فى ندوة حفلت بالتقدير والإطراء عقدتها الموائد المستديرة أمس الأربعاء ناقش الحاضرون كتاب " شيخ الاستعراب الأسباني في القاهرة" عن المستعرب د. بيدرو مارتينيث مونتابيث بقلم الكاتب محمد نجيب عبد الكافي والذي حرص على الحضور، أدارها أحمد إبراهيم وشارك فيها الكاتب الصحفي مصطفى عبد الله،د. خالد سالم. افتتح إبراهيم الندوة بالترحيب بالكاتب والسادة المشاركين و الحضور، وتحدث عن بيدرو الذي ترجم أعمال مسرحية من العالم العربي، مضيفاً أن بيدرو علما في مجابهة القضايا التي تستحق المجابهة، فكان فارسا يحمل قلمه وقلبه وفكره وعلمه واصفاً الكتاب بإنصاف لبيدرو الذي تعرض لمتاعب و هجوم بعد مناصرته للعرب. ووجه مصطفى عبد الله فى بداية حديثه تحية للمستشارة الثقافية الإسبانية في مصر التي حرصت على الحضور لتؤكد عمق العلاقات بين إسبانيا ومصر، كما أثني على الكتاب وكاتبه الذي بذل جهدا كبيرا في إنصاف وتحية هذا المستعرب السيد بيدرو مارتينيث قائلاً : الكتاب نص جميل مكتوب بلغة راقية و صافية، مؤكدا أن حضارتنا العربية الموجودة في بلاد الأندلس أضفت على اسبانيا تميزا ثقافيا فريداً، و بيدرو، رغم التقائي به مرة واحدة، فقد أصلح الكثير من المعلومات الخاطئة التي تتداول في الأندلس من قبل المرشدين السياحيين هناك عن التاريخ الاسلامي ، وكان له دور في رفع درج الوعي". و أضاف: "هذا الكتاب إضافة لما قدمه هذا المستعرب لقضيتنا وهويتنا، فقد وقف إلى جانب فلسطين ضد الصهاينة و إلى جانب مصر على الرغم من العلاقات المتوترة بينها و بين اسبانيا وقتها ". مصطفى أكد ان بيدرو وبعض مستعربين آخرين كانوا وراء فوز نجيب محفوظ بنوبل، كما تحدث عن التقائه به ودرجة تأثره بشخصه وأعماله واصفاً إياه ب"كونت" و قامة وإنسان غاية في التواضع، و أحد المحبين لثقافتنا العربية ومتحدث باللغة العربية الفصحى وهو شئ نادر بين العرب انفسهم، كما أنه يفهم جميع اللهجات كالمغربية والشامية. عبد الله اختتم كلامه عن الندوة واصفا إياها بالاحتفاء بجسور ممتدة بين الثقافة المصرية والإسبانية والليبية و التونسية و بيدرو هو حلقة الوصل، وبأننا نحاول الآن من خلالها أن نرد له الجميل. خالد سالم الأكاديمي الذي عاصر الكتاب وكاتبه وعاش معه في اسبانيا، كما تعلم على يد السيد بيدرو قال أن الكتاب هو أول كتاب يصدر بالعربية عن بيدرو، وأكد أن هناك مقالات و قصائد كتبت خصيصاً له من نزار قباني و حسن توفيق، و بأن بيدرو حظي باهتمام مصري و عربي واسعا لكن لم يجرؤ أحد على تأليف كتاب عنه واف مثل هذا الكتاب. و تكلم سالم عن رحلته الى أسبانيا و تعرفه على بيدرو اثناء فترة دراسته في اسبانيا وصداقتهما القوية، كما تكلم عن عوده بيدرو إلى القاهرة و ترجمته عدة أعمال عربية إلى الإسبانية، ومن خلال ترجماته تعرف الشعب الأسباني على نجيب محفوظ و أعماله و حياته بعد فوزه بجائزة نوبل ، وعن تقديمه للثقافة العربية والمصرية ما لم يقدمه أحد وهو ما أكد سالم أنه يستحق عليه جائزة نوبل إن لم تكن اثنتين . وأضاف: بيدرو طرد من التلفزيون الأسباني الرسمي بتوجهات من الحكومة هناك لأنه كان يقول كلاما ضد واشنطن وقت الحرب في العراق، كما أنه كان يسمى بين الأساتذة الاسبان بعمدة العرب، وتعرض للهجوم عدة مرات بسبب مواقفة العربية ومناصرته للقضية الفلسطينية. في نهاية الندوة أبلغ مؤلف الكتاب محمد نجيب عبد الكافي تحية بيدرو للحضور والقاهرة و لكل مصر وشعبها الأبي و هؤلاء الرجال الذين عاش بينهم وتعلم منهم، وهو الشئ الذي أسعد الحضور، كما وجه عبد الكافى التحية للمشاركين، وألقى كلمة عن شخصه موضحاً انه ليس من عالم المفكرين والباحثين ولكنه منتسب لفروع الفكر والثقافة، معبرا عن حزنه من تدهور حال عالمنا العربي والإسلامي طالبا معرفة أسبابه التي قد تتمثل في التقاعس عن مبادئنا وواجباتنا و قيمنا و ثقافتنا. وتقدم بالشكر والتحية للمستشارة الثقافية الإسبانية في مصر التي تواجدت في القاعة، ولمعرض الكتاب الذي اتاح له الفرصة، كما أجاب عن بعض الأسئلة والاستفسارات من الحضور.