قال عدنان الحسيني، وزير شؤون مدينة القدس، بالحكومة الفلسطينية، إن "السلطات الإسرائيلية تنفذ سياسة تهجير صامتة في المدينة، بغرض إيجاد أغلبية يهودية فيها". وأضاف الحسيني، الذي يشغل أيضا منصب "محافظ القدس′′ لوكالة " الأناضول"، إن "الحكومة الإسرائيلية تريد التخلص من أكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيين في القدسالشرقية، لإيجاد أغلبية يهودية". وقال، إنه "من الواضح أن إسرائيل معنية بما تسميه الحوض المقدس، وما عدا ذلك فإنها لا تريده". وبحسب التعريف الإسرائيلي ل"الحوض المقدس′′، فإنه يشمل البلدة القديمة، وأحياء ملاصقة لها، هي "سلوان، ورأس العامود، والطور، والصوانة، ووادي الجوز، والشيخ جراح". وأقامت إسرائيل في العام 2002، جدارا داخل القدس، لفصل غالبية الأحياء الفلسطينية فيها عن الضفة الغربية، لكنه عزل أيضا أحياء مقدسية فلسطينية عن المدينة، مثل "كفر عقب، وسمير أميس، والضاحية (شمالي المدينة)، ومخيم شعفاط، ورأس خميس، وعناتا (شرقي)"، حيث بات الفلسطينيون يضطرون للمرور عبر حواجز إسرائيلية للوصول إلى مركز المدينة. جدير بالذكر، أن رئيس المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، قد دعا في تصريحات له الأسبوع الماضي، إلى الانسحاب من أحياء فلسطينية، في القدسالشرقية مثل "العيساوية" (شمال شرقي القدس)، و"جبل المكبر" (جنوب شرقي القدس). وعقب الحسيني على تصريحات، "هرتسوغ"، بقوله: "لقد سبق هذه الأقوال إعداد وتخطيط إسرائيلي، إذ تم السماح للسكان بالبناء في هذه المناطق سواء بتراخيص بناء، أو بدون تراخيص، بحيث تركزت كتلة كبيرة من السكان هناك، والآن هم يقولون إنهم يريدون الانسحاب من هذه الأحياء، ما يعني فصلها عن القدس، وإخراج عشرات آلاف المقدسيين من مدينتهم". وأضاف: "إسرائيل تهجر الفلسطينيين من سكان القدسالشرقية بحجج مختلفة سواء من خلال شطب الإقامات (المنع من الإقامة الدائمة بالمدينة)، أو الحديث عن الانسحاب من بعض الأحياء". وتابع الحسيني: أن "السياسات الإسرائيلية المتبعة في القدس، تعبر عن تخبط وستزيد من عزلة الحكومة الإسرائيلية دوليا". وشدد أنه، مقابل مخططات إسرائيل، فإن الفلسطينيين "يتمسكون بمدينتهم ويرفضون التخلي عنها مهما كانت تداعيات ذلك"، محذرا من أن هذه السياسات ستؤدي إلى "مزيد من التوتر". ويعيش 120 ألف فلسطيني مقدسي، في الأحياء التي عزلتها إسرائيل عن مركز مدينة القدسالشرقية، وهؤلاء يشكلون أكثر من ثلث عدد الفلسطينيين في المدينة، وفق تصريحات خليل التفكجي، مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية (غير حكومية). وخلافا لسكان الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن الفلسطينيين من سكان القدسالشرقية يحملون بطاقات هوية إسرائيلية، بما يمكنهم من الدخول إلى القدس وجميع أنحاء إسرائيل دون الحاجة إلى تصاريح، وهي نادرا ما يحصل عليها سكان من الضفة والقطاع. وفي ذات السياق، قال الحسيني، إن "الحكومة الإسرائيلية تريد التخلص من هؤلاء السكان، ومعهم سكان أحياء أخرى في القدسالشرقية". وأضاف: أن "الفلسطينيين من سكان القدسالشرقية، يشكلون الآن أكثر من 36 % من عدد سكان المدينة، وإسرائيل تريد خفض هذه النسبة بشكل كبير". وبحسب معهد القدس لدراسات إسرائيل (غير حكومي)، يعيش في القدس بشطريها الشرقي والغربي 829 ألف مواطن، من بينهم 522 ألف يهودي، و307 آلاف من العرب، ويتركز العرب في القدسالشرقية.