استقرار أسعار الذهب في مصر ونصائح للشراء    قبل تفعيله الثلاثاء المقبل.. ننشر المستندات المطلوبة للتصالح على مخالفات البناء    «العمل»: التواصل مع المصريين بالخارج أهم ملفات الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    إعلان جديد من جيش الاحتلال بشأن عملية إخلاء المدنيين من شرق رفح    الرئيس الصيني شي يلتقي ماكرون وفون دير لاين في باريس    تحذير: احتمالية حدوث زلازل قوية في الأيام المقبلة    مفاجأة بشأن مستقبل ثنائي الأهلي    طقس شمال سيناء.. سقوط أمطار خفيفة على مدينة العريش    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    تحذير من خطورة تناول الأسماك المملحة ودعوة لاتباع الاحتياطات الصحية    تراجع سعر الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الإثنين 6 مايو 2024    محمد صلاح يُحمل جوزيه جوميز نتيجة خسارة الزمالك أمام سموحة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    تزامنا مع بدء الإخلاء.. تحذير من جيش الاحتلال إلى الفلسطينيين في رفح    موعد وقفة عرفات 1445 ه وعيد الأضحى 2024 وعدد أيام الإجازة في مصر    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    نيرمين رشاد ل«بين السطور»: ابنة مجدي يعقوب كان لها دور كبير في خروج مذكرات والدها للنور    عاجل.. أوكرانيا تعلن تدمير 12 مسيرة روسية    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهواز العربية.. حلمُ شعب لم يتحقق بعد!
نشر في محيط يوم 17 - 02 - 2016

90 عامًا منذ احتلال فارس ل"عربستان" (شرق العراق)، وأبناء الأهواز يعيشون تحت وطأة التمييز العنصري والإبادة العرقية وتفريس المنطقة، وبالرغم من ذلك ما زال أبنائه يندفعون إلى الشارع ليعلنوا تشبثهم بهويتهم وحريتهم، فتجابه إيران نضالهم بالحديد والنار والاعتقال والتعذيب يصل إلى الإعدام..
حلم طويل يعيش أبنائه في ليل دامس، ينتشر فيه قطاع الطرق واللصوص، يتصدى لذلك القليل دفاعًا ونضالاً عن شرف أهلها والبحث عن فجوة لعلها تقودهم إلى فجر الحرية الغائب عن سماء هذه المنطقة.
لا يخرج النضال الإهوازي عن القاعدة التي رسمها الإسلاف المتمثلة في المطالبة بالحكم الذاتي أو الحق في تقرير المصير، أحد أهم بنود حقوق الإنسان التي تكفلها المواثيق الدولية، وتعد من أهم أصول الديمقراطية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة.
أبناء هذا الركن يتوزعون بين مؤمنين بالإنفصال الكامل عن إيران، وآخرين يطالبون بحكم ذاتي وإن كانت أغلبية حركات التحرر يطالبون بالانفصال التام، وكلها ترى مطالبها مشروعة، كونهم أصحاب حق وأرض.
وبما أن تقرير المصير حق للشعوب التي لها مقومات أن يكون لها دولة (الشعب والأرض والسيادة) وهي مضطهدة من قبل النظام، فيحق لإقليم الأهواز بتقرير مصيره في كل الأحوال..
وصفحات التاريخ تقول إن إقليم الأهواز تم احتلاله عسكريا عبر حربا عدوانية كما إنه يعيش منذ القدم على أرض واضحة الحدود والمعالم..
واحتلت القوات الإيرانية الأهواز في نيسان 1925، ولم يكن اسم إيران موجودا، وكانت تسمى بلاد فارس أو الدولة القاجارية.
ودخلت قوات رضاه شاه إلى الأهواز واعتقلت أميرها الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو الكعبي"، وكانت عربستان حينها تحت سيادة الدولة العيلامية وعاصمتها السوس (الشوش على الحدود مع جنوب وسط العراق)، والدولة العيلامية كانت دولة عربية لا علاقة لها بفارس"، بحسب سعيد سيلاوي الاهوازي.
في عام 1946 تأسس حزب السعادة في الأهواز الذي طالب بتمتع الإقليم بالحكم الذاتي، وفي عام 1956 طالبت الجبهة القومية لتحرير الاهواز بحق الاقليم في تقرير مصيره.
وبعد ذلك تأسست العديد من التنظيمات السياسية فيما بعد، وكانت هي الأخرى لها مطالبها وتوجهاتها التي لا تختلف كثيرا عن تلك التي رفعتها سالفتها من التنظيمات الاهوازية.
الجانب العرقي
ويقول الكثير من النشطاء السياسيين، إن سياسيات حكومة إيران القائمة على التمييز العرقي بين العرب وبين الفرس "قادت إلى أن يترك عرب إيران المذهب الشيعي ويتحولوا إلى مذهب أهل السنة بأعداد كبيرة".
ويعد غالبية الأهوازيين من الشيعة، لكن هذا الانتماء المذهبي لم يمنع الإيرانيين من القمع المستمر ونحر حق التعايش طالما أن الأصول تمتد للعرب، وهنا ينجلي وجه التعصب الذي يقصي كل ما هو غير فارسي، تعصباً يجعل من كرامة الإنسان صفرا، لكل من خالف سياسة إيران.
ولم يترك النظام الشيعي الإيراني أي وسيلة إلا استخدمها من أجل تنفيذ مخططاته، والتحول بالأهواز من عربيته إلى فارسية شيعية محضة.
و لم يشفع العدد الشيعي الموجود في هذا القطر للحد من العنف ضد الإهوازيين نظراً لاستفحال الحقد العرقي القديم من قبل الفرس على العرب، مع إقرارهم بأهمية العرق العربي نظراً لنسبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصول آل البيت الذين يقدسونهم ويعتبرونهم رموز المذهب!، لكن مع ذلك كانت عقدة النقص من العنصر العربي حاضرة وكان لها دور كبير في معاناة أهل الأهواز ودلالة ذلك ما تبع تلك العقدة من ممارسات غير إنسانية بحقهم، فقد قاموا بتدمير القرى والمدن العربية، وإعدام الشباب الأهوازي دون أي محاكمة أو فرصة للدفاع عن أنفسهم من أجل إرهاب بقية الأهالي.
وحتى الآثار لم تسلم من التدمير والتخريب من أجل طمس هوية الأهواز العربية وإنها ارتباطها التاريخي بعروبتها وربطها بدلاً عن ذلك بالتاريخ الفارسي، فعمدوا إلى تزوير التاريخ الأهوازي، كما قاموا بتغيير المدن العربية، وإعلان اللغة الفارسية وجعل المحمرة العاصمة التاريخية للأحواز.
وذلك ضمن سياسة التفريس المتبعة، ولم يعد من حق أي أسرة أن تسمي أولادها إلا ب الفارسية، ومن يرفض ذلك لا يتم إصدار أي إثبات له ولا يتم الاعتراف به.
ولم تكتف الحكومات الإيرانية المتعاقبة بذلك، بل سعت لعملية التهجير للقبائل العربية المقيمة في الأهواز، كما مارست سياسة التجويع للشباب الأهوازي نتيجة انعدام فرص العمل و إجباره على الهجرة نحو الداخل الإيراني، وبالتالي يتم إبعادهم عن أوطانهم وأهاليهم وانتمائهم والصاقهم بمناطق جديدة أخرى، أو الهجرة خارج الإقليم وفقدهم لهويتهم العربية من خلال ارتباطهم بمعيشتهم وهمومهم الخاصة.
أما عن الأسباب التي دعت إيران لاتخاذ مواقف تعسفية مستمرة ضد الأهواز فيعود السبب الرئيسي لنكبة الاحتلال الذي بدأ في عهد "رضا شاه بهلوي" في العام 1925 م.
وكان للاحتلال محرضات تمثلت في ضعف أبناء الأهواز الذين أصابهم الفقر والجهل وانخفاض مستوى المعيشة، وانعدام الوعي السياسي والاجتماعي، وسيطرة النفوذ الأجنبي، وكذلك التنكيل بقادتهم.
الثروات الطبيعية
يمتلك الأهواز ثروات طبيعية هائلة تؤهله أن يكون من أهم المناطق الاقتصادية في العالم، إذ يتربع على أهم الموارد الطبيعية في العالم.
ومن أهم الركائز الأساسية للاقتصاد الأهوازي، هي الأراضي الخصبة والتي تعتبر محاصيلها فريدة من نوعها، والمياه ووفرتها على كافة، والمعادن والمناجم الطبيعية (الحديد والفولاذ) والاسمنت والجوجرد والملح، والنفط والغاز ومشتقات، وتشير بعض التقديرات إلى أن الاحتياطي النفطي في الأهواز، (183) مليار برميل.
هذه الثروات مكنت إيران اقتصادياً من مواجهة مشاكلها السياسية والاقتصادية ومن اجتياز المخاطر التي تعصف بالدولة الإيرانية بين الفينة والأخرى. لكن على الرغم من وجود هذه الثروات الطبيعية الضخمة في الأهواز يعيش الشعب العربي فيها تحت خط الفقر المدقع ويتوق إلى أبسط حقوقه الأولية في العيش الكريم، وذلك بسبب الاحتلال.
الحقوق السياسية
وجهت 18 منظمة حقوقية خطاباً للدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان في إيران قبل الدورة المقبلة التي ستنعقد بمقر المنظمة الدولية في جنيف بين 29 فبراير الحالي و24 مارس المقبل.
وطالبت تلك المنظمات المجلس بالتركيز على أبرز عناوين للانتهاكات في إيران وهي "الإعدامات والاعتقالات التعسفية والتعدي على حرية الرأي والتجمع والمعتقد، انتهاك حقوق الشعوب غير الفارسية والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء السياسيين، ممارسات التعذيب الممنهج، جرائم حرب وضد الإنسانية بتدخل النظام الإيراني في سوريا والعراق واليمن وتمويل الإرهاب والعنف في السعودية والبحرين".
ودعا الخطاب الذي نشرته قناة "العربية" الدول الأعضاء في المجلس إلى "الضغط على الحكومة الإيرانية لمنح المقررين الخاصين المعنيين بالإعدام والتجمع السلمي والتعذيب حق زيارة إيران، بما يمكنهما من تنفيذ الالتزامات المنوطة بهما"، إضافة للسماح لممثلي منظمات حقوق الإنسان المستقلة العالمية بدخول طهران دون عوائق لدراسة حالة حقوق الإنسان وتوفير سبل الانتصاف للضحايا، والدفع لإطلاق سراح جميع سجناء الرأي دون قيد أو شرط، وفي مقدمهم الشخصيات السياسية والحقوقية البارزة.
وطالبت المنظمات "بدفع السلطات الإيرانية للوقف الفوري لكل أحكام الإعدام، خصوصاً بوجود أدلة ومؤشرات تثبت أنها غير قائمة على أرضية جنائية قانونية بل لدوافع سياسية، وحثها لوقف جميع المحاكمات ذات الدوافع السياسية وإسقاط جميع التهم ضد المعارضين".
ولفت الخطاب إلى أن "القضاء في إيران غير مستقل ويعتبر عقبة في طريق التقدم، حيث يتم تعيين قضاة من الموالين للنظام فقط لإصدار الأحكام والعقوبات المشددة وغير المبررة. وقد تسبب هذا في زيادة حجم الانتهاكات، خاصة ضد المعتقلين المحكومين في السجون".
ونتيجة لتحرك العديد من النشطاء الأهوازيين في نطاق حدودهم، بدأت بعض المنضمات العالمية تؤازرهم لكن ضمن حدود التنديد والشجب والاستنكار في أحسن الأحول
واعتبرت منظمة العفو الدولية في آخر تقرير لها من العام 2015 أن ممارسات إيران في الأهواز تعد حملة قمعية متصاعدة.
وبدوره، ندد أمين عام الأمم المتحدة في ما أسماه الاضطهاد الذي يتعرض له عرب الاهواز، وقال في تقرير إن غير الفرس في إيران يواجهون قيودا على الحق في حرية التعبير.
وأشار التقرير إلى أن النظام الإيراني اعتقل نحو 100 إهوازي غداة الذكرى العاشرة لانتفاضة الأقليم.
وفي ذات السياق، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن عملية الاعدام في الأهواز قد تكون ذات دوافع سياسية..
ذلك جزء من نتاح حراك الاهوازين المستمر الذي أعطى بعض ما ينشدون إليه، وإن كان على مستوى تضامن المنظمات الدولية الحقوقية.
لكن مواقف الدول من قضيتهم لا ترقى إلى المأمول أبدا، وقلة من الدول الغربية فقط أعربت عن تعاطفها معهم ضد المماراسات الإيرانية، كبريطانيا التي دانت الانتهاكات الإيرانية لحقوق الإنسان بحق الاهوازيين واعتبرته عملا مشينًا.
وبرزت قضية الاهواز في الساحة العربية أكثر من أي وقت مضى على مستوى المنظمات الحقوقية العربية أو الإعلام.
لكن الحكام لا يلتفتون إلى ذلك عدى البحرين الذي وافق فيها نحو 40 نائبًا في البرلمان على مذكرة تطالب بالاعتراف بالأهواز كدولة عربية محتلة من إيران.
الفيدرالية والتحرير
التاريخ السياسي لعرب إيران شهد حراكاً واضطراباً في فترة الحرب العراقية الإيرانية (1980- 1988)، فقد انقسموا بين مؤيد لسياسات حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران، وبين معارض لها ومؤيد لسياسات الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حتى وصل الأمر إلى انضمام آلاف الأهوازيين إلى الجانب العراقي في تلك الحرب، وانتهى بهم المطاف مقيمين في مجمع سكني جنوب قضاء الخالدية بالأنبار غرب العراق حتى يومنا هذا.
وخلال الفترة الأخيرة يتوزع النشطاء السياسيين إلى ركنين أساسيين منهم مؤمنين بالإنفصال الكامل عن إيران، وآخرين يطالبون بحكم ذاتي وإن كانت أغلبية حركات التحرر يطالبون بالانفصال التام، وكلها ترى مطالبها مشروعة، كونهم أصحاب حق وأرض.
منى سيلاوي وهي ناشطة حقوقي أهوازية، والدها معتقل منذ 2008، وهي من الركن الذي يطالب بحكم فيدرالي بإقليم الأهواز، ترى أن المطالبة سليمًا بالحكم الفيدرالي أفضل من المقاومة بالسلاح والرد بالمثل للفرس الذين ينكلون بأبناء الاقليم..
"منى سيلاوي" لجأت إلى لندن بعد اندلاع الثورة الروسية، والتغلغل الإيراني فيها، خوفًا من بطش النظام لها ولإهلها، لاسيما وأنه سبق وأن تم المحاولة معها على أن تنظم إلى المعسكر الفارسي الرافض لعودة الأهواز إلى هويتها والطعن في القضية الأهوازية والعربية بشكل عام، لكن محاولاتهم فشلت، بحسب قولها لشبكة الإعلام العربية "محيط".
ويبرر من يطالبون بالحكم الذاتي، بأن الوضع القائم دوليا ليس بجانب المصالح الدولية، وأن حل أي قضية لا تكون بمعزل عن المتغيرات الدولية.
وتدعو إلى الصبر أكثر أفضل من الدخول في حرب بكل تأكيد ستخذلهم الدول العربية كعادتها عندما طالبوها أمينها العام حينذاك عمرو موسى بالاعتراف بالقضية الاهوزية، وطالبهم ب"المسالكة" مع إيران.
وبالرغم من أن الشعب الأهوازي قارب على قرن من الزمن وبلغ التسعين عاما، إلا أن " منى سيلاوي" تطالب المزيد بالنشاط السلمي والاقتداء ب"غاندي" و "مانديلا" اللذان اسرتدا حقوق شعبها بالسلم، وترففض ما أسمته التهور ورفع الشعارات الرنانة والدخول في الحرب مع الإيرانيين من أجل الاستقلال.
وقالت: " النظال المسلح لا يحتاج لظروف خاصة، ولا تتوافر في منطقتنا جبالا كالأكراد ولا صحراء كالبوشستان، وأنا كناشطة عشت الحرب في سوريا ولا أريدها لشعبي".
أما الركن الثاني وهو من يدعو إلى الاستقلال التام عن إيران، وهو جزء الأكبر من الإهوازيين، ويتمثل ذلك حركة النضال العربي الإهوازي والجبهة العربية لتحرير الاهواز التي يعد جيش تحرير الأهواز واحد من مؤسساتها العديدة.
وتدرب هذا الجيش على كافة الأساليب القتالية في المدارس العسكرية العراقية، و تخرج له العشرات من الضباط و ضباط الصف من الكليات العسكرية هناك.
كانت أهم مهامه الدفاع عن أبناء الشعب الاهوازي، وشارك بمعارك دفاعية ضد الجيش الإيراني عندما حاول استهداف مخيمات اللاجئيين الاهوازيين على الحدود في محافظتي البصرة وميسان العراقيتين، وأنقذ الآلاف من العوائل الاهوازية نهاية عام 1981 عندما هاجم الإيرانيون السكان المدنيين في مدن الخفاجية و البسيتين و القرى الحدودية التابعة لها بالقرب من الحدود العراقية.
حلم دون صحوة
لعل حلم أبناء الشعب الإهوازي باستعادة دولتهم كانت وما زالت مستمرة، لدى الغالبية العظمى، لكن دائما ما يقابل الحرب حماسهم ب"حقن" مهدئة وهي الأسباب التي أطالت الحلم دون ط بزوغ الفجر منذ 90 عامًا.
جابر أحمد، كاتب وباحث إهوازي، يقول "حلم التحرير الطويل " قدرًا القضية الاهوازية، مرجعا الأسباب إلى ما أسماها العلاقات الحسنة التي كانت تربط نظام الشاه مع بعض الأنظمة العربية.
وأوضح في حديثه مع "محيط" أن العديد نشطاء الأهواز ومثلي الأقليم بدأو مباشرة عقب الحرب العالمي الثانية لاستعادة منطقتهم، التقوا الوصي آنذاك على المملكة العراقية ارشد العمري ورئيس الوزراء العراقي الدكتور فاضل الجمالي؛ وتكلل ذلك بعقد مؤتمر موسكو 1945، كان من مخرجاتها منح الإهواز حكمًا ذاتيا، وكان حلمًا لم يكتمل لا سيما بعد انتصار الثورة المصرية واشتداد الصراع بين القومية الفارسية والقوى القومية.
وتصدى عبد الناصر للمشروع الإيراني ممثلة بالشاه، وطرح قضية عربستان من جديد على الساحة العربية وسعت مصر إلى دعم نضال الشعب العربي الاهوازي إعلاميا.
وفي تلك الفترة حاولت بعض الحركات مثل جبهة تحرير عربستان و البجهة القومية لتحرير عربستان من طرح القضية على الجامعة العربية و لكن محاولات من هذا القبيل بقيت في إطار الطرح فقط.
و بعد انتصار حركة الضباط البعثيين في سورية عام 1946، تم تبني القضية الاهوازية من قبل هؤلاء الضباط وتم تدريسها في المناهج الدراسية، ولكن نتيجة لتراجع المد القومي بفعل نكسة حزيران عام 1967 تراجع الحديث عن القضية الاهوازية أيضا.
وفي السبعينات من القرن الماضي وخاصة بعد استلام حزب البعث ذات التوجهات القومية السلطة في العراق بين إيران والعراق تزايدت الخلافات بين العراق وإيران الشاه، الأمر الذي حدى بالطرفين بتبني المعارضة لدى الطرف الآخر فاستضاف بعض التنظيمات القومية كالاكراد و البلوش و الاذريين والعرب وحتى بعض التنظيمات الفارسية، كفائي خلق ة منظمات الجبهة الوطنية في الخارج .
وشهدت الساحة الاهوازية لاول مرة نشطا سياسيا للاهوازيين على الساحة العرقية وتأسست حينها الجبهة الشعبية لتحرير الأهوازعربستان وقد حظيت بدعم إعلامي ومالي وعسكري من لدن العراق، وقد استمر هذا الدعم حتى توصل الجانبين الإيراني والعراقي إلى توقيع اتفاقية الجزائر عام 1975.
بعد سقوط نظام الشاه عام 1979 والغاء صدام حسين لاتفاقية الجزائر و من ثم نشوب الحرب العراقية الايرانية بفعل التوجهات الجديد للنظام الايراني ممثلا بالجمهورية الإسلامية في شؤون العراق ومن ثم نشوب الحرب العراقية الإيرانية عادة الأوضاع لما كانت عليه في وزمن الشاه و تبني العراق قضية عربستان و تشكلت الجبهة العربية لتحرير الأهواز بالاضافة إلى استضافة العراق لمنظمة مجاهدي خلق، وبعد سقوط نظام صدام جمدت الجبهة نشاطها في العراق وما تبقى من أفرادها هاجر إلى الخارج وقسم منهم تم تصفيته جسديا في العراق، بحسب الكاتب والباحث السياسي جابر أحمد.
وما زال الحلم يرواد الكثير من أبناء الأهواز العربية في التحرر والاستقلال أقلها الحكم الذاتي لشئونهم، على أمل استغلال ما يسميها البعض "الصحوة العربية" للتصدي للمشروع الإيراني، وقيادة السعودية للصحو العربية التي بها يصحو بها الأهواز على الخيط الأبيض من فجر يوم جديد وعيد لم يشعر به أجيال من هذا البلد المكلوم.
المصادر:
المركز الإهوازي للإعلام والدراسات
معد العربية للدراسات والتدريب
شبكة الإعلام العربية " محيط"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.