ولد بطرس بطرس غالي في 14 من نوفمبر عام 1922 وهو أستاذ جامعي وسياسي دبلوماسي مصري مسيحي لعائلة قبطية، الذي وافته المنية الثلاثاء 16 فبراير 2016 عن عمر يناهز 94 عاما هو من عائلة أنجبت أبرز وأهم وزراء في مصر. هو حفيد بطرس نيروز غالي رئيس وزراء مصر في أوائل القرن العشرين الذي اغتاله إبراهيم الورداني، هو أيضاً عم يوسف بطرس غالي الذي كان وزيراً للمالي. أنهى غالي درجته الجامعية الأولى في جامعة القاهرة عام 1946، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي في جامعة باريس في 1949. عمل بعد ذلك في تدريس القانون الدولي، والعلاقات الدولية، في جامعة القاهرة وجامعات أخرى في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط، وإفريقيا، وكتب عدة كتب بالعربية والفرنسية. الأمين العام.. ووزيرًا للشئون الخارجية في أكتوبر عام 1977 عين غالي وزير دولة للشؤون الخارجية، وصحب في الشهر التالي الرئيس المصري السابق أنور السادات في رحلته إلى القدس، بعد استقالة وزير الخارجية آنذاك، محمد إبراهيم كامل، احتجاجا على التقارب المصري الإسرائيلي، إلى أن تولي غالي منصب رئيس الوزراء في عام 1991. تقلد غالي منصب الأمين العام السادس للأمم المتحدة لولاية واحدة للأعوام 1992 - 1996م، وكان أول عربي وإفريقي يشغل هذا المنصب في المنظمة الدولية، في فترة تزايد فيها نفوذها في أعقاب دورها الحاسم في حرب الخليج الأولى. في عام 1995 قاد غالي احتفالات الأممالمتحدة بالذكرى الخمسين لتأسيسها، لكن استياء الولاياتالمتحدة، من نهج غالي المستقل، حال في النهاية دون نجاحه في تولي أمانة الأممالمتحدة لولاية ثانية في 1996. في الفترة من 2003 إلى 2006 ترأس بطرس غالي مجلس مركز الجنوب، وهو منظمة حكومية دولية للبحوث للدول النامية، كما وترأس منظمة الفرانكوفونية الدولية بعد عودته من الأممالمتحدة، كما رأس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في مصر، لكنه استقال من رئاسة المجلس في فبراير من عام 2011 وأسس بطرس غالي مجلة السياسة الدولية الفصلية التي تصدر عن صحيفة الأهرام. عائلته.. والأجهزة الأمنية تزوج بطرس غالي من يهودية مصرية اسمها "ليا نادلر"، وهي تنتمي لعائلة نادلر الشهيرة قبل ثورة يوليو، والتى كانت تمتلك أكبر مصانع حلويات في مصر قبل تأميمها، أما شقيقتها شيلا نادلر فقد تزوجت وزيراً إسرائيليا. بطرس غالي، قال في آخر حواراته الصحافية، إنه ولد في عائلة كان لها ارتباط بالأجهزة الحكومية منذ البداية، فجده كان يعمل وكيلاً لدائرة أحد أشقاء الخديوي إسماعيل، بجانب مناصب أخرى للأشقاء والآباء، موضحًا إن البداية كانت عند نيروز غالي، جده الأكبر الذي تولى منصب ناظر الدائرة السنية لشقيق الخديوي إسماعيل في الصعيد. أما ابنه بطرس نيروز غالي فقد تولى منصب رئيس وزراء مصر في الفترة من 12 نوفمبر 1908 إلى 1910، ويعد أول رئيس وزراء مصري يتولى المنصب، والذى تم اغتياله على يد إبراهيم ناصف الورداني في 20 فبراير 1910. وكان آخر من تلقد منصب الوزراء في عائلة بطرس، غالي يوسف بطرس غالي وزير المالية والاقتصاد في عهد مبارك والهارب حالياً إلى بريطانيا بعد ثورة يناير، هربا من ملاحقات قانونية. بطرس غالي والذي تولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة أكد في حوار له مع مجلة جون افريك أن أمه ليست أرمنية، وإن والده غضب منه بسبب التحاقه بكلية الحقوق، وأن معظم العائلة انتمت إلى وزارة الخارجية، مشيرًا أنه لعب دورا قويا في مفاوضات الصلح بين مصر وإسرائيل، وهو الذي علم عبدالرحمن عزام أول أمين للجامعة العربية اللغة الفرنسية. تصريحاته الأخيرة وعن رأيه في الرئيس السيسي قال غالي في تصريحاته الصحفية أنه رجل يستمع، وأسئلته ذكية، وأنقذ مصر من الإخوان وتردد كثيرا في تولي السلطة، لكنه قرر أن يفعل ذلك لأنه لا يوجد حل آخر، مؤكدًا أن مصر تحتاج 5 أعوام للنهوض من كبوتها بعد عام حكم الإخوان، مشيرًا إلى أنه كان في انتظار ما سماه "الفرعون"، مثل الملك مينا وآخرين، وأنه يعني بكلمة فرعون، هو الزعيم صاحب التأييد الكبير مثل السيسي. وحول أبرز المشاكل التى تواجه مصر الآن أكد في أخر حوار له لمجلة المصور ، أن أبرز مشكلة تعانيها الآن هى مشكلة الانفجار السكاني، وأن يزداد سكانها بمعدل مرتفع للغاية سنويا أكثر من مليونى نسمة في مصر كل عام، وهو ما يعنى أنه منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن زاد عدد سكان مصر بأكثر من 8 ملايين نسمة، مؤكدًا أنها عبء إضافي ملقى على عاتق القيادة المصرية يجب مواجهته بمتطالبات لتوفير التعليم والغذاء والصحة لهذه الأعداد الإضافية من الملايين الجدد. وعن رؤيته حول أزمة بناء سد النهضة الإثيوبي، قال: إن مصر يجب أن تتعامل مع أزمة سد النهضة بمنطق المصالح، وماذا يمكن أن تعطي مصر لأديس أبابا بدلا من بناء السد، مضيفًا :"يمكن تعظيم الاستفادة من مياه النيل للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا في إطار عملية تنموية متكاملة وشاملة." وأكد أن مصر دخلت حيز الفقر المائي وليست هناك موارد مائية إضافية، ونحن نحتاج لمياه النيل ليس للعيش فقط وإنما أيضا لتحقيق التنمية ومتطلباتها، خاصة أن مصر لا يوجد بها أمطار غزيرة، ولا مخزون جوفي يمكن الاعتماد عليه لسد احتياجاتها المائية.