمغاور ويصل إجمالي طولها نحو 70 كيلومترا ، الكهف يحتوي على غابة كبيرة داخله ونهر جاري ، و يعد أطول معبر كهفي. هوي أن Hội An وتُعرف كذلك بإسم فايفو Fai-Fo وهي مدينة قديمة ، تُطل هذه المدينة على بحر الصينالجنوبي ويبلغ عدد سكانها 121,716 نسمة ومساحتها حوالي 2000 كلم مربع ، تشمل هوي أن عدة متاحف للفن الصيني ,أربعة منازل شهيرة وصيدلية على الطريقة الفيتنامينة وجسر على النمط الياباني. كما أن بها معبدا يسمى "معبد كوان كونغ".