عن أزمة الدراما التلفزيونية والسينمائية تحدث أهل الفن و الثقافة ، عن " فن السبوبة " و ظاهرة " عنف التفكير" و " عبيد الإعلام " وتوجيه الرأى العام من خلال الإعلام و الفن الهابط ، و ما نشهده من انهيار السينما ، و اتجاه الدراما هى الأخرى للانهيار ، و كيف أن الدولة غائبة عن تمويل الفن ، و برغم تقدير الرئيس عبد الفتاح السيسى للقوة الناعمة ، لكن لم يحدث ما يترجم هذا الاهتمام ، و تظل الدولة لا تعى قوة الفن ، و لا تعرف أولوياتها . عن الأزمة والحلول عقد مؤتمر " الدراما التلفزيونية والسينمائية -المشكلة ومحددات الحلول " التى نظمها اتحاد الكتاب - وغاب عنه رئيس الاتحاد علاء عبد الهادى – تحدث فيه السيناريست وحيد حامد ، و السيناريست مدحت العدل و الناقد أمير أباظة ، و السيناريست والكاتب بشير الديك ، والمخرج عمر عبد العزيز . القوة الناعمة تحدث الناقد أمير أباظة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤمن بالقوة الناعمة ، و لكن حتى الآن لم نرى أى جديد لمساندة تلك القوة الناعمة . من جانبه قال بشير الديك أن الدولة وصلت لحالة انهيار كامل ، و هناك محاولات جادة لإعادة البناء ، و أكد أن على تلفزيون الدولة دور هام للوصول للمجتمع الذى نصبو إليه ، و من أهم أدواته الدراما التى ترسم ملامح المجتمع ، و يجب أن تكون جاذبة و مؤثرة ، لافتا أننا أصبحنا " عبيد الإعلام " قائلا نحن لسنا ضده ، و لكن يجب ترشيده . فن السبوبة فيما تحدث السيناريست وحيد حامد عن الخط الفاصل بين الحرية و الفوضى ، مشيرا أن جيلهم تربوا على أدب و دراما ، انهارت فى هذا الجيل ، مع انتشار الألفاظ السوقية ، و الانحطاط فى اللفظ و المعنى ، بحجة التعبير عن الشارع المصرى ، و لفت أن هناك ظاهرة " عنف التفكير " لدى كتاب الدراما . و اشار أنه لما كتب فيلم " النوم فى العسل " رفع عليه قضية بأنه يسئ للدين الإسلامى و المسيحى ، و برغم أن الفيلم موضوعه الجنس ، لكنه لم يحوى أى شئ يخدش الحياء ، مؤكدا أنه لا ينشر القبح و لا الجنس المكشوف ، و لا مانع من الجرأة و لا قيود على المبدع على إلا يخدش الحياء ، و أن نجيب محفوظ و يوسف إدريس من أفضل من كتبوا عن الجنس بصورة غير جارحة ، و أن القضايا الحياتية و الوطنية هى ما يجب أن تشغل المبدعين . و تابع :إن إدراك الفنان و المبدع أعلى من إدراك الحاكم و السياسى، و أن الفنان هو من يقود الدولة ، و دور الفن هو الارتقاء بالمجتمع ، لكن الأفلام الرخيصة بأدائها و ألفاظها تأخذ الناس لقاع المجتمع ، و قائلا :لا يجب أن نقدم أى تنازلات ، و من حقنا الاعتراض على الرقابة . و انتقد حامد غياب الدولة عن إنتاج السينما و الدراما ، و أن الاهتمام فى الأعمال مرتبط بفكرة السبوبة ، داعيا للتخلص من " فن السبوبة " ، مشيرا أن الرقابة الحالية مخترقة ، وأننا بحاجة لرقابة مستنيرة تقوم عليها النقابات الفنية . و ختم وحيد حامد قائلا ، أن مسلسل الجماعة الجزء الثانى يعمل عليها حاليا ، و رفض عرض حصرى للمسلسل من ام بى سى ، قائلا أنه يريد ان يعرض فى العديد من القنوات ليراه الناس . انهيار الفن من جهته قال المنتج محمد العدل أنهم يرفضون التعامل مع " ام بى سى " اعتراضا على سياستها ، و أن ندار من الخارج ، فى حين نهدى مسلسلاتنا للتلفزيون المصرى، و قال أن الدولة ليس لديها فعلا ميزانية للإنتاج ، و لا تعرف أولوياتها ، فكيف لأسامة هيكل من يترأس مدينة الإنتاج الإعلامى ، لم يقم بإنتاج أى أعمال خلال عامين ، قائلا أن التلفزيون المصرى لا يقدموا أى قيمة أو متعة . و أشار أن السينما انهارت ، و الدراما فى اتجاهها للانهيار ، وأن الدولة لا تعى قوة الفن و دوره فى خدمة المجتمع و الوطن ، و أن عبد الناصر الذى قيل عنه ديكتاتور ، كان يعى دور الفن ووظفه بشكل جيد ، لم يعيه غيره من الحكام ، و ان المثقفين و الفنانين كانوا متصدرين فى الثورة ، و هم اول من تصدروا للأخوان . و قال إن الدراما و السينما و الدولة و الشعب يعانوا من حالة سيولة ، شعب فقد ذاكرة الأخلاق ، و نندهش ان من يحضروه ليعلمنا الاخلاق هو عمرو خالد ! و عن مسلسل " تحت السيطرة " قال أن مريم نعوم جلست مع 300 حالة يعانون من الإدمان ، و لذلك خرجت القصة حقيقية ، و تركت اثر لدى الجمهور . مؤامرة للقضاء على الفن وقال المخرج عمر عبد العزيز ، أن هناك مؤامرة على الفن المصرى لإنهائه ، و أن الفنانين العرب عددهم زاد فى المسلسلات المصرية ، و ان المصريين بدأوا يفقدوا لهجتهم مع الأعمال المدبلجة ، مشيرا أن الفن قوة كالجيش ، ولو انهار فالدولة فى خطر ، محذرا من خطر الدراما الوافدة على الهوية . فيما اختلف المخرج السعودى عابد نافيا عدم قدرة الحكومة المصرية على تمويل الفن ، بل السبب الحقيقى هو عدم إيمانهم بالرسالة ، شاعرا بالأسى من حالة توجيه الرأى العام الموجودة فى الإعلام و الفن الهابط الذى يروج البلطجة و البذاءة ، واستبعد وجودة خطة لتدمير الفن المصرى . و تحدث عن تجربته مع فيلم " أوراق التوت " التى أبرزت أن من يريد أن ينشر فكره ، فعليه أن يقدم نفسه دون عنف ، و أكد أن الأعمال القيمة يرحب بها المشاهد، و لكن الفضائيات و المعلنين هم من يظنون أن الفن الهابط هو المرغوب . الفن لا يفسد المنتج وليد سيف قال أن مسرحية مدرسة المشاغبين لم تفسد المجتمع ، بل السياسة و الاقتصاد و الظروف ، و لكن المسرحية كانت تملك مقومات ابداعية و رسالة ، مؤكدا أن لا أحد قادر على إلغاء نوع من الفن ، و مع رفض المبالغات ، و لكن الكوميديا ليست مسيئة . التوصيات أوصى المخرج محمد فاضل رئيس المؤتمر ، بعمل توصيات و عرضها على مجلس الشعب لحل أزمة الدراما ، مشيرا أن أسامة هيكل المسئول عن مدينة الإنتاج الإعلامى لم يفعل شيئا لتحسين الأوضاع خلال عامين . و رجح فاضل القيام بعمل مشروع مشترك بين اتحادات النقابات الفنية ، واتحاد الكتاب ، و إعلانه فى مؤتمر صحفى ، و تقديمه لمجلس الشعب . و أشار حزين عمر سكرتير عام الاتحاد أن مشكلتنا الحالية ، هو عدم ترجمة الدستور الجديد لقوانين ، فكان اول دستور يؤكد على حق الثقافة ، و ما نراه من مصادرة حرية الفكر و الإبداع ، ليس بسبب ديكتاتورية الدولة ، و لكن لعدم العمل بالدستور الجديد ، كما رفض حزين عودة وزارة الإعلام و دعا للاعتماد على المجلس الذى تحدث عنه الدستور ، و أكد على رفض الرقابة بكل أشكالها . و على هامش المؤتمر ، كرم الاتحاد ، أولاً: كتاب السيناريو: محفوظ عبد الرحمن ، وحيد حامد ، كرم النجار ، بشير الديك ، محمد جلال عبد القوي ، ومدحت العدل ، و ثانياً: المخرجون : إبراهيم الشقنقيري ، أحمد صقر ، عمر عبد العزيز ، ورئيس المؤتمر المخرج محمد فاضل .