المئات يتوافدون من مختلف الأنحاء للمشاركة فطير وعسل ولحوم في محيط المسجد الطرق الصوفية وأصوات الابتهالات تنتشر قضت ساحة مسجد الحسين أمس الثلاثاء ليلة احتفالية شارك فيها جموع من محبي "آل البيت" ابتهاجا بمولد حفيد رسول الله الإمام الحسين والذي يقام في الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الآخر، "ذكرى استقرار رأس الحسين في هذا المكان". وتشارك الطرق الصوفية باختلافها سنويا في هذه المناسبة ويبدأ محبو "آل البيت" في التوافد إلى محيط المسجد قبل هذه الذكرى بما يزيد عن أسبوع فيقضون يومهم بنحر الذبائح وإعداد الطعام للمترددين على المسجد وإحياء حلقات الذكر والابتهالات لتتحول شوارع وجنبات المسجد إلى ساحات لا تعرف الهدوء طوال تلك الفترة. وانتشر بائعو الحلوى والحمص وألعاب الأطفال فضلا عن السبح والبخور والملابس والقبعات، وتواجد أهل الخدمة كما يطلقون على أنفسهم وهم أناس اعتادوا القدوم وتحضير الطعام وتقديمه للزوار والجمهور وكل حسب مقدرته ابتغاء وجه الله وحبا لآل بيت رسوله. ورصدت شبكة الإعلام العربية "محيط" أجواء الاحتفال بمولد الحسين واستعدادات الطرق الصوفية لإحياء الليلة الختامية للمولد والتي شارك فيها عدد من المبتهلين أبرزهم الشيخ ياسين التهامي وسط آلاف الحضور من الشباب وأبناء الطرق الصوفية وآخرين من محبي آل البيت. "أحب الله من أحب حسين" رغم برودة الجو والنوم في العراء؛ إلا أن أحمد حسين ابن محافظة الشرقية لم يتوان عن القدوم إلى القاهرة للمشاركة في هذه المناسبة التي يرى أنها "ملاذه من ضغوط الحياة"، قائلا "احنا بنييجي هنا كل سنة وبنبات قدام المسجد حب في سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنه، وفي زينا ناس كتير ما بتصدق تيجي عشان تقدم الخدمة للناس وطمعانين في رضا ربنا". وأضاف أن الإمكانيات المادية ليست عائقا أمام المحبين وكل فرد يقدم ما يستطيع وأجره عند الله. وزاد: "في ناس بتجيب مواشي وبتدبح وناس بتقدم فول نابت وفطير مشلتت وعسل وكل واحد حسب قدرته مش بيبخل"، مختتما كلامه "في حديث شريف للنبي صلى الله عليه وسلم قال حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً". خليات عمل السبب ذاته هو ما دفع محمد السيد ابن محافظة سوهاج للقدوم إلى مولد الحسين، وكان رده على سؤالنا بالقول: "الحسين – رضي الله عن وأرضاه- كان أحب آل بيت رسول الله إلى قلبه ومن يحب الحسين يحبه النبي ونحن نطمع في حبه فلذلك نأتي إلى هنا كل عام". وقال إن جولاتهم لا تتوقف عند انتهاء مولد الحسين بل يذهبون إلى أي مولد لآل البيت مثل السيدة زينب والسيدة نفيسة وكذلك مولد السيد البدوي في طنطا، مضيفا "كل هذا طمعا في رضا الله وحبا في آل بيت رسوله". وتحولت الساحات والشوارع المحيطة بمسجد الحسين إلى خليات عمل ومواقع للخدمة والكل يعلن عن نفسه تحت لافتة مكتوب عليها اسم الطريقة التي ينتمون إليها وكلمات أخرى في مدح رسول الله وآل البيت، وخصصوا ساحات للإنشاد وساحات لإعداد الطعام وأخرى لتقديمه وقسم القائمون أنفسهم لمجموعات كل له دوره في الخدمة. وكان أغلب المتواجدين من أبناء الصعيد وهو الذي فسره محمد عبد الباسط بأن أبناء المحافظات وخاصة الصعيد أغلبهم من المنتمين للطرق الصوفية وأن "مشاركة أبناء القاهرة ضعيفة وكل المتواجدين هنا من الصعيد "المنياوسوهاج والأقصر والأرياف أيضا"، مضيفا أن المشاركين ليسوا من الطبقات الاجتماعية البسيطة بل بينهم أيضا كبار التجار. وأضاف أنهم ينتقلون عدة مرات خلال العام للمشاركة في موالد أخرى مثل سيدي يونس وزين العابدين، موضحا أن هذه الزيارات لا تعطله عن أعماله بل هي في حب هؤلاء وتبركا بهم وابتغاءا لوجه الله.