قال الكاتب عمار علي حسن إنه يعود إلى قاع المجتمع المصري في روايته "باب رزق" بعد أن ذهب بعيدا في التاريخ والعجائب والتصوف في روايتيه "شجرة العابد" و"جبل الطير"، مؤكدا أن حياة المصريين المعاصرين حافلة بحكايات مبهرة، بوسع أي أديب أن يحولها إلى قصص وروايات ومسرحيات وقصائد ثرية. وأضاف حسن خلال لقائه عددا من القراء ليتناقش معهم حول رواية "باب رزق" إنه يعرف جيدا حي "تل العقارب" العشوائي الذي تدور فيه الرواية، وأن أبطالها يتحدثون ويتصرفون من واقع هذه البيئة الاجتماعية المقبضة الغارقة في البؤس. وفي الرواية يتحايل شباب هذا الحي العشوائي على التقاط أرزاقهم بطرق غريبة، ويحركهم كعرائس الماريونيت عجوز قعيد له في المكر باع طويل. وسط هذا البؤس تولد قصة حب ناقصة، وصراع دامي ضد سارقي القوت والفاسدين في جهاز الشرطة، لكن كل هذا لا يبدد آمالا عريضة بالخروج من الأزقة الغارقة في العوز إلى براح عالم زاخر بالنعمة والراحة. في منتصف الطريق تتوالى المفاجآت لتحدد مصائر بشر متعبين، وتوزعهم على مصائر لا تخطر على بال. ويتصارع أبطال الرواية بقسوة علي لقمة العيش، بلا أمل في مستقبل أفضل أو تأمين لمصدر رزق كريم، ويظهر فيها أطفال الشوارع الذين يستباحون إلى حد استغلالهم جنسيا تحت وطأة الخوف. تدق الرواية ناقوس خطر محذرة من خطورة هذه الفئات المهمشة التي من الضروري الاهتمام بها وادماجها في المجتمع بشكل إنساني حتي لا تكون نواة للإرهاب والإدمان. وحين سئل عمار عن الأسباب التي دفعته لكتابة هذا العمل قال "لا بد للكاتب من أن يوسع عالمه وينوعه، وإلا سيسقط في فخ التكرار، ويتآكل مشروعه الإبداعي بمرور الوقت"، لافتا إلى أن لديه روايات تنهل من الواقع المعاصر تماما مثل "زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل" إلى جانب روايته "سقوط الصمت" التي اتخذت من أحداث ثورة يناير موضوعا لها. يذكر أن "باب رزق" هي الرواية الثامنة لعمار علي حسن بعد "جبل الطير" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفي" و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، إلى جانب أربع مجموعات قصصية: "حكايات الحب الأول" و"أحلام منسية" و"عرب العطيات" و"التي هي أحزن"، وله كتابان في النقد الأدبي: "النص والسلطة والمجتمع" و"بهجة الحكايا"، إلى جانب ثمانية عشر كتابا في التصوف والاجتماع السياسي.