لها مذاق مختلف يذوب بمجرد أن يتذوقه الانسان، يعشقها الصغار، ومن الكبار من يداومون على أكلها لتذكيرهم بالطفولة، إنها حلوى غزل البنات كما يطلق عليها في مصر، ولها مسميات أخرى منها لحية بابا في بعض دول الخليج، وشعر البنات في العراق، وحلوى القطن في ليبيا، ولحية جدي في تونس. تُصنع من السكر الأبيض، ويضاف إليها الألوان الطبيعية في بعض الأحيان، كالأحمر، والأخضر، والأصفر، والأزرق، والموف، والبرتقالي، لتعطيها شكلا مختلفا يجذب إلية الأطفال بالخصوص. تباع في المحلات والمتنزهات وعلى الشواطئ، وفى الميادين وداخل المولات المختلفة، وتكثر في الحواري، والشوارع الصغيرة والكبيرة وأكثر من يقتاتون منها رزقهم الباعة الجائلين. بداية ظهورها ظهرت حلوى غزل البنات في عام 1899م علي يد أربعة علماء أمريكيين هم توماس باتون، وجوزف ديلاروس، وجون وارتون، وويليام موريسون، وللعلماء الأربعة الفضل في صناعة أول ماكينة لتلك الحلوى التي صنعوها وباعوها لأول مرة في كرنفال احتفالي وعملوا لها يوم قومي، وتطورت الماكينة بتطور الزمن. وانتشرت حلوى غزل البنات في الشرق وخصوصا مصر بصورة ملفتة جدا في الفترة الأخيرة وأصبحت مصدر رزق لكثير من الشباب وكبار السن وتنتشر مصانعها أكثر في الأماكن الشعبية. ويوجد على سبيل المثال في منطقه المرج أكثر من 7 مصانع أشهرهم وأقدمهم مصنع أم حسين، وهناك أيضا مصنع أم الباشا، وأبو اسماعيل، وأبو شمس، إضافة الى الكثير من المصانع المنتشرة في ربوع مصر. تترواح أسعارها جملة ما بين 15 جنيها إلى 40 جنيه للمائة كيس، ويتراوح ثمن الكيس ما بين خمسين قرشا إلى إثنين جنيه، ونسبة الربح للبائع تصل ل 80%. المُصنعون: آمنة وصحية يقول "ابو اسماعيل" صاحب مصنع غزل بنات في منطقة المرج، إن الحلوى تصنع من السكر الأبيض، ويضاف اللون الأحمر في بعض الأحيان حسب الطلب. ويوضع السكر داخل تارة الماكينة ومن خلال السخان ترتفع درجة الحرارة ومع بقوة الدفع يتحول السكر إلي حلوى تخرج من خلال ثقوب صغيرة في وعاء معدني صغير، ويتم تكييسها بعد ذلك، يقول صاحب المصنع. "الحلوى صحية بنسبة 100%، ويجب ألا يأكلها مرضى السكر وخلالف ذلك فليس هناك أضرار منها"، ينصح "أبواسماعيل". ويقول ابو شمس صاحب احد المصانع في منطقة مدينة نصر ان غزل البنات "سميت بهذا الإسم لأن البنات هم من كانو يصنعونها في بداية الأمر لكن الأمر يختلف الآن لأن مشكله البطالة جعلت الشباب يبحثون عن الرزق مما جعل غزل البنات مهنة يعمل بها كثير من الشباب وأيضا الكبار، يقول "أبو شمس" صاحب مصنع في مدينة نصر. البائعون: مصدر رزقنا يقول "عبد الباسط" أحد الباعة في منطقه المرج أنها مصدر رزقه هو وكثير من الشباب وكبار السن. "الظروف الإقتصادية صعبة ويجب أن نعمل في أي شىء بدلا من الجلوس على القهوة، فظروف المعيشة لا تتحك الكسل، نبيع الحلوى اكرم من ان يمن علينا احد"، يدافع عبدالباسط عن مهنته. أحمد احد الباعة وطالب جامعي في كلية التجارة قرر ان يكسر الحاطكز النفسي للتعليم العالي ولم يأبه لنظرة الناس فقرر أن يكون يعتمد على نفسه ولظروف البطالة لم يجد بدا إلا ان يعمل في بيع حلوى غزل البنات. "الميزة في هذه الحرفة أنه لا أحد يتحكم فيك، وليس لأحد سلطان عليك، وأنظف من أعمل في ورشة"، يقول الطالب الجامعي. "المال الذي يوفره العمل في مصنع أو ورشة في شهر، أوفره أنا في أسبوع، وهو ما يصبرني أنا وغيري على التعب وإرهاق المهنة التي تتطلب التجول في الشوارع والحواري والأزقة" يوضح أحمد ما يكتسبه من بيع غزل البنات. إحدى البائعات تقول إن هناك أطفال كثيرون يعملون في بيع "غزل البنات"، ويعيلون أسرهم من هذه الحرفة التي تغنيهم عن السؤال. المستهلكون: نعشقها "الأطفال يحبون حلوي غزل البنات، ويتسابقون عليها بمجرد خروجهم من المدرسة، ويدخر الأطفال مصاريفهم من أجل شراؤها"، تقول إحدى البائعات أمام مدرسة. "أم منى" ربة منزل تقول، "أطفالي يحبونها ويتلهفون شراؤها، وبمجرد رؤية البائع يهرولون عليه لشراء غزل البنات، وتكثر في الاحتفالات، وكثيرا ما نوصب البائع أن يأتي إذا كانت هناك مناسبة أو احتفال". "أذهب لشراء غزل البنات بعد خروجي من المدرسة فأنا أحبها كما أنها تعطيني طاقهة لإتمام يومي تقول أسماء طالبة في مدرسة.