نور الدين: التماسيح ستقضي على الثروة السمكية رئيس هيئة الثروة السمكية السابق: لن تؤثر التماسيح على الأسماك حراس النيل: لا توجد خطه قومية للاستفادة من التماسيح وزارة البيئة: سلوك المواطنين "الخطأ" سبب انتشار التماسيح سادت حاله من الذعر بين المواطنين إثر ظهور تماسيح "بترعة الإسماعيلية" وأخرى ب"المريوطية الهرم وفيصل". وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخبار تفيد أن سبب ظهور تلك التماسيح هو فتح بحيرة ناصر لتزويد مياه الدلتا، الأمر الذي أدى إلى تسريب العديد من التماسيح إلى المياه؛ إلا أن وزارة البيئة نفت ذلك. وأوضحت وزارة البيئة أن سبب ظهور التماسيح هو شراء بعض المواطنين تماسيح من الأسواق الشعبية وتربيتها ورميها في الترع ، محذرة المواطنين من ذلك وإن كان ل"للمرح والهواية" بحسب قولها في بيان لها. وترصد شبكة الإعلام العربية "محيط" أراء الخبراء عن خطورة التماسيح على الثروة السمكية في البحيرات والنيل في التقرير التالي.. قال الدكتور عزت عواض، رئيس هيئة الثروة السمكية السابق، إن التماسيح لا تؤثر على الثروة السمكية، معتبرًا أن من يقول غير ذلك ما هي إلا إشاعات ليس لها أسا من الصحة. وأوضح في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أنه تم أجراء دراسات على بحيرة ناصر لمعرفة حجم ما يأكله التمساح من البحيرة، فوجدوا أن كمية السمك الذي يلتهمها التمساح طوله 4 متر 2 كيلو سمك فقط والباقي "حجره" من قاع البحيرة. ودعا المواطنين إلى عدم القلق بشأن ذلك، مشيرًا إلى أن ما يقلق هو أفعال أصحاب المزارع الذين يقضون على الثورة السمكية من خلال الأقفاص والمزارع، لأنهم يستعملون أحشاء الفراخ وليس أعلاف" على حد قوله. تصدير جلود التماسيح وعلى النقيض، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن التماسيح تؤثر على الثروة السمكية، مشيرًا إلى أن التمساح الواحد يلتهم 50 كيلو خلال اليوم الواحد، وقد تهاجم الإنسان عندما تشعر بالجوع أو إذا نزل إلى المياه. وحث نور الدين، في تصريح خاص لشبكة الإعلام العربية" محيط" المسئولين أخذ تصريح من منظمة الأممالمتحدة لاصطياد التماسيح التي كثرت في بحيرة ناصر حتى لا تقضي على الثروة السمكية، لافتا إلى أن جلودها قد تحقق لمصر دخل اقتصادي جيد، "فهناك من يبحث على هذه الجلود". وأوضح أن سبب وصول التماسيح إلى "ترعة الإسماعيلية"، يرجع إلى فتح بحيرة ناصر لتزويد مياه الدلتا، مؤكدًا أن التماسيح خرجت صغيرة إلى أن وصلت إلى "ترعة الإسماعيلية" حيث استغرقت الرحلة 4 شهور، لنجدها بالحجم المتوسط الآن. تهديد الثروة السمكية وبدوره قال محمد ناجي مدير مركز "حابي للبيئة"، إن تواجد التماسيح في "ترعة الإسماعيلية" يرجع إلى اختلال بيئي في مياه نهر النيل، مرجعًا السبب في ذلك هو ضخ مياه من بحيرة ناصر. وأضاف ناجي، في حديث مقتضب مع شبكة الإعلام العربية "محيط" أن هناك أمورًا عديدة تهدد الثورة السمكية أولهم تلوث نهر النيل، نتيجة لانتشار فيه "العديد من الأضرار" ما أدى إلى تشكيل خطر كبير على حياة المواطنين. وتوقع بأن يحدث تأثر للثورة السمكية من انتشار التماسيح، مطالبًا بمعالجة تلك المياه الملوثة حتى لا تسبب أخطارا على البيئة. لا "خطة قومية" من جانبه قال الدكتور عبد العاطي الشافعي، رئيس جمعية حراس النيل، إن الافتقار لخطة قومية للاستفادة من التماسيح المتواجدة ب"بحيرة ناصر" سببًا لوصولها إلى مرحلة التوحش والتهام أي شيء أمامها، مستبعدا فكرة وصولها إلى ترعة الإسماعيلية لطول المسافة ووجود "تربينات" السد العالي التي تعرقل حركتها، بحسب قوله. وأضاف الشافعي، في تصريح خاص ل"محيط" أن التماسيح تشكل خطرًا على الثروة السمكية، لأن التمساح الواحد يلتهم 25 كيلو في اليوم، داعيًا إلى وضع خطة قوميه للاستفادة منها عن طريق بيع جلودها وتحديد وجودها. سلوك المواطنين الخطأ أما على الجانب الرسمي، نفي الدكتور خالد فهمي وزير البيئة، وجود التماسيح في "ترعة ناهيا" كما ادعى البعض. وقال في بيان له، إن تكرار ظهور التماسيح ناتج ل"تدهور السلوكيات" لأن هناك مواطنين يشترون تلك التماسيح وهي صغيرة من الأسواق الشعبية مثل سوق الجمعة على سبيل اللهو، ولكن عندما يكبر حجم التمساح فلا يجد المواطن سبيلا سوى إلقائه في الترعة أو المصرف. واستبعد الوزير، أن يكون مصدر تلك التماسيح هي "بحيرة ناصر" نظرا لأنها تبعد 800 كم تقريبًا عن الأماكن التي تم رصدها فيها نظرًا لصغر حجمها ووجود العديد من القناطر على مجرى النيل. ورجح أن تكون هناك مزارع للتماسيح غير المرخصة في منطقتي الهرم وفيصل قد تهرب منها بعض التماسيح لقربها من منطقة ناهيا التي رصدت الوزارة تواجد فيها تمساح صغير في نوفمبر من العام الماضي. كلام "غير علمي" وفي ذات السياق، نفى خالد وصفي، المتحدث الرسمي لوزارة الري، ما تردد من شائعات على شبكات التواصل الاجتماعي بأن السبب وراء انتشار التماسيح "بترعة الإسماعيلية" هو فتح بحيرة ناصر. وقال في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" ، إن ما تردد من شائعات هو كلام لا يستند على أدلة علمية. وأوضح أن هناك أكثر من بحيرة بعد "بحيرة ناصر" بهم العديد من "التروبينات" التي تؤدي إلى وفاة التمساح إذا حاول العبور من سرعة المياه فيها. و"بحيرة ناصر" تكونت نتيجة المياه المتجمعة أمام السد العالي بعد إنشائه في الستينات من القرن الماضي في أقصى جنوب مصر بأسوان. وأطلق عليها بهذا الاسم نسبة للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، وهي أكبر بحيرة صناعية في العالم.